حاكمة، قائدة، وقويّة في جوهرها... هذه هي صورة المرأة التي تؤمن بها الفنانة التشكيلية ماجدة ملكون، وتجسّدها من خلال لوحاتها التي قدّمتها في معرضها المنفرد الأوّل في Maya Art Space في بيروت، يوم 5 سبتمبر 2024. في حديث مع فريق جمالكِ، شاركتنا ماجدة ملكون تفاصيل معرضها الذي يحمل عنوان The Matriarch أو "الأم الحاكمة"، حيث سلّطت الضوء على عمق رسالتها ورؤيتها للمرأة في عمل فنيّ فريد.
معرض ماجدة ملكون The Matriarch في بيروت
"الأم الحاكمة" هو احتفال بالنساء باعتبارهنّ أعمدة للتاريخ والمستقبل، ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على جمال المرأة الداخلي وقوتها الاستثنائية. لم تكتفِ ماجدة ملكون بتصوير جمال المرأة الخارجي في لوحاتها، بل تعمّقت في تجسيد جوهرها. من خلال التحديق في أعمالها، يمكننا رؤية كيف جمعت ماجدة كل الأجزاء المكسورة من ماضي المرأة، بما في ذلك تجاربها وانكساراتها وقدرتها على التحدي وتغيير مسار الأمور، لتكوّن لوحة تعكس حقيقة جوهر النساء، وبالأخصّ الأم القادرة على لمّ شمل عائلتها. استخدمت ماجدة تقنيات الكولاج والتصوير الفوتوغرافي في أعمالها لتكمّل هذه الرؤية الفريدة.
يمثل هذا المعرض ذروة رحلة ماجدة ملكون الفنية، التي بدأت مع معارض سابقة مثل Scars of History وMetamorphosis وصولاً إلى معرض The Matriarch الذي يأخذنا في رحلة استكشاف عميقة لقوة المرأة وجمالها وتحديّاتها.
في حديثنا مع الفنانة التشكيليّة ماجدة ملكون، أخبرتنا أكثر عن رؤيتها لهذا المعرض...
ما الذي ألهمكِ لاختيار موضوع "الأم الحاكمة" في المعرض؟
أردتُ التركيز على هذا الموضوع بالذات لأعكس قوّة المرأة الداخليّة، وكم هي مميّزة بفطرتها. هذا ليس مفهوم جديد يدّعي قوّة المرأة أو يشجّعها على أن تكون قويّة، بنظري، هي منذ زمنِ طويل، بطبيعتها وفطرتها، قويّة! إذا عدنا قليلاً إلى الماضي، نرى أن حتى في الحروب والظروف القاسية، استطاعت المرأة أن تحوّل وجعها، حزنها وانكساراتها، إلى نقاط قوّة وقيمة مضافة للمجتمع، وأن تكون حرفيّاً "الأم الحاكمة" القادرة على ضمّ عائلتها وترتيب أمورها.
كيف يساعدكِ المزج بين الأساليب التقليدية والحديثة في أعمالكِ على تمثيل النساء؟
في تاريخ الفن، كانت المرأة دائماً تُعتبر مصدر إلهام رئيسي، وغالباً ما كان يتم التركيز على مظهرها الخارجي وجمالها وجاذبيتها. لكن من النادر أن نجد أعمالاً فنيّة تتناول روح المرأة وجوهرها الداخلي. أمّا أنا فأدمج الأسلوبَين في لوحاتي، فإذا تم مشاهدتها من بعيد، سنجد لوحة كلاسيكية للمرأة، لكن عند التحديق فيها، سنرى قصصاً، تجارب وحياة تنبض من داخلها.
ما هي الرسالة التي ترغبين أن يلمسها الزائرون في لوحاتكِ؟
أرغب أن يتعرّف الزائرون أكثر إلى المرأة، ويدركون أنّها ليست مظهر فقط، بل هي تحمل في داخلها قوّة خارقة. أرغب أن ترى كل سيّدة نفسها في لوحاتي، ويتعرّف الرجل أكثر إليها، فبهذه الطريقة تُقدّر المرأة في مجتمعنا أكثر.