هل المرأة فعلاً بحاجة إلى أن تثبت قوّتها من خلال أزيائها؟ هناك مَن يقول نعم، وهناك من يعارض الأمر، لكن ما لا نختلف عليه هو أنّ البزّة الرسميّة النسائيّة لها حصّة الأسد في عالم الموضة. ارتديها، تقدّمي بخطوات واثقةٍ واغلبي الجميع بإطلالتكِ.
حين أصبحت البزّة الذكوريّة بين يديّ المرأة، زاد عزمها لتحقيق أحلامها في الحياة المهنيّة، السياسيّة والاجتماعيّة، فهل من شيء يجعلها أقلّ مستوى أو ذكاءً من الرجل؟ أبداً. أطلق على هذه البزّة اسم Power Suit، أي بزّة القوّة، وكانت بداية قصّتها خلال حقبة العشرينيّات مع Coco Chanel، المرأة الأكثر تحرّراً وطموحاً. يعود الفضل لها في تحرير المرأة من التصاميم الضيّقة التي تخنق الحريّة، ابتكرت البزّة المريحة الكلاسيكيّة المؤلّفة من قطعتين من التويد، سترة مرصوفة بالأزرار وتنّورة تصل إلى طول الركبة. تصميمٌ بات أيقونيّاً في دار Chanel.
في الثلاثينيّات، أتى الدعم الثاني للبزّة النسائيّة وهذه المرّة من رجل، المصمّم الفرنسيّ Marcel Rochas. ابتكر سترة ذات أكتاف واسعة خارجة عن نطاق الأسلوب الأنثويّ الذي كان محتّماً. في الحقبة التالية، اشتهرت نجمة هوليوود المتمرّدة Katharine Hepburn بشخصيّتها الثوريّة، فكانت البزّة أفضل تعبير حسيّ عن انتفاضتها الفكريّة. شهد العام 1966 على ولادة تصميم Le Smoking المؤلّف من سترة وسروال، من ابتكار المبدع Yves Saint Laurent. هو تصميم الخياطة الراقية الأوّل في التاريخ المستوحى من الأسلوب الذكوريّ والذي أحدث ثورة في خزانة كلّ امرأة آنذاك. Bianca Jagger، السيّدة العاملة والناشطة الاجتماعيّة، كانت من أبرز مشجّعات هذا التصميم. بعد ذلك، تحوّلت البزّة إلى زيّ استعراضيّ يختال به النجوم على المسرح، مثل فرقة The Beatles وDavid Bowie، والنجمات أيضاً، مثل عارضة الأزياء الأيقونيّة والمغنيّة Grace Jones.
من المسارح إلى منصّات العروض، أصبحت البزّة عنصراً أساسيّاً لا غنى عنه في مجموعات الأزياء النسائيّة. خلال حقبة الثمانينيّات، وجدنا البزّة منتفضة، مؤلّفة من السترة والسروال لدى دور Giorgio Armani، Ralph Lauren وAnne Klein ومؤلّفة من سترة وتنّورة لدى دار Donna Karan. لكن خلال حقبة التسعينيّات، خفّ بريقها قليلاً وطغت الأقمشة الأنثويّة على ساحة الموضة، مثل الدانتيل، إلّا أنّ الألفيّة الجديدة عادت ومنحت البزّة مكانةً لا يمكننا غضّ النظر عنها. اليوم، مع الأحداث التي نشهدها في أميركا من مظاهرات وحركات نسويّة منادية بالمساواة بين الجنسين، لا بدّ أن يسطع نجمة Power Suit أكثر وأكثر كدعمٍ وبرهان أنّ المرأة هي أيضاً مخلوق قويّ.
في مجموعات ربيع وصيف 2017، هناك خيارات واسعة للبزّة النسائيّة، أتت بيضاء مقلّمة في عرض Jil Sander، فضفاضة لدى Céline... أمّا المجموعة الأولى لـMaria Grazia Chiuri لدار Dior التي كان عنوانها القوّة النسائيّة، فتكلّلت بالبزّة السوداء، كأفضل تجسيد للرسالة.
إقرئي أيضاً: قِصّة اللؤلؤ التي عاشتها الحضارات وأيقونات الموضة على مرّ السنين
لماذا السيّدة الناجحة تعتمد الملابس نفسها كلّ يوم؟