نتعرّض جميعنا إلى التعرق، سواء أحببنا ذلك أم لا! وعندما نقول تعرق، أوّل ما يخطر في بالنا هو نقاطه السلبية مثل الرائحة أو الإفرازات، لكن في المقابل، النقطة الإيجابية هو أنّه يحمل فوائد عدّة على البشرة والجسم سنكشفها لكِ في هذا المقال. من أسبابه، إلى فوائده على البشرة والجسم، مروراً بالتعرق الزائد وتفاصيله، ووصولاً إلى التعرق اثناء النوم... إليكِ جميع المعلومات في السطور أدناه.
قائمة المحتويات
ما هو التعرق؟
التعرق هو كناية عن إفراز الجلد لمحلول يُسمّى بالعرق، يساهم في التخلّص من إفرازات الجسم ويتكوّن بشكلٍ أساسي من المياه، بعض الأملاح، والمركبات الكيميائية.
اسباب التعرق
- التعرّض لدرجات حرارة عالية
- ممارسة نشاط بدنيّ يتطلّب مجهوداً مثل التمارين الرياضيّة
- التوتّر والقلق
- العوامل الوراثيّة
- الشعور بألم شديد، الغثيان، أو الدوار
- السمنة الزائدة
اكزيما خلل التعرق: اعراضها واسبابها وطرق علاجها
فوائد التعرق
فوائد التعرق على البشرة
تنظيف مسامات الوجه
التعرق يعزز صحة البشرة بشكل كبير لأنه يساعد في فتح مسامات الوجه والتخلّص من الأوساخ.
التخلّص من حب الشباب
مثلما ذكرنا أعلاه، التعرق يُخرج جميع الرواسب العالقة داخل مسامات الوجه، ما يساهم في التخلّص من حب الشباب والسموم التي تؤدّي إلى ظهورها. كما تساعد هذه العملية أيضاً في الوقاية من الطفح الجلدي والجلد المتهيّج، وكلاهما يحدثان غالباً عندما تستقر الأوساخ المبكرة في مساماتكِ.
التمتّع ببشرة نضرة ومشرقة
فضلاً عن قدرته على تنظيف مسامات الوجه والتخلّص من حب الشباب وكلّ الأوساخ، من بين فوائد التعرق للبشرة هو أنّه يمنحكِ وجه نضر ومشرق.
مضادّ حيويّ طبيعيّ
عندما يتعرّق الجسم، يُفرز الديرميسيدين، وهو مضاد حيويّ طبيعيّ، وكلّما زاد التعرّق زاد معه إنتاج الديرميسيدين الذي يكافح الجراثيم. من هنا، إن أُصيبت بشرتكِ بجرح صغير أو خدش أو حتى لدغة بعوض، فتتخلّص المضادّات الحيويّة التي تفرزها الغدد العرقيّة من الأضرار بسرعة.
ملاحظة: عدم تنظيف البشرة بشكلٍ مباشر بعد التعرق قد يؤدّي إلى آثار سلبية مثل ظهور حب الشباب وغيرها، لذلك احرصي على القيام بهذه الخطوة فوراً بعد القيام بأي نشاط بدني، وذلك للحفاظ على صحة بشرتكِ.
الفرق بين مزيل العرق ومضاد التعرق
فوائد التعرق على الجسم
إزالة السموم من الجسم
يساعد التعرق على إخراج الكثير من السموم من الجسم مثل الكولسترول، الملح وغيرهما. من المعروف أن الكبد والكليتين هم الجهازين المسؤولين عن التخلص من السموم. مع ذلك، يقول العلم أيضاً أنه عندما تتجاوز السموم المقدار الذي يستطيع الجسم معالجته، فإن التعرق يساعد كثيراً في التخلّص منها.
المساعدة في التخلّص من التوتر
التعرق الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية يساعد في إنخفاض هرمونات التوتر والقلق. فالتعرق ينشّط الجهاز العصبي في الجسم مما يسمح لنا بالإسترخاء.
تسريع تعافي العضلات
يساهم التعرق في تسريع التخلّص من الشد العضلي وما تُسببه التمارين الرياضية من إجهاد، إذ يعمل على زيادة تدفق الدم نحو العضلات الهيكلية، ويُعزز إنتاج هرمون النمو الذي يعدّ أداة للإصلاح والتعافي في الجسم بعد إجهاد العضلات.
تنظيم حرارة الجسم
إفراز العرق يساعد في تبريد الجسم، ويتمّ ذلك من خلال إفراز الغدد العرقية للعرق على سطح البشرة ليتبخّر ويُساهم في تقليل درجة حرارة الجسم الداخلية.
التقليل من مخاطر حصوات الكلى
من بين فوائد التعرق للجسم، هو أنّه يساعد في التخلّص من المواد التي تزيد من مخاطر حصوات الكلى مثل الملح والكالسيوم. أيضاً، هذه العلمية تجعلنا نشرب المزيد من الماء، ما يقلل من تكوين حصى الكلى.
تعرق فروة الراس: أسبابه، أضراره وطرق علاجه
حماية القلب
عندما يحتاج الجسم إلى تبريد نفسه عبر التعرّق، يسمح للقلب بالضخّ، تماماً كما لو أنّه يمارس تمارين كارديو. من هنا، غالباً ما يكون الأشخاص الذين يتعرّقون بشكل متكرّر أقلّ عرضة للإصابة بأمراض القلب.
إزالة السموم
في دراسة أُجريت عام 2011، تبيّن أنّ التعرّق يساعد على خروج الكثير من السموم من الأجسام، مثل الكولسترول والملح. كما وهو معروف أنّ الكبد والكليتين هما الجهازان المسؤولان عن التخلّص من السموم، إلّا أنّه عندما تتجاوز السموم المقدار الذي يستطيع الجسم معالجته، يساعد التعرّق على التخلّص منها.
إخفاض هرمونات التوتّر
يساعد التعرّق الناتج عن ممارسة التمارين الرياضيّة على خفض هرمونات التوتّر والقلق، وينشّط الجهاز العصبيّ في الجسم، ما يسمح بالاسترخاء والتعافي والهضم بشكل أفضل.
تقليل من مخاطر حصى الكلى
يساعد التعرّق على التخلّص من المواد التي تزيد من مخاطر تكوّن حصى الكلى مثل الملح والكالسيوم. كذلك، بما أنّه يشجّع على شرب المزيد من الماء، فإنّه يقلّل من إمكانيّة تكوّن هذه الحصى.
في المقابل، قد يعاني بعض الأشحاص من التعرق الزائد وليس العادي، وهذا ما ستقرئين عنه في السطور أدناه، حيث ستكتشفين أنواعه وأسبابه وعلاجاته.
التعرق الزائد
في حين أنّ التعرّق أمر طبيعيّ وله العديد من الفوائد، إلّا أنّ عليكِ الانتباه من التعرّق الزائد أو المفرط الذي قد يصيب الجسم بأكمله أو أجزاء منه مثل اليدين أو الرجلين، إذ ربما يكون مؤشراً لمشكلة صحية تتطلّب استشارةً طبية. التعرّق الزائد هو عندما تشعرين بأنّ جسمكِ بالكامل أو منطقة معيّنة منه تتعرّق بشكل كبير وبطريقة غير طبيعيّة. ثمّة نوعين منه وله أسبابه وعلاجاته.
أنواع التعرق الزائد
التعرق الزائد نوعين: قد يشمل أكثر من منطقة في الجسم وهو ما يُعرف بـGeneralized، أو قد يكون محدّد في منطقة معيّنة وهذا ما يُعرف بـFocal، مثل تعرق اليدين، وتحت الابط، والقدمين والوجه. أسباب العرق الزائد تختلف بحسب نوع التعرق الذي يواجهه الفرد.
اسباب التعرق الزائد
العرق الزائد مرتبط بتوزّع الغدد العرقية المتواجدة بكثرة في هذه المناطق، وبحسب نوع التعرق الزائد يتمّ تقسيم الأسباب:
- أسباب التعرق الزائد الأولي أو المحدود ويُعرف بـPrimary Focal Hyperhydrosis: ينتقل هذا النوع بشكل وراثي من أحد الأبوين، ويصيب مناطقاً معينةً من الجسم مثل تحت الإبط وراحة العين وكعب القدمين والوجه.
- أسباب التعرق الزائد الثانوي أو متعدد المناطق ويُعرف بـSecondary Generalized Hyperhydrosis: يعود سبب هذا النوع إلى الإصابة بمرض ما أو إلى تناول أحد الأدوية. في كلتين الحالتين، ويصيب كامل الجسم أو مناطق كبيرة منه. من المفضّل استشارة الطبيب عند ملاحظة المعاناة من التعرق الزائد.
علاج التعرق الزائد
اللجوء إلى البوتوكس
من بين الطرق التي تعالج التعرق الزائد في منطقة محدّدة من الجسم، هو اللجوء إلى حقن البوتوكس. يعمل هذا العلاج على سد الأعصاب المسؤولة عن تنشيط الغدد العرقية، كونه يحتوي على بروتينات تمنع بشكل فعال الغدد العرقية من إفراز العرق، ويوفر الراحة من التعرق المفرط لمدة 5 أشهر.
كل ما عليكِ معرفته عن علاج بوتوكس التعرق
اللجوء إلى الأدوية والكريمات
قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تعالج الإفراط في التعرّق، مثل مضادات التعرّق التي تحتوي هلى كلوريد الألمونيوم أو الكريمات التي تحتوي على الغليكوبيرولات.
إجراء عملية جراحية
في بعض الحالات، من الممكن اللجوء إلى الجراحة لمعالجة مشكلة إفراز العرق الزائد. عمليّات مختلفة يتمّ الإعتماد عليها مثل إزالة الغدد العرقية، عملية جراحية لاستهداف العصب وغيرها، وغالباً ما تدوم النتائج إلى الأبد.
بالإضافة إلى التعرق العادي والتتعرق الزائد، قد يعاني بعض الأشخاص من التعرق اثناء النوم، وهو عبارة عن نوبات من التعرّق الشديد تتكرّر خلال النوم وبالتالي قد يبلّل الشخص ثيابه أو غطاء سريره وهو غالباً ما يكون له أسباب معيّنة. تجدين التفاصيل في السطور أدناه.
التعرق اثناء النوم
اسباب التعرق اثناء النوم
الجو الحار
من البديهي أن تتعرضي للتعرق الليلي إن كانت غرفة نومكِ دافئة وحارّة للغاية خصوصاً مع حلول فصل الصيف. كذلك، إن كنتِ ترتدين ملابس داخلية وبيجاما سميكة أو إذا كنتِ تنامين تحت ملاءات عديدة، فلا عجب أن تشعري بالحرّ الشديد والتعرق أثناء النوم. تذكري أن حرارة غرفة النوم يجب أن تكون منخفضة إلى حدّ ما لتنعمي بنوم هنيء.
الإصابة بالبرد أو الحمى
عند الإصابة بالبرد أو الحمّى، ترتفع حرارة جسمكِ تلقائياً عند النوم، في الوقت الذي يحارب الجسم الفيروس للتعافي. بالتالي يؤدّي ارتفاع حرارة الجسم إلى التعرق الليلي. من المفترض أن يأخذ الأمر بعض الوقت قبل التعافي، أي إن استمرّ التعرّق الزائد خلال الليل لوقتِ أكثر من اللازم، فتصبح الأمور أكثر جدية، وغالباً ما تكون مرتبطة بحالات أو تغيرات صحية.
انقطاع الطمث
بعد تجاوز سن الـ45، تتعرّض المرأة لتغييرات كثيرة نظراً لبلوغها سنّ اليأس الذي يصحبه أعراض كثيرة بما فيها الهبات الساخنة، وهي الشعور بالحرارة في الوجه نتيجة تغييرات في الدورة الدموية، أو نتيجة زيادة معدل ضربات القلب أو القشعريرة. قد تحدث هذه العوارض في الليل أثناء النوم وتؤدّي إلى التعرّق الليلي.
اختلال في التوازن الهرموني
إن اختلال التوازن الهرموني في جسم المرأة يرافقه بعض العوارض مثل الهبات الساخنة والتعرّق الليلي. علماً بأن الاختلال في التوازن الهرموني يحدث خلال الحمل، الدورة الشهرية أو الإجهاد، بالإضافة إلى ارتباطه بمشاكل صحية عديدة بما فيها مشاكل في الغدة الدرقية، متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو غيرها.
السمنة المفرطة
التعرق وقت النوم قد يكون نتيجة السمنة المفرطة، إذ إن الوزن الزائد يمنع جسمكِ من تعديل حرارته أثناء النوم، ناهيك عن المشاكل التي يسبّبها مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي أي صعوبة في التنفس أثناء النوم. هذا الأمر يجعل كل الذين يعانون من السمنة المفرطة التعرق ليلاً أكثر من غيرهم.
نصائح للحد من التعرق اثناء النوم
تعديل حرارة غرفة النوم
لا تخلدي النوم إذا كانت حرارة غرفتكِ عالية أي حارّة. من الأفضل أن تنامي في غرفة حرارتها لا تتجاوز الـ15 درجة مئوية. أمّا إذا تجاوزت هذا المعدّل، يمكنكِ تبريد الغرفة سواء كان باستخدام المروحة الهوائية أو المكيفات.
النوم عارية
لقد أثبت علمياً أن النوم عارية أو بملابس داخلية خفيفة يحمل فوائد عديدة وأهمها خفض حرارة جسمكِ التي تحفّز هرمون الميلاتونين للإسترخاء والنوم. لذلك، إن كنتِ ترتدين البيجاما السميكة، عليكِ أن تتخلّي عن هذه العادة التي تؤدّي إلى التعرق الليلي. لا تنسي أن تخففي من تخفيف الملاءات في الأيام الحارة.
الحد من التوتر
التوتر يكاد يسيطر بالكامل على تصرفاتكِ، صحتكِ وجسدكِ. إن كان التوتر يلاحقكِ خلال النهار ولم تتخلّصي منه فلن يفارقكِ أثناء النوم. وذلك لأن التوتر والقلق يجعل الجهاز العصبي بحالة تأهّب، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارة جسمكِ وبالتالي إلى التعرق الشديد وقت النوم.
ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي
نعم، إن حالتكِ البدنية والصحية تؤثر على نومكِ بطريقة أو بأخرى. إن اتباع حمية غذائية صحية وممارسة الرياضة بانتظام لن تحسّن من لياقتكِ البدنية فحسب بل تجعلكِ أقل عرضة للسمنة الزائدة وتخفض نسبة التوتر والقلق أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، تجنّبي تناول العشاء قبل النوم مباشرة وخصوصاً الأطباق الحارة التي تجعلكِ تتصببين عرقاً أثناء النوم.
الاحتفاظ ببعض المرطبات إلى جانب السرير
اشربي كوباً من الماء قبل النوم أو احتفظي بقارورة مياه إلى جانب سريركِ، في حال استيقظتِ في منتصف الليل عطشى. كما يمكنكِ الاحتفاظ بمنشفة إلى جانبكِ، في حال تعرّضتِ للتعرق الزائد وقت النوم.