جدول المحتويات
تشمل الآثار الجانبية الشائعة للقاح كورونا، بحسب منظمة الصحة العالمية، التهاب الذراع، والحمى، والتعب، والألم العضلي، والإسهال. لكنّ العاملين في مجال الطب النسائي أبلغوا عن تعرّض بعض النساء إلى تغيّرات في الدورة الشهرية بعد وقت قصير من تلقي اللقاح. ما دقّة هذا الكلام؟ سنفسّر لكِ في هذا المقال ما هي العلاقة ما بين التغيّرات في الدورة الشهرية ولقاح كورونا.
ما هي أسباب تغيّرات الدورة الشهرية بعد لقاح كورونا؟
لا تدعم التقارير الطبية وجود صلة بين التغيّرات في فترات الحيض ولقاحات كورونا نظراً لأن عدد النساء اللواتي أبلغن عن تغيّرات في الدورة الشهرية بعد تلقي لقاح كورونا منخفض جدّاً مقارنةً بعدد النساء اللواتي تلقين اللقاح. لذلك يشير الأطباء أن تأثير لقاح كورونا على الدورة الشهرية أمر غير شائع ولا يُعدّ واحداً من الآثار الجانبية للقاح كورونا. كما يدعو الأطباء كافة النساء من حول العالم إلى إبلاغ وزارة الصحة أو الجهة المعنية بمتابعة فيروس كورونا في البلد التي تعيش فيه، في حال حدوث تغيرات على الدورة الشهرية، لأنّ هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يتمكن الأطباء من القيام بالمزيد من الاختبارات والبحوث والتوصل إلى نتائج علمية مؤكدة. حتى الساعة، تقول التقارير أنه من المحتمل ملاحظة تغيرات في الدورة الشهرية بعد تلقي لقاح كورونا للأسباب التالية.
1- زيادة عمل جهاز المناعة بعد تلقي لقاح كورونا قد يؤثر على حدوث الدورة الشهريّة
تحدث الدورة الشهرية نتيجة تفاعلات وتغيّرات هرمونية شهرية تحدث على مستوى الغدد الموجودة في الرأس، والمبيضين، وبطانة الرحم. إذاً هذه العملية تبدأ في غدد الدماغ وتنتهي في بطانة الرحم، وخلال هذه الفترة تزداد الدفاعات المناعية في الجسم لحماية عملية التلقيح التي قد تحدث خلال فترة الإباضة.
لقد بينت حملات التطعيم في مختلف الدول، عارض جديد ومحدود عند النساء يتمثل بحدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، وتحديداً حدوث الطمث قبل موعده، أو نزيف دماء أقوى من المعتاد. السبب الرئيسي لهذا الأمر هو أنّ اللقاح يؤدي إلى تحفيز عمل المناعة في الجسم التي بدورها تؤثر على الدورة الشهريّة. بمعنى آخر وللتوضيح، يأتي اللقاح ليزيد من الردّ المناعي في الجسم فيصبح أكثر قوة وتأثيراً، هذا الأمر يؤثر على الخلايا المناعية الموجودة في بطانة الرحم، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تضعضع وخلخلة البطانة وحدوث تبقعات دموية ونزيف خفيف وحتى طمث أو دورة شهرية مبكرة.
يمكنكِ حفظ الاستنتاج التالي: حدوث تغيرات في الدورة الشهرية لدى النساء بعد تلقي لقاح كورونا أمر نادر، ولكن في حال حدوثه، يعود السبب إلى زيادة عمل جهاز المناعة في الجسم بعد تلقي اللقاح، الذي يؤثر بدوره على حدوث الدورة الشهريّة.
2- تأثّر الغدة الموجودة في الدماغ بعد تلقي لقاح كورونا قد يحدث تغيّرات على الدورة الشهريّة
كما ذكرنا في النقطة السابقة، تبدأ الدورة الشهرية من خلال تفاعلات تحدث في غدد الدماغ، وقد تؤثر العديد من الأمور على هذه الغدد مما يؤدي إلى تأخّر الدورة الشهرية، أو حدوثها في وقت مبكر أو حتى انقطاعها. إذاً، الغدة الموجودة في الدماغ والتي تتحكم بالدورة الشهرية تتأثر بعوامل عديدة، ومنها الضغط العاطفي، أو التغيّرات الكيميائيّة، أو تأثير الأدوية، أو حدوث حالات مرضية، أو التهابات وغيرها من الأسباب. يأتي لقاح كورونا من ضمن التغيّرات الكيميائيّة التي تؤثر على عمل غدد الدماغ. من هنا يمكننا أن نفهم أن لقاح كورونا قد يؤثر، في حالات نادرة، على عمل غدد الدماغ الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية.
ملاحظة: تم الإبلاغ عن تغيرات في الدورة الشهرية من قبل بعض النساء بعد الإصابة بالفيروس نفسه، وبطول فترة الإصابة بكوفيد. لذلك يؤكد الأطباء أنّ التغيرات التي قد تحدث على الدورة الشهرية بعد تلقي لقاح كورونا ليست مرتبطة مباشرةً باللقاح بحد ذاته بل مرتبطة بعوامل أخرى تحدث في الجسم، والدليل على ذلك أن اضطرابات الدورة الشهرية أمر شائع للغاية عند النساء، ويمكن أن يحدث بسبب الكثير من العوامل النفسية والجسدية بغض النظر إن كانت المرأة قد تلقت اللقاح أم لا.
هل تغيرات الدورة الشهرية بعد لقاح كورونا تعتبر دائمة؟
تتأثر الدورة الشهرية باضطرابات لفترة محدودة جراء تلقي لقاح كورونا. هذا التغيّر يكون عابراً ومحدوداً ضمن الأيام القليلة أو الدورة الأولى أو الثانية ما بعد أخذ جرعة من لقاح فيروس كورونا. والأهم أن التأثير ليس بعيد الأمد، أي أنّ بعد فترة وجيزة من حدوث الاضطرابات ستعود الدورة الشهريّة إلى طبيعتها. أغلب النساء اللواتي أبلغن عن حدوث تغيرات على الدورة الشهرية بعد تلقي لقاح كورونا أكّدن أن الدورة الشهرية عادت إلى طبيعتها في الأشهر الاحقة.
هل يؤثر لقاح كورونا على الخصوبة؟
كما أصبحتِ تعلمين، قد يؤثر لقاح كورونا على حدوث الدورة الشهرية ولكن بشكل محدود جدّاً وعند عدد قليل من النساء. دفع هذا الأمر بعض النساء إلى التخوّف من إمكانية تأثير لقاح كورونا على الخصوبة. لا تقلقي، إذ يؤكد الأطباء أن حتى هذه الساعة لم يتم تسجيل أي تأثير للقاح كورونا على الخصوبة، أو على الإباضة، كما أنه لا يسبب الإجهاض أو إضعاف الحمل. إذاً لا يوجد أي دليل يشير إلى أن هذه التغيّرات المؤقتة سيكون لها أي تأثير على خصوبة المرأة في المستقبل، أو قدرتها على إنجاب الأطفال. وفي حال وجود مثل هذه الحالات فستقوم منظمة الصحة العالميّة فوراً بأبحاث حولها ونشر تقارير لتوعية للنساء. لذلك الأمر الوحيد الذي يمكنه أن يحميكِ من أية تداعيات سلبية هو البقاء على اطلاع بأحدث المستجدات الصحية الصادرة عن المصادر الطبية الموثوقة وليس الشائعات التي تتناقل بين الناس.