"مع بدء انقطاع الطمث، صرت أشعر بهبّاتٍ ساخنة... فهل يشكّل اتّباع العلاج بالهرمونات البديلة أيّ خطر؟"
Christine Dubost، طبيبة نسائيّة: "الهبّات الساخنة والتعرّق الليليّ يظهران غالباً مع بدء انقطاع الطمث حتى انقطاعه نهائيّاً، أيّ في سنّ 45 عاماً في المتوسّط، وسببها هبوط مستويات هرمون الأستروجين الناجم عن تباطؤ عمل المبيضين. ويؤدّي ذلك إلى اضطرابٍ في مركز التحكّم بحرارة الجسم في الدماغ، فتتمدّد الأوعية الدمويّة، ممّا يسبّب شعوراً مفاجئاً بهبّاتٍ ساخنة تبدأ في الجزء الأعلى من الجسم (الوجه، الرقبة والصدر) ثمّ تجتاح الجسم بأكمله.
حالة تصيب 75% من النساء
"مع اقتراب انقطاع الطمث، 75% من النساء يختبرن هذه الحالة التي تدوم بين بضعة أشهر وسنواتٍ عدّة. ويستمرّ الشعور بهذه الهبّات الساخنة حتى بعد 5 سنوات من بدء انقطاع الطمث لدى 50% من أولئك النساء. لا تطرح هذه العوارض أيّ خطر ولكنّها تسبّب انزعاجاً فعليّاً، فقد تشعر بها المرأة في أيّ وقت، ما يولّد حالةً من القلق وعدم الارتياح التي تنعكس سلباً على علاقاتها الاجتماعيّة. فمن المزعج للغاية أن تكون وسط اجتماعٍ مهنيّ وتضطرّ للمغادرة لبضع لحظات لتحاول التبريد وتستعيد انتعاشها.
العلاج الوحيد الذي أثبت فعاليّته علميّاً هو العلاج بالهرمونات البديلة الذي يساعد على التخلّص من 98% من هذه الهبّات الساحنة وتخفيف العوارض التي يسبّبها انقطاع الطمث كاضطرابات النوم، اكتساب الوزن، جفاف الأنسجة المخاطيّة، وخسارة الأملاح المعدنيّة من العظام. ولكن منذ العام 2002، يتردّد عددٌ كبير من النساء في اتّباع هذا العلاج بعد أن نُشرت دراسة أميركيّة تحذّر من أنّ هذا العلاج قد يؤدّي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب والأوعية الدمويّة".
فوائد هذا العلاج للقلب والأوعية الدمويّة
"أثارت هذه الدراسة ضجّة كبيرة، ولكنّ نتائجها لا تنطبق فعليّاً على جميع البلدان مثل فرنسا مثلاً، فنوع الهرمونات المستخدمة والجرعات المحدّدة وطريقة تناولها تختلف اختلافاً جذريّاً من بلدٍ إلى آخر. وقد أجريت في فرنسا دراساتٌ جديدة بيّنت أنّ هذا العلاج آمن نسبيّاً، إذْ أنّها لم تلحظ أيّ ارتفاع في حالات الإصابة بسرطان الثدي، لا بل لاحظت أنّ للعلاج فوائد على القلب والأوعية الدمويّة شرط عدم اتّباعه لمدّة تفوق 10 سنوات وعدم توفّر أيّة موانع لاستخدامه (تاريخ عائليّ للاصابة بالسرطان الهرمونيّ أو مشكلة تخثّر الدم)".
تجنّب "الهبّات الساخنة"
"تتوفّر طرق بديلة قد تساعد كثيراً على تجنّب الهبّات الساخنة: حمض البيتا-ألانين، الصويا... ولكنّ تأثير هذه العلاجات يختلف من إمرأةٍ إلى أخرى وتبقى فعاليّتها أقلّ بكثير من فعاليّة العلاج بالهرمونات البديلة. ولتخفيف حالة الانزعاج التي تسبّبها هذه الهبّات يمكن تطبيق بعض من هذه النصائح: ارتداء ملابس فضفاضة وسهلة الخلع، الحدّ من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من التوابل التي تسبّب هبّاتٍ ساخنة، تجنّب شرب الكحول لأنّه يزيد تمدّد الأوعية الدمويّة، الحرص دائماً على توفّر بعض الموادّ المنعشة في متناول اليد كقارورة مياه، رذاذ منعش، مروحة يد أو قارورة منعشة تحتوي على زيوتٍ أساسيّة".
اقرئي أيضاً:
ما هي الإملاءات النفسيّة التي تأثر على المرأة؟