كلّ المعلومات عن بوتكس عضلة الفك...هل فعلاً يخفف تأثير التوتر؟

ربّما استوقفتكِ مؤخراً بوستات عن بوتكس عضلة الفك أو Masseter Botox على السوشيل ميديا. فهذه التقنية التي عرفت بدورها في تنحيف منطقة الحنك، أصبحت حديث الجميع في الآونة الأخيرة، بسبب تسليط الضوء على منافعها الصحيّة، خاصةً من ناحية تخفيف من آثار التوتّر. فهل هي فعلاً تساعد في هذا المجال؟ كلّ التفاصيل في ما يلي.

من المعروف عن بوتكس الفك، هو أنّه يحقن في العضلات الجانبية المسؤولة عن المضغ، والتي تعمل على وصل عظام الخد بعظام الفك السفلي. في حقن بوتكس الفك، تستخدم مادة "توكسين البوتولينيوم" Botulinum Toxin التي تُحقن في الفك لحلّ مشاكل صحيّة وجمالية أيضاً.

في الواقع تبيّن أنّ هذا النوع من البوتكس كفيل في حلّ مشاكل صحية ناجمة عن التوتر. يعمل البوتكس الذي يحقن في عضلة الفك، على التخفيف من تشنّجات الإشارات العصبية في العضلة المسؤولة عن المضغ، ما يساهم في حلّ مشاكل صحيّة عديدة مرتبطة بالتوتر، إليكِ أبرزها:

الكزّ أو الصرير على الأسنان أثناء النوم، هو حالة شائعة يعاني منها ما يقارب 8 إلى 10 بالمئة من البالغين. هذه الحالة، هي نتيجة الضغط النفسي الذي يعاني منه الشخص خلال اليوم، والذي يسبب تشنّجات في الخلايا العصبية. هذه التشنجات ينتج عنها إشارات إلى عضلات الفك، تؤدّي إلى اضطرابات بحركة العضلات في هذه المنطقة. هذه المشكلة، ووفقاً للكثير من الدراسات يمكن حلّها بواسطة بوتوكس الفك الذي يعمل بدوره على التخفيف من هذه التشنّجات، كما ذكرنا أعلاه.

مفصل الفك، يربط هذه المنطقة بجوانب الرأس، وغالباً ما يعاني الكثير من الناس من ألم هذه المفاصل والعضلات، وذلك بسبب تشنجات في عضلات الوجه والفك، الذي ينتج عن بعض العادات السيّئة المرتبطة بالتوتر، مثل عض الشفاه، أو الصرير على الأسنان. هنا يأتي دور بوتكس الفك ليعمل على تخفيف ألم المفصل، ولكن لا يزيله بشكل نهائي.

الصداع الناتج عن التوتر، هو من أكثر الأنواع شيوعاً، وهو ينتج عن تشنّج العضلات. من عوارض هذا الصداع: الألم على جانبَي الرأس، الألم الخفيف إلى المتوسط في أعلى الرأس، والألم الذي يأتي على شكل شعور وكأن هناك شريطاً مشدوداً على الرأس من الأمام. يعمل بوتكس الفك في هذه الحالة على تخفيف حدّة الصداع، من خلال تقليص التشنجات في الخلايا العصبية الموجودة في منطقة الحنك والفك.

بما أنّ هذه العضلة تعتبر كبيرة بعض الشيء، فهذا يعني أنّكِ قد تحتاجين إلى ما بين 25 إلى 30 وحدة من البوتكس في كلّ جانب من الفكّ. أي من 50 إلى 60 (أي ما بين 5ml و6ml) وحدة بوتوكس بالمجمل.

عند تلقّي حقن بوتكس الفكّ، تظهر النتائج خلال أسبوع.

تدوم نتائج البوتكس الصحية لمدّة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر تقريباً، إذ أنّه ليس علاج دائم للتوتر. بعدها، يبدأ تأثير التوتر يعود تدريجياً إلى ما كان عليه. لذا، يجب إعادة حقن عضلة الفك كلّ 6 أشهر تقريباً، للحفاظ على النتائج.

نعم، يعمل بوتكس عضلة الفك على إنكماش العضلة في هذه المنطقة، مما يجعلها تبدو أصغر أو أنحف. ذلك بؤدّي بدوره إلى تغيير شكل الوجه أو تقليص حجمه قليلاً مع مرور الوقت. لكن، ما يجب معرفته هو أنّ هذا الإجراء الجمالي مؤقت، وقد لا يكون ملحوظاً للجميع. كذلك، وللحصول على النتائج المطلوبة، قد تحتاجين لأكثر من جلسة، لكن ذلك بحسب أهدافكِ الجمالية، فالنتيجة تختلف بحسب شكل وجهكِ وكميّة البوتكس المحقونة.

كمية البوتكس المستخدمة لتنحيف عضلة الفك تختلف بحسب عدّة عوامل، بما في ذلك أهدافكِ الجمالية وتقييم طبيب التجميل للحالة. لكن، غالباً ما تتراوح هذه الكميّة ما بين 15 إلى 50 (ما بين 1.5ml و5ml) وحدة في كلّ جانب من الوجه، بحسب الكمية التي يحتاجها.

مصدر الصورة: إنستقرام Ms.glowtoz

نتائج بوتكس عضلة الفك الجمالية لا تظهر بشكل فوري، وذلك على عكس غيرها من أنواع البوتكس. إذ يحتاج الوجه ما بين 4 إلى 6 أسابيع ليحصل على النتيجة المبتغاة، وفي بعض الأوقات يحتاج أيضاً إلى عدّة جلسات، فكما سبق وذكرنا، تظهر نتائج هذا البوتكس تدريجياً.

مصدر الصورة: إنستقرام Mclean_dermatology

إجمالاً، يعتبر بوتكس عضلة الفك من الأكثر أماناً، وهو لا يؤثر على الإبتسامة وذلك بما أنّه ليس مرتبط بعضلات الابتسامة. لكن وفي بعض الحالات الاستثنائية جداً، قد تنتشر مادّة البوتكس في أماكن غير مرغوبة، ما يؤثّر بعض الشيء على الابتسامة.

إذا اخترتِ اللجوء إلى بوتكس عضلة الفك لأسبابٍ صحيّة، أو تجميلية، فإليكِ عدد من النصائح والمعلومات التي عليكِ معرفتها.

قبل الذهاب لإجراء بوتكس أسفل الفك، يجب أولاً التحدّث مع طبيب تجميل متخصص، لكي تتأكّدي معه من أن هذا النوع من البوتكس سيكون الحل الأنسب للوصول إلى أهدافكِ. خلال هذا الموعد، يقوم الطبيب بفحص الوجه والفك، ليتأكّد من كميّة حقن البوتكس التي قد تحتاجينها. يتم ذلك في عيادة الطبيب وليس في المستشفى.

-يتمّ أولاً تنظيف البشرة بطريقة آمنة، لكي يتأكّد الطبيب من عدم التقاط أي عدوى.

-بعدها، قد تحتاجين إلى إبرة بنج، لتخدير منطقة الفك.

-ثم يقوم الطبيب بتحضير إبرة توكسين البوتولينيوم، وتكون الأبرة رفيعة جداً.

-بعدها، يبدأ الطبيب بحقن البوتكس في عضلة الفك.

-تعاد عمليّة الحقن عدّة مرّات ليصل الطبيب إلى النتيجة المبتغاة.

-يدوم هذا الإجراء لمدّة أقصاها 15 دقيقة تقريباً.

حقن بوتكس الفك ليس إجراء معقّد، لذا بإمكانكِ فوراً العودة إلى حياتكِ الطبيعية. لكن يبقى هناك عدد من النصائح التي عليكِ اتباعها في أوّل 24 ساعة بعد حَقن البوتكس، لتفادي انتشاره في كافة منطقة الفك:

-أولاً، لا تقومي بفرك منطقة الفك أبداً.

-ثانياً، لا تقومي بالضغط على هذه المنطقة.

-ثالثاً، لا تمارسي بالرياضة أو أي حركة مفرطة بعد القيام بهذا الإجراء.

-رابعاً، ابتعدي عن السولاريوم والشمس.

تماماً مثل كلّ أنواع البوتكس الأخرى، هناك بعض الحالات التي يُنصح خلالها تجنّب بوتكس عضلة الفك، وهي:

-إذا كنتِ حامل.

-إذا كنتِ تقومين بالرضاعة الطبيعية.

-إذا كنتِ حساسة على بروتين حليب البقر.

-إذا كنتِ تعانين من اضطراب عصبي عضلي.

بما أنّ نتائج بوتكس عضلة الفك لا تدوم طويلاً، هناك بعض الخطوات التي قد تساعدكِ بعض الشيء على دوامه لفترة أطول:

-أولاً، الذهاب لدى متخصص تثقين به وبالمواد التي يستخدمها.

-ثانياً، الابتعاد عن الشمس أو السولاريوم قدر المستطاع.

-ثالثاً، تخفيف التوتر، لأنّّه يؤثر سلباً على الجسم بالمجمل، وتحديداً عضلة الفك.

-رابعاً، تناول مكمّلات الزينك، التي تساهم في تطويل مدّة نتائج بوتكس عضلة الفك، بما أنّ الزينك يرخّي الأعصاب والعضلات.

-خامساً، الاستدامة في الذهاب إلى الطبيب المختصّ للحفاظ على النتائج.

من الضروري معرفة هو أن بوتكس الفك يعتبر من أكثر أنواع البوتكس الآمنة، إن كان استخدم لأهداف صحية أو حتى جمالية. لكن، مثل غيره من الأنواع هناك بعض الآثار الجانبية البسيطة التي تختفي بعد يومين كحدّ أقصى ومنها:

-وجع خفيف في الوجه.

-تورّم بسيط في منطقة الفكّ.

-صعوبة في فتح وتسكير الفم في الساعات الأولى بعد القيام بالبوتكس.

-صعوبة في المضغ بشكل طبيعي، في الساعات الأولى أيضاً.

-وجع بسيط في الأذن، الرأس، والرقبة.