عملية تضييق المهبل من الألف إلى الياء، بحسب استشارية نساء

مصدر الصورة: iStock

عملية تضييق المهبل هي إجراء طبّي يهدف إلى إصلاح الهبوط الخلفي المهبلي الناتج عن ضعف العضلات. إن كنتِ ترغبين بمعرفة التفاصيل عنها، فقد يفيدكِ هذا المقال إذ ستكشف لكِ الطبيبة السعودية د. لينا باعباد، وهي استشارية نساء وولادة وتجميل نسائي، عن جميع التساؤلات التي قد تطرحينها، مثل فوائد العملية ومخاطرها وكيفية إجرائها وتأثيرها وغيرها من المعلومات المهمّة.

هذه كانت أجوبة د. لينا باعباد...

عملية تضيق المهبل أو ما يطلق عليه إصلاح الجدار الخلفي للمهبل posterior repair ‏هي إجراء جراحي نقوم فيها بإصلاح الهبوط الخلفي المهبلي الناتج عن ضعف العضلات، وإعادة تقوية الأنسجة الداعمة بين المهبل والمستقيم. تُجرى هذه العملية عندما يسقط المستقيم من وضعه الطبيعي ويتضخّم في الجزء الخلفي من المهبل، ما يتسبب في ترهّل الجدار الخلفي للمهبل، وقد يؤدي إلى عدم الراحة والمتعة أثناء العلاقة الجنسية. كما ويؤدي إلى مشاكل وصعوبة في عملية إخراج البراز.

‏فوائد عملية تضييق المهبل هي:

• تقوية عضلات المهبل، ما ينجم عنه تحسين في العلاقة الزوجية وبالتالي زيادة المتعة.
• تحسين عمل المستقيم والأمعاء.

تُجرى عملية تضييق المهبل على الشكل التالي:

• تكون البداية بشقّ على طول مركز الجدار الخلفي للمهبل، يبدأ من المدخل وينتهي بالقرب من الجزء العلوي من المهبل.
• يُفصل الجلد المهبلي عن الطبقة اللّفافة الداعمة الأساسية، ثم تُصلح اللفافة الضعيفة باستخدام غرز قابلة للامتصاص، تُمتصّ على مدى 4 أسابيع إلى 5 أشهر حسب نوع مادة الغرز (الخياطة) المُستخدمة.
• يمكن بعد ذلك إصلاح الجسم العجاني عن طريق وضع الغرز العميقة في عضلات العجان الأساسية لبناء الجسم العجاني.
• يُغلق الجلد المدبب بالغرز القابلة للامتصاص، وتذوب هذه بعد 4 إلى 6 أسابيع ولا تحتاج إلى أن تُزال.
• يمكن وضع حزمة (حشوة ضاغطة) في المهبل وقسطرة في المثانة في نهاية الجراحة. في هذه الحالة، عادة ما يُزال بعد 3 إلى 48 ساعة. تعمل الحشوة مثل ضمادة ضاغطة للحدّ من النزيف المهبلي والكدمات بعد الجراحة.

‏أوّلاً، الآثار الجانبية العامة لأي عملية هي التخدير، أو النزيف، أو التهاب، لكنها نادرة الحدوث.

‏ثانياً، الآثار الخاصة بعملية تضييق المهبل هي:

• ‏الإمساك في الفترة الأولى وهذا ممكن معالجته بالأدوية المليّنة.
• ‏رغم أنّه يتحسن الجماع بطريقة ملحوظة لدى أغلب النساء، إلّا أنّ عدد قليل منهنّ يشعرن بعدم الراحة أو الألم أثناء الجماع بعد الخضوع لعملية تضييق المهبل.
• ‏جرح المستقيم لكنّه من المضاعفات نادرة الحدوث.

‏يعتمد هذا على مقدار الهبوط المهبلي، فإذا كانت من الدرجة الخفيفة أو الدرجة المتوسطة، ننصح برياضة تقوية عضلات الحوض والمهبل (رياضة كيجل) كخطوة أولى في العلاج أو الأجهزة البديلة (الكرسي الكهربائي). من ناحية أخرى، إذا كان الترهل شديد أو لم تشعر المرأة بالتحسن بعد الرياضة، فنلجأ حينها إلى عملية تضييق المهبل. ننصح دائماً بأن تُجرى العملية بعد الانتهاء من الإنجاب لأنّ تكرار الولادات يؤدي إلى ضعف العضلات مرة ثانية.

‏الوقت المثالي للخضوع لعملية تضييق المهبل هي من 3 أشهر إلى 6 أشهر بعد الولادة. تفضّل بعض النساء الخضوع لعملية تضييق المهبل بعد الولادة مباشرةً، لكنّنا لا ننصح بها لسببين: الأوّل هو لأنّه في هذه الفترة، يكون المهبل متمدّد لأقصى درجة بعد نزول الطفل وغالباً ما يؤثر على النتيجة النهائية للعملية، والثاني هو لأنّ الأوعية الدموية والتدفق الدموي في المهبل أثناء الولادة يكون عالي جدّاً، ما يزيد احتمال حدوث النزيف والمضاعفات بعد ذلك.

تُسأل المرأة عن صحتها العامة والأدوية التي تتناولها، وتُحدَّد التحاليل الضرورية التي يجب أن تجريها (مثل اختبارات الدم وتخطيط القلب والأشعة السينية للصدر). كما وستتلقى معلومات حول دخولها وإقامتها في المستشفى وخضوعها للعملية والرعاية اللّازمة قبل الجراحة وبعدها.

عندما تستيقظ المرأة من المخدر، سيكون لديها مغذٍّ لإعطائها السوائل وقد يكون لديها قسطرة في المثانة. ربما أيضاً حزمة (حشوة) داخل المهبل لتقليل أي نزيف في الأنسجة. غالباً ما تُزال كل من الحشوة والقسطرة في غضون 24 ساعة من العملية.

‏بعد العملية، تُعطى المرأة العلاجات والإرشادات اللاّزمة. من الطبيعي المعاناة من إفرازات لمدة 4 إلى 6 أسابيع بعد الجراحة، وهذا بسبب وجود غرز في المهبل، لكنه يمتصّها، و تنخفض الإفرازات تدريجيّاً. أمّا إذا كانت للإفرازات رائحة كريهة، فيُفضَّل استشارة الطبيب. كما وقد تجد المرأة أنّ الإفرازات ملطّخة بالدم مباشرة بعد الجراحة أو بعد حوالي الأسبوع من الخضوع إليها، وغالباً ما يكون هذا الدم رقيقاً جداً وقديم المظهر ولونه بني، وهو نتيجة لتحطيم الجسم للدم المحاصر تحت الجلد. مع ذلك، إذا كانت كمية الدم كبيرة، فمن المُستحسن الاتّصال بالطبيب.

بالإضافة إلى ذلك، عليكِ العناية بنفسكِ بعد عملية تضييق المهبل من خلال:

• تناول الأدوية، منها مسكنات الألم مثل بنادول أو تحاميل شرجية للألم.
• ‏استخدام ملينات لتجنب الإمساك.
• ‏تطبيق كريمات العناية بالخياطة.
• ‏التنظيف عن طريق دش مهبلي لتعقيم مكان الجرح.

‏التعافي الأولي من عملية تضييق المهبل يكون من يومين إلى 4 أيام، وتستطيع المرأة بعدها الحركة وممارسة أنشطتها المعتادة مثل المشي والقيادة، لكن عليها تجنّب الرياضة القوية والحركات التي يكون فيها تمدّد أو ضغط على الجرح. كما ويمكن للطبييب تحديد الفترة اللّازمة التي يجب أن تتوقّفي خلالها عن العمل، لأنّ ذلك يعتمد على نوع الوظيفة ودقّة الجراحة.

التعافي الكامل والعودة للجماع يكون بعد 6 أسابيع من العملية، ومن الممكن استخدام جل أو مزلقات في الفترة الأولى.

اسباب الشعور بحرقان المهبل أثناء وبعد العلاقة الزوجية

‏تؤكّد الدراسات على تحسين العلاقة الزوجية والجماع، ونسبة نجاح العملية إلى 80% بعد إصلاح الهبوط المهبلي. تجدر الإشارة إلى وجود نسبة ضئيلة من السيدات اللّواتي عانين من الألم أثناء الجماع بعد الخضوع لعملية تضييق المهبل.

‏لا تؤثّر العملية بحد ذاتها على الولادة مرّة أخرى، ولكن ننصح دائماً الخضوع لعملية تضييق بعد الانتهاء من الولادات كلّها. لكن، في حال كان هناك ولادة، ننصح السيدة بإخبار طبيبتها بالعملية التي خضعت لها لأخذ الاحتياطات أثناء الولادة، مثل منها التدخل في قص العجان إذا احتاج الأمر.

‏ننصح السيدات دائماً اللّجوء إلى عملية تضييق المهبل بعد الانتهاء من الولادات، بما أنّ تكرارها أكثر من مرّة يؤثر على النتيجة النهائية المرجوة من العملية. تجدر الإشارة إلى أنّ 20 إلى 30% من السيدات قد يعانين من رجوع الهبوط المهبلي مرة أخرى، وهذا يعتمد على عوامل إضافية، مثل:

• طبيعة العضلات وراثياً
• عدد مرات الحمل والولادة
• السمنة