هي دارٌ إيطاليّة متخصّصة في صناعة أفخر المجوهرات، استطاعت أن تقف شامخةً سنوات وسنوات في ظلّ المنافسة العالية، Buccellati، اسمٌ كفيلٌ بمفرده ليصف ذوق المرأة الرفيع وبحثها عن قطعٍ فريدة لا تشبه سواها. "جمالكِ" التقت في بيروت حفيدة مؤسّس الدار ومديرة التسويق Maria Cristina Buccellati، لتحدّثنا أكثر عن كيفيّة العمل في الدار والتحدّيات التي تواجهها.
صفي لنا نهاراً من حياتك:
نهاري جنونيّ! بعد أن استحوذ الصينيون على أسهم في الشركة، زادت كميّة العمل كثيراً، لأنّهم نشيطون كثيراً ومتطلّبون جدّاً، بالمعنى الإيجابيّ للكلمة. لذا، كان علينا أن نفتتح 3 بوتيكات في 3 أشهر في الصين، واحداً في بكين، واثنين في شانغهاي. كنت أسافر كثيراً وموجودة دائماً لتنظيم الأحداث، إنّه أمر متعب لكن ممتع. بالنسبة إلى نهاري، فهو عاديّ، أستيقظ باكراً جدّاً، عند السادسة صباحاً، وأبدأ بالردّ على بريدي الإلكترونيّ، فبسبب فارق الوقت بين البلدان، عليّ أن أكون ناشطة حواليّ 24 ساعة في اليوم! أبدأ بعد ذلك بالعمل، إذْ أقضي نصف نهاري بالعمل في مكتبي في المنزل، لأنّني أحتاج إلى الهدوء لخلق الكاتالوج، أفكار الحملات الإعلانيّة... وأقضي النصف الآخر في الشركة.
يمكننا القول بأنّكِ تسافرين باستمرار...
نعم، كنت مؤخّراً في لندن، باريس والصين، أنا أعيش في الطائرة، لكنّني أحبّ هذا الأمر.
نحن نتحدّث عن الصين، هل قمتم بتكييف الدار من الناحيتين العمليّة والإبداعيّة حسب رغبات البلاد؟
أبداً، فالزبائن الذين يحبّون Bucellati لن يطلبوا سوى قطع من تصميم الدار. الأمر الوحيد الذي لاحظناه هو أنّ الصينيّين يتميّزون بقامة أقصر من شعوب بقيّة الدول، لذا، بدأنا نصنع مثلاً خواتم رفيعة، أقراطاً أصغر حجماً... لكن لم نغيّر أسلوبنا.
وماذا عن التسويق؟ هل تغيّر؟
التسويق في الصين مختلف تماماً. بدأنا منذ 4 سنوات بالعمل على العالم الرقميّ. في الصين مثلاً، 70% من أعمال التواصل والاتّصالات تجري إلكترونيّاً، وقليل منها على الورق.
فلنتحدّث قليلاً عن الشرق الأوسط، ما هو نهج الدار في هذه المنطقة؟
الأمر مماثل في كلّ المناطق، فزبائن الدار كثر وراقون، يملكون الذوق نفسه في كلّ العالم، يهتمون بالتفاصيل، يحبّون أسلوب الزركشة والدانتيل. لا نحتاج إلى التكيّف في كلّ منطقة، وهذه هي ميزتنا.
ما رأيكِ بالمرأة العربيّة؟
هناك نساء عربيّات فائقات الجمال. يلفتني أنهنّ يطبّقن دائماً الماكياج بإتقان، هنّ أنيقات، وأجد هذا الأمر جذّاباً.
ما هو جديد Buccelati؟
نحن نركّز اليوم، مع زيادة عدد بوتيكات الدار، على التصاميم التي أطلقناها سابقاً ونقوم بتطويرها، فلم يسبق لنا أن ركّزنا صناعتنا على إطلاق مجموعات، كالدور الأخرى التي تعمل على مجموعة أو أكثر في السنة، فلطالما صنعنا قطعاً فريدة.
تهتمّين بالجانب التسويقيّ في الدار، فيما يهتمّ شقيقكِ Andrea Bucellati بالجانب الإبداعيّ. كيف تسير الأمور وهل يغلب الجانب الإبداعيّ؟
في نهاية المطاف، نفهم بعضنا البعض جيّداً. يعمل الجانب التسويقيّ على دراسة التحاليل وما هو التصميم الأكثر مبيعاً، لنقرّر ما إذا كان علينا إنتاج عدد أكبر من الخواتم مثلاً... لكن حتماً، الجانب الإبداعيّ يقود العمل.
لنتحدّث قليلاً عن سفيرات الدار.
سبق أن أعلنّا عن سفيرتنا الممثّلة الصينيّة Zhang Ziyi، ومؤخّراً عن سفيرتنا الجديدة Carolyn Murphy، العارضة الأميركيّة الأنيقة جدّاً والتي تجسّد أسلوب Buccelati بشكلٍ مثاليّ. هي جميلة ومختلفة، لم تعمل سابقاً في مجال المجوهرات، وأجدها رائعة. نتعامل دائماً مع المصوّرPeter Lindbergh.
ما هي النقاط المشتركة بين Peter Lindbergh وBuccelati؟
ما أحبّه في عمل Peter Lindbergh هو الطبيعيّة، إذْ أنّه لا يعتمد على التعديل. أعشق الأبيض والأسود ونمط الحياة الذي يمنحه للصور التي تجسّد لحظات حياة وليست مأخوذة في استوديو أو مكانٍ مصطنع.
ما هي التحدّيات اليوم في ظلّ انتشار وسائل التواصل الاجتماعيّ؟
بالنسبة لي، نسبة 70% من التواصل الرقميّ في الصين أمر جديد عليّ، لكنّنا نعتاد على ذلك شيئاً فشيئاً، بمساعدة اختصاصيّين يتابعون الموضوع في الصين. فيما يخصّ وسائل التواصل الاجتماعيّ، أعتقد بأنّها تدعم التعرّف على دار متخصّصة، ولكن لا تساعد في زيادة نسبة المشتريات.
إذاً، هل سنرى سوبرمودل أو نجمة إنستقرام لديها ملايين المتابعين سفيرة لدار Buccelati؟
بصراحة، هناك مفهومان: الجمال والرقيّ، ونحن نهتمّ بالرقيّ والأناقة أكثر من عدد المتابعين!
عملت الدار مع المصمّم الإيطاليّ Giambattista Valli، هل سنرى تعاوناً آخر معه؟
تعاوّنا معه منذ 10 سنوات، ثمّ في العام الماضي. حدث الأمر بشكلٍ طبيعيّ وعفويّ، إذْ رأينا أنّ مجموعته تتناسب تماماً مع تصاميم Buccelati. قد نتعاون معه مرّة أخرى مَن يدري، لكن ما من شيء إلزاميّ.
هل ستتعاون الدار أيضاً مع مصمّم آخر؟
نحاول أن نعمل مع مصمّمين إيطاليّين للحفاظ على هويّة الدار، لكن في النهاية، لا أحد يعلم، فهذا الأمر غير منظّم بقوانين!
كيف تحافظ الدار على هويّتها المخصّصة و"الغامضة" وسط عالم رقميّ؟
علينا أن نكون دائماً مطّلعين على أحدث التكنولوجيا وأن نتقدّم بسرعة، بالطبع علينا أن نطلق كلّ ما هو جديد من حملات إعلانيّة، تصاميم وغيرها، لكن تحافظ قطعة المجوهرات نفسها على هويّة الدار "الخفيّة".
اقرئي أيضاً: مقابلة خاصّة مع Ghizlan Guenez: صاحبة موقع TheModist
جلسة تصوير خاصّة ودردشة مع Shiva Safai خلال زيارتها إلى بيروت
