close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

رحلة إلى Grasse لاكتشاف عطور Chanel

في العام 1987، أطلقت Chanel تعاوناً مع أكبر مصدّر للزهور في منطقة Grasse الفرنسيّة... معلومة كافية لأستيقظ باكراً، أنتعل حذائي الواقي من المياه وأنطلق في رحلة اكتشاف ورود مايو! الأرض الخصبة في هذه المنطقة ذات المناخ المثاليّ، تنتج حقولاً من الورود، الياسمين واللافندر... من الممتع أن أرى ماذا يكون عطري قبل أن يصبح مياهاً ذهبيّة في قارورة...
رحلة إلى Grasse لاكتشاف عطور Chanel

هل فقدنا الخلاصات العطريّة الوطنيّة أو التقليديّة؟ نحن نعيش في عصرٍ سيطرت فيه السلطة الإعلانيّة على الأذواق المحليّة. سؤالٌ بادرني في نهاية رحلتي إلى Grasse حيث عشت تجربةً بعيدة تماماً عن نشاطاتي العاديّة. الخلاصة؟ باستثناء المنطقة العربيّة التي يسود فيها عشق ثقافة العود والعنبر، يبدو أنّ العطور التي تهيمن اليوم هي تلك التابعة لدور أزياءٍ قويّة تملك السلطة. لكنّ ذلك ليس بالأمر السلبيّ، برأيي...

يمكن وصف Grasse على أنّها أسطورة العطور ومهدها. Joseph Mul هو صاحب الأرض المعطاءة. الأيّام الأولى من فصل الربيع تكفيه لتقدير إنتاج وردة مايو للسنة الحاليّة! اليوم، كما في الماضي، يرفض استخدام أيّ موادَّ كيمائيّة لتنمية الأزهار. يربّيها كأطفاله حتى مرحلة بلوغها. لم يخطئ Jacques Polge، صانع عطور دار Chanel عندما أخذ مبادرة التعاون مع عائلة Mul...
رحلة إلى Grasse لاكتشاف عطور Chanel

زرنا Grasse في شهر مايو خصّيصاً لنرى وردة مايو المعروفة باسم Rosa Centifolia التي لا تزهر سوى 3 أسابيع خلال هذا الشهر. تملك هذه الأخيرة كلّ مواصفات الأنوثة لتكون شاعريّة بكمالها ورقّتها. تركيبة هذه الوردة الآتية من هذه الأرض بالذات ضروريّة لصياغة عطر Chanel N˚5... لدى قطف هذه الوردة، يتمّ تحويلها إلى شمعٍ كثيف وسميك يصير فيما بعد السائل المستخدم في بعض عطور Chanel.
رحلة إلى Grasse لاكتشاف عطور Chanel
Jacques Polge صانع عطور Chanel رافقنا خلال رحلتنا إلى Grasse وكان لنا هذا الحوار معه. بالنسبة إليه العطر طريقةٌ شعريّة لقول أمورٍ معيّنة من دون استخدام الكلام...

كلّ عمليّة خلق لعطرٍ جديد تكون بمثابة كتابة الشعر. هل هنالك مقاربة معيّنة تتبعها؟ وهل تبتكر مستلهماً من امرأةٍ معيّنة؟

لا أملك صورة امرأةٍ معيّنة عندما أبني عطري. أعمل انطلاقاً من الموادّ المتوفّرة أمامي... مثل كاتب ينصّ رواية تمنح القارئة مشاعرَ خاصّة بها، لا يمكن السيطرة عليها. العطر هو بعدٌ داخليّ من الأنوثة. لا يوجد امرأةٌ تشبه أخرى، ولكن أطمح دائماً لأن يعجب عطري العديد من النساء. والدليل على ذلك، لم أشتكِ يوماً من خيار الوجه الإعلانيّ الذي تختاره دار Chanel للعطر.

يمكننا معرفة امرأة Chanel بشكلٍ بديهيّ. هل يحدّ ذلك من الإبداع؟

أنا أعتبر العكس صحيحاً. Chanel هي من الماركات القليلة التي تملك هويّة خاصّة، وبالتالي يشكل ذلك وسيلة للتقدّم وليس سجناً.

ما علاقتكَ بالوردة؟

هي أكثر من نبتة. إنّها زهرةٌ جميلة جدّاً، ولكنّني أراها ببعدٍ آخر. أعشق حركتها ومعنى هذه الحركة. عندما نهدي عطراً، يكون ذلك بمثابة إهداء باقةٍ كبيرة من الورد. إنّها خطوةٌ شاعريّة للغاية. برأيي، اليوم الذي سيتخلّى فيه العطر عن الوردة، سيفقد سحره!

رحلة إلى Grasse لاكتشاف عطور Chanel

ما هو سرّ خلود عطر N˚5؟

يملك الكثير من العناصر الطبيعيّة المركّبة بطريقةٍ لا تشبه رائحةً معيّنة! إنّه عطرٌ خالد بفضل الغموض الذي يلفّه. هناك أيضاً الكثير من التفسيرات المنطقيّة كتاريخه، قارورته... ولكنّه يبقى سرّاً ناقصاً. العطر الذي يكون واضحاً وغامضاً في الوقت عينه، لا نتمكّن من وصفه أو وصف رائحته. ولو استطعنا تفسيره لكنّا كرّرنا نجاحه!

هل تبدأ من إلهام معيّن أم هي احتياجات السوق التي تقودكَ؟

كلّ عطرٍ هو قصّةٌ خاصّة أو حالة خاصّة. على سبيل المثال، عطر Coco مستوحى من منزلها الخاصّ، أمّا عطر Chance، فكان بناءً على طلب فريق التسويق في الدار بأن أصنع عطراً شابّاً. قمت بابتكار العطر الأكثر شباباً في Chanel وليس عطراً للشباب! أعتقد أنّ العطر يلحق بالموضة على طريقته، فأنا أراقب دائماً توجّهات Karl Lagerfeld للدار عن كثب.

هل هناك أقمشة تمتزج مع روائح معيّنة؟

نعم هنالك دائماً انسجامٌ بين العطور والأقمشة وعلى كلّ امراة إيجاد انصهارها الشخصيّ.

ما هي مكوّناتكَ المفضّلة وتلك التي تحاول الابتعاد عنها؟

لا أستخدم موادّ كيميائيّة، كما أجد أنّ بعض الأزهار لا تشبه هويّة Chanel، حتى لو كانت أزهاراً مهمّة! أعشق الياسمين الموجود في معظم عطور الدار وأحبّ الروائح الخشبيّة، الباتشولي ونجيل الهند، وأحاول أن أحصل في النهاية على صفاتٍ خاصّة للدار وجودة حصريّة مستخلصة من هذه المكوّنات.