أراهن أنّكِ لم تعرفي من قبل المعلومات التي كتبتها في هذا المقال! كانت الفكرة الأساس أن أجمع بعض النصائح والروتينات الجمالية التي كانت تستخدمها المرأة عبر العصور، لكنّني غرقت لمدّة أسبوع في سيلٍ من الصور الرائعة، المعلومات والقصص، لدرجة أنّني أرغب في وضع كلّ مستحضراتي على جنب، وأغوص في الأسرار الجمالية القديمة، لقد استحقّ فعلاً تسمية "الزمن الجميل"!
إليكِ أبرز الروتينات الجمالية التي كانت تطبّقها النساء في كل عصر:
العصر الإدوارديّ
شهد نهاية البذخ، التغيّرات الاجتماعية، الوفرة الإنتاجية، الاختراعات الثورية والترف، مع بداية الحرب العالميّة الأولى!
للحصول على تموّجات فور الاستيقاظ من النوم، عمدت المرأة إلى استخدام بكرات مخصّصة لتجعيد الشعر قبل الخلود إلى النوم. أمّا لمنع ظهور تجاعيد أو للتخفيف من حدّتها، استخدمت الممثلة الأميركية Mary Pickford كريم مصنوعاً من بروتين الحليب، مخصّصاً لتدليك البشرة. ربّما كانت كليوباترا ملهمتها!
المرأة ذات البشرة الفاتحة اللّون والخدود الورديّة، كانت التعريف الأساسي للجمال خلال العهد الإدواردي.
عصر الجنون
تعزيز معايير الجمال من الثقافات الأوروبيّة، كان عنوان هذه الحقبة التي تميّزت بالترف نظراً لكمية الأموال التي كانت تنفق آنذاك!
نال المكياج الجريء حيّزاً كبيراً في هذه الفترة، إلى جانب البشرة باللّون البورسلانيّ للكسر من حدّة المكياج القويّ. كانت الممثّلة الأميركية السويدية Greta Garbo أولى من اعتمدت هذه الصيحة، تبعتها الكثيرات من نجمات هوليوود، منهنّ Marilyn Monroe.
كانت Greta Garbo تضع طبقة رقيقة من مادة الفازلين على جفنيها وتغطّيها بظلال عيون بلون حيادي، ثمّ تمزجها مع لون داكن ومن ثمّ تنهي إطلالتها بلمسة الآيلاينر والماسكارا لتحصل على أسلوب دراماتيكي.
بالإضافة إلى ذلك استخدمت النجمات ومن بينهنّ الممثّلة الألمانيّة Marlene Dietrich، قلم الرصاص لرسم حواجب مرفوعة ورفيعة لإبراز شكل الوجه.
أمّا Coco Chanel فقد أثّرت في عالم الجمال واعتبرت أولى المشجّعات على اعتماد صيحة البشرة البرونزية. بعد عودتها من رحلة إبحار في الريفييرا الفرنسية، لاحظت روعة لون بشرتها التي تعرّضت كثيراً لأشعة الشمس. ساهم ذلك في انتشار الزيوت المسمّرة للبشرة.
حقبة الثلاثينيات
أصبح روتين العناية بالبشرة متقناً، يتألّف من خطوات متعدّدة، قد يصل عددها إلى 10. باتت تسريحات الشعر أكثر أنثويّة، وبرزت تدرّجات اللّون الأشقر تيمّناً بالممثّلة الأميركيّة Jean Harlow، في حين أن الممثّلة الألمانيّة Marlene Dietrich كانت رمز المرأة ذات الشعر البنّي.
كذلك عمدت المرأة إلى لفّ شعرها قبل الخلود إلى النوم وتثبيته بالدبابيس للحصول على تجعيدات فور استيقاظها. كما صنعت أقنعتها بنفسها لاستعادة توهّج البشرة، واقترحت Helena Rubinstein التي أسّست دارها الجمالية، قناعاً مصنوعاً من شرائح لحم البقر!
مع انتهاء صيحة البشرة الشاحبة، برزت التدرّجات الطبيعيّة خاصةً مع ظهور كريم الأساس. إليكِ أدناه مثال عن إحدى نجمات هذه الحقبة:
ركّزت الممثّلة الأميركية Joan Crawford على إخفاء معالمها البارزة، كالنمش. فيما يخصّ شعرها، كانت تغسله كلّ 4 أيّام وتقوم بفرك فروة رأسها بزيت الخروع الساخن قبل غسله. أمّا وجهها، فكانت ترشّ عليه المياه المثلّجة 25 مرّة. قد تخيفكِ هذه الخطوة من روتينها الجمالي، إذ كانت تنظّف عينيها كل يوم بمحلول حمض البوريك، المستخدم في منتجات تنظيف المنزل.
حقبة الأربعينيات
بسبب تغيّر الديناميّات الاجتماعيّة ومع انتهاء الحرب، شكّلت هذه الحقبة مزيجاً من الراحة وأصبح نمط الحياة عمليّاً بشكل أكبر، ما تطلّب مستحضرات وتقنيّات عملية أيضاً.
في هذه الفترة تمّ ابتكار المنتج الأبرز على ساحة الجمال، وهو كريم العناية بالبشرة بلمسة مخمليّة وحريريّة.
مع دخول المرأة إلى مجال العمل الصناعي واليدويّ، لم تعد تملك الوقت الكافي للاهتمام بنفسها، لذلك عمدت إلى تطبيق منتج يحتوي على مادة اللانولين الدهنية قبل الخلود إلى النوم، كي تصبح يداها أكثر نعومة.
حوّلت الممثّلة الأميركية Rita Harlow الأنظار إلى الشعر المصبوغ باللّون الأحمر، حيث لاقى رواجاً آنذاك لدى العديد من نجمات هوليوود.
كأكثرية نساء حقبة الأربعينيّات، كانت Rita Hayworth تغسل شعرها بمياه ساخنة، تشبّعه بالزيوت وتلفّه بمنشفة لمدّة 15 دقيقة، ثمّ تطبّق عليه غسولاً ومياه ساخنة مع عصيراللّيمون للتخلّص من الرواسب.
اشتهرت الممثّلة البريطانية Vivien Leigh ببشرتها الجميلة بسبب العناية بها بشكلٍ متقن.
Madame Lubatti، هي إحدى الدور الأسطورية الأشهر للاهتمام بالبشرة، استخدمت للعناية بالملكات وسيّدات المجتمع في بريطانيا.
تتذكّرين أغنية Kim Carnes التي تدور حول عينيّ الممثّلة Bette Davis المتميّزتين بوسعهما، إشراقتهما ونقائهما، ما كان سرّها؟ استخدمت الخيارعلى جفنيها قبل الخلود إلى النوم مع طبقة من مادة الفازلين تحت العينين لحمايتهما من الانتفاخ ومنع ظهور الهالات السوداء.
العصرالذهبي
شهدت هذه الحقبة ظهوراً لأبرز نجمات هوليوود اللّواتي ابتكرن طرقاً جديدة للعناية بالجمال!
انشغلت امرأة هذه الحقبة بنحت جسمها، لذا كانت تقوم بحركات رياضيّة ترهقها حتى تشعر بالنعاس، بهدف الحصول على جسم متناغم ولتحسين شكله.
تميّزت الممثّلة المصريّة هند رستم بطول شعرها الذي يصل حتى منطقة الأكتاف واعتمدت مختلف التسريحات المتموّجة، المجعّدة وغيرها. أمّا الشعر المالس، فلم يكن اعتماده مرغوباً!
كذلك صبّت المرأة تركيزها على البشرة الخالية من العيوب واستخدمت كريمات فيها هرمونات غنيّة بمادة الإستروجين التي كانت واحدة من بدع العناية بالبشرة، استخدمتها Marilyn Monroe. بالإضافة إلى ذلك وللحصول على بشرة مشعّة على الكاميرا، استخدمت Marilyn Monroe طبقة من كريم Active Phelityl تليها طبقة من البودرة المضغوطة.
من منّا لا تتذكّر إطلالات Audrey Hepburn الأيقونيّة والناعمة؟ لإتمام هذا المكياج، كانت Audrey تضع طبقة رقيقة من الكحل السائل والقليل من الماسكارا على الرموش العليا. عمدت إلى فصل رموشها عن بعضها من خلال دبّوس، بعد كل طبقة من الماسكارا.
ارتكزت فلسفة Elizabeth Taylor الجماليّة على الإحساس الذي يولّده شذا العطر والذي يبرز أنوثة المرأة، لهذا السبب أطلقت مجموعة عطورها الخاصّة بالتعاون مع دار Elizabeth Arden.
ما من مرادفٍ أنسب للجمال سوى إطلالات Grace Kelly، التي كانت الأكثر إشعاعاً على الإطلاق! من أسرارها الجمالية، اعتماد ظلال العيون بالألوان الحيادية لتعزيز جمالها الطبيعي. كانت تطبّق ظلالاً بنّية على حاجبيها لإبرازهما أكثر، كما كانت تخلق عظاماً وهميّة لوجنتيها باستخدام بودرة الخدود والبودرة المسمّرة، لخلق خدعة نظرية.
هل تعرفين ما هو السرّ وراء تميّز الممثّلة الأميركية Jane Russell؟ أمرٌ سهل، كانت دائماً تطبّق لون أحمر شفاهها بنفس لون طلاء أظافرها. طوّر Charles Revlon مؤسّس دار Revlon هذه الصيحة في العام 1939.
عصر التحرّر والانفتاح
من خلال ظهورالحركات النسويّة، أصبحت المرأة أكثر تحرّراً ولم تعد مقيّدة وخاضعة للمجتمع الذكوري! انعكس هذا التحرّر في شكلها، تسريحة شعرها ومكياجها.
ظهر عامل الحماية من الأشعّة ما فوق البنفسجيّة، أي ما يعرف بالـSPF الذي يحمي من أشعّة الشمس التي تؤدّي إلى حروق جلديّة وتسبّب أمراض سرطانية.
نالت التسريحات الضخمة حيّزاً كبيراً خلال هذه الفترة، خاصةً تلك المرتفعة. لذلك، كانت المرأة تتمّم هذه التسريحة قبل النوم مع وضع مثبّت للشعر. كانت تحمي شعرها من خلال شالٍ أو مناديلَ ورقية.
نالت قصّة Pixie اهتمام النساء، لأنّها كانت تسهّل عمليّة الاهتمام بالشعر. بالإضافة إلى ذلك فالتركيز الكبير كان على منطقة العينين وعلى مستحضر الماسكارا بشكلٍ خاصّ، فكلّما برزت العينين بشكلٍ أوسع، كانت أجمل، كما ظهرت أيضاً الرموش الاصطناعيّة.
هل تعرفين ما هو سرّ جمال الممثّلة الإيطاليّة Sophia Loren؟ زيت الزيتون. إلى جانب استخدامه كمكوّن ضمن حميتها الغذائيّة، كانت تفرك بشرتها بشكل روتيني بكمّية صغيرة من زيت الزيتون للحفاظ على بشرة لامعة ورطبة.
حقبة السبعينيات
بالرغم من اشتهار هذه الحقبة بموسيقى الديسكو، إلّا أنها لم تترك بصمات جماليّة مهمّة نتعلّم منها.
شكّلت السحنة البرونزيّة هوساً لدى النساء، وكانت مرادفاً للبشرة المتوهّجة، دون إدراك مدى خطورة التعرّض للشمس، إذاً شكّلت هذه الحقبة بدايات جهاز تسمير البشرة أو ما يعرف بالـSolarium.
وُجدت مستحضرات مخصّصة لحماية البشرة من أشعّة الشمس، إلّا أنّها لم تكن متاحة على نطاق واسع.
تمّ استخدام كريم مخصّص لانتفاخ منطقة تحت العينين. كما طبّقت المرأة قناعاً مقشّراً للوجه قبل النوم بالإضافة إلى حيلة تمشيط الشعر 100 مرّة، للحصول على شعر لامع مثل شعر الممثّلة Maureen McCormick بدور Marcia Brady.
شهدت هذه الحقبة على تغيير جذري في جسم المرأة، إذ نال الجسم النحيف شعبية كبيرة بسبب بروز عدد من عارضات الأزياء مثل البريطانية Twiggy. كذلك، ظهرت صيحة النساء النحيفات لدرجة المرض وكانت المغنّية الأميركيّة Karen Carpenter إحدى ضحاياها التي عانت من اضطّرابات غذائية وفقدان للشهية.
لا يمكن أن ننسى الضفائر الأفريقيّة التي شكّلت جزءً من ثقافة الهيبي واجتاحت حقبة السبعينيّات!
إذاً الجمال الطبيعيّ كان عنوان حقبة السبعينيّات، تشجعّت النساء لعدم اعتماد المكياج في إطلالاتهن. اختارت الممثّلة الأميركية Katharine Hepburn الألوان الحيادية في مكياجها لإطلالة طبيعية ومشعّة. ركّزت على تقشير بشرتها بانتظام وكانت تغسل وجهها بمياه باردة جدّاً.
حقبة الألوان والتفاؤل
الحيويّة هي عنوان هذه الحقبة، إن من خلال حجم الشعر أو حتى من خلال المكياج المشرق.
دخلت الألوان الصاخبة عالم المكياج، مثل ظلال العيون باللون الأزرق، وذلك بفضل الممثّلة الأميركيّة Brooke Shields، بالإضافة إلى الحاجبين الكثيفين.
شاعت الرياضات النسائية، كانت المرأة تطمح للحصول على جسم الممثّلة الأميركيّة Jane Fonda النحيف والقويّ في الوقت عينه.
كذلك ازدادت جرأة وحيويّة المكياج وعمدت النجمات مثل المغنّية الأميركية Cyndi Lauper إلى تطبيق طبقة سميكة من كريم الأساس. كما ركّزت على إظهار العيون من خلال كمّية كبيرة من ظلال العيون، لكن هذه الخطوات منعت تنفّس البشرة. عندما ظهرت هذه المشكلة، انتشرت الكريمات والمستحضرات المتعدّدة الخطوات لإزالة المكياج والمحافظة على نضارة البشرة.
حقبة التسعينيات
شكّلت هذه الحقبة صياغة جديدة لمنتجات العناية بالبشرة من خلال مكوّنات ما زالت تستخدم حتى اليوم في المستحضرات، مثل الأنزيمات وأحماض الألفا هيدروكسي.
إحدى أشهر تسريحات الشعر كانت The Rachel Cut التي تمّت تسميتها على اسم شخصيّة Rachel التي جسّدتها Jennifer Aniston في مسلسل Friends.
بالإضافة إلى ذلك اشتهرت صيحة قصّة Bob، وهي الغرّة المستوحاة من شخصيّة Brenda Walsh واللّون الأشقر المستوحى من شخصيّة Donna Martin، في مسلسل 90210.
طغى الأسلوب الذكوري على إطلالات عارضة الأزياء البريطانية Kate Moss، الأمر الذي دفع العديد من النساء إلى اتّباع هذا النهج من خلال مكياج مينيماليّ.
لم يكن هناك حلّ وسط خلال هذه الفترة، إذ كان المكياج خفيفاً جدّاً أو قويّاً جريئاً، حيث أن Madonna كانت أكبر دليل على ذلك.
كذلك اجتاح مقوّم الأسنان عالم التجميل، بالإضافة إلى أداة Thigh Gap التي تساعد على توسيع منطقة ما بين الفخذين.
الجمال بمفهومه الجديد
لأنّ البشرة والشعر عنصران أساسيّان في جمال المرأة، أطلّ القرن الواحد والعشرون وبحوزته مستحضرات وتقنيّات جديدة وثوريّة!
برزت وصلات الشعر المستعار التي تسمح للمرأة الحصول على أيّة تسريحة ترغب بها، كما نالت علاجات العناية بالشعر، مثل الكيراتين، حيّزاً كبيراً لتسهّل على المرأة عملية التسريح.
مع استمرار الأبحاث في مجال علوم الجمال والتجميل، ظهرت تقنية ثورية في العام 2002 وهي البوتوكس! كما طُوّرت مواد جديدة، مثل Microdermabrasion وRetinoids، حمض الهيالورونيك، مضادّات الأكسدة، المقشّرات وغيرها. بالإضافة إلى ظهور الليزر والفيلر، وبالتالي باتت المرأة ترفض أن تشيخ.
تخوّفت المرأة من هذه المواد التي تخترق بشرتها والمضرّة على المدى الطويل، فبحثت عن خيارات عضوية، أقلّ ضرر، كذلك ظهرت الكريمات المرطّبة والريتينويد للمحافظة على مظهر شبابي.
في السنوات القليلة الماضية، عاد الجمال الطبيعي إلى الواجهة وظهرت معايير جديدة أقرب إلى واقع المرأة، مثل ظاهرة العارضات غير النحيفات. تمّ تشجيع المرأة على اعتماد كمّيات قليلة من المكياج. كما برزت صفحات لمؤثّرات يشدن بالجمال الطبيعي لزيادة ثقة المرأة بنفسها مثل Serena Williams وChrissy Teigen وغيرهما.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير واقع المرأة لتصبح مستقلّة، خبيرة مكياج وقادرة على إيجاد الحلول لمشاكلها الجماليّة من خلال كبسة زر.
للمؤثّرات على مواقع التواصل الاجتماعي حصّة كبيرة في تغيير نظرة المرأة تجاه عالم الجمال، أصبحن ملهمات العصر مثل Camila Coelho وNegin Mirsalehi وKaren Wazen وغيرهن.
تبييض الأسنان نال حصّة كبيرة من اهتمام المرأة في السنوات الأخيرة، إن من خلال استخدام الـGoutière أو حتى الليزر.
أمّا حين نتكلّم عن منحنيات الجسم، لا يمكن إلّا أن نذكر الشقيقات Kardashian اللّواتي أعدن صياغة مفهوم الجسم المثالي.
بسبب تغيّر نظرة المجتمع للمرأة، أين سيذهب بنا عالم الجمال لاحقاً؟ الأيّام القادمة ستكشف لنا التقنيّات الجديدة!
إقرئي أيضاً: معلومات لا تعرفينها عن العدسات اللاصقة... اكتشفيها للحفاظ على صحة عينيكِ!
5 حلول سهلة ستساعدكِ على معالجة تورّم الجسم والوجه