أبرز الفتاوى حول مبطلات الصيام، مع حلول شهر رمضان

أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان، حيث ستجتمع أفراد العائلة الصغيرة للإستمتاع بالوقت وتذوّق أشهى المأكولات الرمضانية خلال الإفطارات. مع إقتراب هذه الفترة المباركة، تدور الكثير من التساؤلات في ذهننا حيال بعض التصرفات التي من الممكن أن تبطل الصيام في حال القيام بها. هل يجوز وضع المكياج خلال الصوم، أو نثر العطر مثلاً؟ هل من المسموح تبادل عبارات الغزل مع الشريك؟ هل الدورة الشهرية تبطل الصيام؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير، ستجدين الإجابات عنها في ما يلي، وفقاً للفتاوى الرمضانية والشريعة.

تؤكّد الفتاوى، على أن الشخص الذي عليه قضاء من شهر رمضان الماضي (أي أيام لم يصم خلالها)، لا يُقبل صيامه إلّا إذا أتمم الصيام عن كل الفترة التي فاتته. كما تقول الشريعة، إلى أن الصائم في هذه الحالة، عليه القيام بأعمال خير مثل إطعام المحتاجين، كي يقبل صيامه في شهر رمضان المقبل.

الآراء تختلف حول تناول الطعام عن طريق الخطأ خلال الصيام في شهر رمضان. بعض الفتاوى تشير إلى أن في هذه الحالة، على الشخص أن يصوم يوم إضافي عن شهر رمضان. في حين أن فتاوى أخرى تقول أن تناول الطعام من غير قصد، لا يفسد الصيام في رمضان ومن المسموح إكماله بشكل معتاد.

كون الكريمات والزيوت وغيرها من منتجات العناية بالبشرة، لا تدخل المعدة من أي منفذ، فإذاً تطبيقها على الجلد لا يعتبر من مبطلات الصيام في شهر رمضان المبارك.

وفقاً للشرع الإسلامي فإن تطبيق المكياج بشكل عام خطوة متاحة ولا تعتبر من مفسدات الصيام. السبب بكل بساطة أن مستحضرات التجميل تطبّق على البشرة ولا تدخل المعدة. لكن، في ما يتعلّق بأحمر الشفاه، يجب ألاّ يقترب لسانكِ من شفتيكِ، بمعنى آخر يجب ألاّ تدخل آثار الروج داخل فمكِ حتى لا يبطل الصيام.

تشير الفتاوى إلى أن نثر العطر على الملابس والجسم خلال رمضان، لا يعتبر من مبطلات الصيام. إذاً استعمال العطور، الطيب، أو الصابون المعطّر أثناء الاستحمام في الشهر المبارك لا يؤثّر على الصائم.

يجوز استعمال الماء والمعجون في تنظيف الأسنان خلال الصيام، ما لم يدخل أي من هذه المكوّنات إلى الجوف. لذلك، تشير بعض الفتاوى إلى أنه من المستحسن الإمتناع عن غسل الأسنان خلال ساعات الصيام والقيام بذلك فقط بين فترة الإفطار والسحور.

تشير بعض الفتاوى، إلى أن الصيام خلال فترة الحيض يمكن أن يؤثر سلباً على صحّة بعض النساء، إذ سينخفض ضغط الدم ويزيد الشعور بالتعب والدوران. لذلك، يمكن للفتاة في الدورة الشهرية أن تتوقّف عن الصيامها وتتناول الطعام.

إن كان الحمل يسبّب ضرراً على صحّة الأم أو على الجنين خصوصاً، في الأشهر الـ3 الأولى، فعلى السيدة الإمتناع عن الصيام. كما يمكنها تناول الطعام في حال شعرت بالغثيان الصباحي، بالإضافة إلى التعب الشديد، التقيء المستمر والشعور بالدوخة وإنخفاض ضغط الدم.

المريض يشعر بالتعب الجسدي والنفسي، كما أنه قد يكون مضطر على أخذ الأدوية أو إستعمال قطرة الأذن أن الأنف مثلاً. لذلك، لا مانع من أن يتوقّف عن الصيام ويتناول الطعام والماء كالمعتاد في شهر رمضان.

الجواب يختلف حسب نوع العلاقة مع الشريك، أي إذا كان زوجكِ أم خطيبكِ. بحسب أغلب الفتاوى، إن تبادل عبارات الحب والغزل بين الزوج والزوجة في شهر رمضان، هو شرع محلل ولا يبطل الصيام. لكن من المهم أن لا تتضمن هذه العبارات أي معانِ حميمية، من شأنها إثارة المشاعر، وإلّا سيفسد الصيام لا محال. كما يجوز للزوجة معانقة زوجها أم الإمساك بيده في رمضان، كونها تصرفات تظهر الحنان بين الشريكين وليس أكثر. كما على الزوجة الإمتناع عن زوجها عند ممارستها لواجب الصوم في شهر رمضان المبارك.
أما بالنسبة للأحباء والمخطوبين، فإن تبادل عبارات الحب والغزل هو تصرّف لا يجوز في شهر رمضان المبارك. وفقاً للفتاوى، ليس مسموح للخاطب أن يتكلم مع مخطوبته بالمشاعر العاطفية في رمضان، ولا أن يمس يدها حتى. الكثير من المصادر تشير إلى أن مغازلة بين المخطوبين، البعيدة عن الحميمية، لا تفسد الصيام بالمطلق، لكن من المستحسن الإمتناع عن هذا التصرّف بحسب الشرع. الجدير ذكره أيضاً، أن العديد من الفتاوى تحرّم على الفتيات والشبان غير المخطوبين التكلّم مع بعضهم البعض وإلّا أفسد الصيام الرمضاني.

ممارسة العلاقة الحميمة خلال شهر رمضان تعتبر من مبطلات الصيام...إنه مجرّد معتقد خاطئ وغير دقيق. في الواقع، الشرع الإسلامي يعتبر ممارسة الجنس في شهر رمضان المبارك خطوة متاحة، لكن فقط خلال الفترة الممتدّة بين الإفطار والسحور، بما يعني ليس خلال ساعات الصيام. كذلك، من الضروري أن يستحم الزوجان، مباشرةً بعد إتمام العلاقة.

من المقرر شرعًا أنّ الحسنات تتضاعف لفاعلها، وتزداد المضاعفة ويكثر الأجر في الأمكنة والأزمنة الفاضلة مثل شهر رمضان. كذلك السيئات، فهي تتضاعف كالحسنة في رمضان، إلا أنّ الحسنة تتضاعف كيفاً وكمّاً، بينما السيئة تتضاعف كيفاً لا كمّاً، أي السيئات لا تضاعف بالكمية ولكنها تضاعف بالكيفية في الشهر المبارك.