تخبر إحدى صديقاتي: "كأنّه سحر! فجأة بين ليلةٍ وضحاها أصبح الجميع يسألني لمَ أبدو تعبة: "هل نمتِ جيّداً؟ هل هناك ما يقلقكِ؟ هل خسر وجهكِ الوزن؟". الواقع أنّ كلّ ذلك لم يكن يحدث، هي فقط كبرت عاماً واحداً! فهل هناكِ عمرٌ محدّد يشبه الباب الذي يفصل بين عمر الشباب وعمر الشيخوخة؟
جعلتُ صديقتي ترى النصف الملآن من الكوب والذي يتمثّل في أنّ الشيخوخة تحدث تدريجيّاً وتمتدّ على سنواتٍ كثيرة: "تخيّلي لو أنّ الشيخوخة تأتي متأخّرة ولكن مفاجئة. تصحين فتجدين في المرآة أنّكِ أصبحتِ مسنّة"... لكلّ شيء وجهه الايجابيّ!
ذلك الحديث جعلني أبحث فور عودتي إلى المكتب عن السنّ المحدّد الذي تبدأ البشرة فيه بالظهور أكبر سنّاً. غالبيّة الدراسات تقول إنّه... هل إنتِ حاضرة؟ إنّه عمر الـ 35 وتحديداً في أواخر هذه السنة. تبدأ وظائف البشرة كلّها بالتباطؤ، فتلاحظين فروقاً بسيطة تتفاقم مع مرور السنوات. حصلت على الإجابة العلميّة، لكن هنالكِ أمر غير واضح بعد. لمَ تبدو بعض النساء شابّات في عمر الـ50، وأخريات أكبر سنّاً في عمر الـ 30؟
لمَ تبدو بعض النساء شابّات في عمر الـ50، وأخريات أكبر سنّاً في عمر الـ 30؟
تفسّر الدراسات التي قرأتها أنّ الطاقة الحيويّة للبشرة تبدأ بالانحدار مع مرور السنّ تماماً كما تنحدر عمليّة الأيض في الجسم، وهذه الطاقة هي المسؤولة عن إنتاج الكولاجين وعن امتصاص البشرة للعناصر المغذيّة والاستفادة منها. في هذه المرحلة، من المهمّ جداً اتّباع روتين جماليّ يحتوي على الريتينول، حمض الغليكوليك والبيبتيدات. لكنّ المفارقة هي أنّ تلك الطاقة تحافظ على نشاطها لدى شريحة من النساء حتى عمر الـ 50 أحياناً، فيبقى مثلاً معدّل مضادات الأكسدة لديهنّ في هذا العمر كما كان في عمر الـ 20. الدراسة نفسها تفسّر أنّ ذلك يرتبط بعوامل متعدّدة أبرزها العِرق (المرأة الأفريقيّة-الأميركيّة تشيخ بمعدّل 10 سنوات أقلّ من باقي النساء)، ونمط الحياة وقدرة البشرة على مكافحة تأثيرات الأشعّة الشمسيّة والنظام الغذائيّ...
كلّ تلك المعطيات تعني أنّه خلافاً للمعتقدات، على المرأة أن تبدأ بتغذية بشرتها منذ سنّ مبكرة لتبعد نقطة بداية الشيخوخة (منتصف الثلاثينات) قدر المستطاع. إذاً، العمر الأفضل للبدء باستخدام مستحضرات تحتوي على مضادّات للأكسدة كالفيتامين C وE ومستخلص الشاي الأخضر وحمض الفاكهة، بحسب هذه الدراسات، هو قبل بلوغ الـ 25، لنقل مباشرةً بعد التخرّج من الجامعة!
كان من المفيد معرفة كل تلك المعلومات، لكنّها لم تحبطني أبداً، فبوجود هذه الجنّة من الكريمات وتقنيّات تجديد شباب البشرة، أستطيع أنّ أؤكّد أنّني لن أشيخ قريباً، على الأقلّ ليس في عمر الـ 35.