فحص الزجاجة هو من الفحوصات الضرورية التي يجب أن تقوم بها كل النساء للكشف على التغيّرات الحاصلة على مستوى الرحم والتأكد من عدم وجود أيّة التهابات خطيرة. نظراً لأهمية هذا الفحص، عليكِ التعرف عليه جيّداً، من هنا سنقدم لكِ في هذا المقال دليلاً كاملاً حول فحص الزجاج يعرفكِ عليه، وعلى أهميته، وكيفية إجرائه ونتائجه.
قائمة المحتويات
ما هو فحص الزجاجة؟
فحص الزجاجة أو فحص عنق الرحم والذي يُعرف علميّاً باسم Pap Smear Test، هو طريقة طبيّة لفحص الخلايا الموجودة في منطقة الرحم بهدف الكشف عن التغيّرات غير الطبيعية وغير المألوفة التي قد تكون حاصلة في هذه الخلايا، والتي قد تؤدّي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم. يتم فحص الزجاجة تحت الإشراف المباشر للطبيب النسائي، وهو فحص بسيط، سريع، وغير مؤلم. إليكِ في ما يلي توصيات يجب اتّباعها ما قبل إجراء فحص الزجاجة، ومن ثم كيفية إجرائه خطوة بخطوة.
توصيات ما قبل إجراء فحص الزجاجة
من أجل أخذ عيّنة صحيحة من خلايا عنق الرحم، وقابل للاختبار، ينبغي اتّباع التوصيات الآتية:
- إجراء الفحص بين اليوم العاشر والعشرين من بداية الدورة الشهريّة.
- في حال الخضوع إلى علاج التهاب عنق الرحم، فيجب إجراء فحص الزجاجة بعد شهر من الانتهاء من العلاج.
- يمكن أن يسبق الفحص علاج هورموني بالنسبة إلى المرأة التي بلغت سن انقطاع الطمث.
- الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة قبل 24 إلى 48 ساعة من موعد إجراء الفحص.
كيفية إجراء فحص الزجاجة
يقتصر فحص الزجاجة، على نزع خلايا سطحية من عنق الرحم عن طريق الفرك بفرشاة خاصة في منطقة الفصل بين الغشاء المخاطي قرب المهبل والغشاء المخاطي قرب عنق الرحم. وهذه هي طريقة عمل فحص الزجاجة:
- يضع الطبيب منظاراً مهبلياً عند جوانب المهبل لفحص عنق الرحم.
- يدخل فرشاة صغيرة لإجراء عملية حك خفيفة.
- لعملية حك مثالية يوصى بعدم استخدام مادة تزليق قبل أخذ عينة من الخلايا.
- بعد الانتهاء من أخذ العنية من خلال الفرشاة، يتم استخدام تقنيات عديدة للحصول على النتيجة أبرزها الحك التقليدي والحك بالطبقة الرقيقة.
- الحك التقليدي: يتمثل في وضع الفرشاة على شريحة زجاجية يتم تجفيفها وتلوينها وفحصها تحت المجهر.
- الحك بالطبقة الرقيقة: يتمثل في وضع الفرشاة في أنبوب مليء بسائل خاص لحفظ الخلايا. تتلاشى الخلايا على الفرشاة بشكل متجانس في السائل. تسمح تقنية الحك بالطبقة الرقيقة أيضاً، بإجراء بحث لفيروس الورم الحليمي من خلال علم الإحياء الجزيئي خلافاً لعملية الحك التقليدي.
- بعد الانتهاء من كل هذه الخطوات، يتم أخيراً إرسال الفحص إلى قسم طبي متخصص أو مختبر لعلم الإحياء لاستخراج النتائج.
ما هي نتائج فحص الزجاجة المحتملة؟
1- نتيجة طبيعية
- يعني أن لا مشاكل في عنق الرحم وأن العمل ساري بشكل سليم.
- يفضل أن يتم إعادة الفحص الزجاجي كل 3 إلى 5 سنوات.
2- نتيجة غير مُرضية
- أي أن العينة المأخوذة غير كافية لتحديد الوضع الصحي لعنق الرحم.
- في هذه الحالة من الضروري إعادة الفحص.
- هذه النتيجة لا تدعو للقلق.
3- نتيجة تظهر وجود تغيرات حميدة
- هذه النتيجة تدل على وجود بعض الالتهابات في عنق الرحم نتيجة عدوى ما.
- في هذه الحالة يجرى فحص للحوض بشكل كامل لمعرفة مصدر العدوى وتحديد العلاج الملائم.
- بعد العلاج يحدد الطبيب موعداً لإجراء الفحص الزجاجي مرة أخرى للتأكد من أن كل الأمور تسير على ما يرام.
- هذه الحالة لا تدعو للقلق.
4- نتائج غير طبيعية
تشير إلى تشخيص خلايا غير طبيعية في عنق الرحم، وهي تنقسم لعدة أنواع وأشكال:
- خلايا حرشفية غير نموذجية ليس لها دلالة محددة: تدل هذه النتيجة على وجود خلايا شكلها غريب في عنق الرحم، وقد تكون هذه التغييرات دلالة على الإصابة بمرض الورم الحليمي الذي ينتقل عبر الجنس. في هذه الحالة قد تحتاجين لعدد من الفحوصات للتأكد من نوع المرض الذي تعانين منه، وتحديد العلاج.
- خلايا حرشفية غير نموذجية مرتفعة الدرجة: هذه النتيجة تشير أيضاً إلى وجود خلايا غير نموذجية قد تدل على الإصابة بفيروس الورم الحليمي. لكن في هذه الحالة قد تكون الخلايا المرصودة أكثر خطورة، وهنا من الضروري القيام بفحص المنظار المهبلي للكشف العام والتعرف على نوعية المرض.
- آفة حرشفية منخفضة الدرجة داخل الطبقة الظهارية: تدل هذه النتيجة أيضاً على الإصابة بفيروس الورم الحليمي الذي ينتقل عبر الجنس.
- آفة حرشفية مرتفعة الدرجة داخل الطبقة الظهارية: تعني هذه النتيجة وجود خلايا غير طبيعية خطرة في عنق الرحم. ولكن على الرغم من خطورتها إلا أنها لا تدل على الإصابة بالسرطان. عدم معالجة هذه الحالة كما يجب قد يسمح للخلايا الغريبة بالتطور إلى سرطان.
- خلايا غدية غير نموذجية: هذه النتيجة هي مؤشر إلى وجود تغيرات غير طبيعية بخلايا الغدد الموجودة في عنق الرحم. المنظار المهبلي يساعد هنا على كشف نوعية الحالة المرضية.
- سرطان عنق الرحم: إنها نتيجة نادرة خاصة لدى الصغار في السن. لكن بعد ثبوت الإصابة بسرطان عنق الرحم من الضروري التوجه إلى طبيب مختص بالأورام. إذ إنّ الاكتشاف المبكر للمرض وعلاجه الملائم سيرفع من احتمال الشفاء.
ما هي أهمية فحص الزجاجة؟
يسمح فحص الزجاجة في تتبع احتمال وجود سرطان في عنق الرحم، وبالتالي معالجته في مراحله الأولى في حال تم تشخص وجوده. إن سرطان عنق الرحم، مثل سرطان الثدي أو القولون، يمكن تتبعه في مرحلة خلل التنسج، ومعالجته، والتخلص منه، وبالتالي الشفاء وعدم انتشار الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من الجسم. إذاً، هنا تكمن أهميّة إجراء فحص الزجاجة، إذ يُعتبر خياراً وقائياً وتشخيصياً لتتبع تغيّرات عنق الرحم التي يمكن أن تتحوّل إلى سرطان أو لتتبع حالة سرطانيّة معلنة.
أظهرت الدراسات، أنّه وبفضل فحص الزجاجة، انخفض معدل الوفيات الناتجة من سرطان عنق الرحم بنسبة 80% خلال العقود الأخيرة. يرجّح الأطباء، أن يصبح هذا السرطان استثنائياً ونادر الحدوث لو أن النساء يخضعن جميعاً لفحص الزجاجة بانتظام. الخطر الأكبر للإصابة بسرطان عنق الرحم هو في عدم إجراء فحص الزجاجة لتعقب أثر السرطان ومعالجته في مراحله الأولى.
متى يجب إجراء فحص الزجاجة؟
منذ إقامة العلاقة الحميمة الأولى يجب إجراء فحص الزجاجة بانتظام بمعدل مرة كل سنة، وفي حال عدم وجود أي آفات بعد إجراء فحصين متواليين، عندئذ يكفي إجراء فحص الزجاجة مرة كل سنتين أو ثلاث.
أما بالنسبة للنساء الحوامل، فلا خطر من إجراء فحص الزجاجة خلال الحمل ولا خوف من حصول إجهاض. حين يتم هذا الفحص خلال الحمل، يصعب التوصل إلى تشخيص دقيق لوجود تغيرات في الرحم أم لا، وفي حال وجود آفات ما، غالباً ما يبدأ العلاج بعد الولادة، وليس خلال الحمل.