كلّ الأنظار موجّهة نحو الإمارات، هذه الدولة العربية التي نجحت مرّة أخرى بزرع الأمل في شعبها وكل العالم العربي وهذه المرّة من خلال مسبار الأمل. نعم، الإمارات دخلت التاريخ كأول دولة عربية وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز، بعدما أطلقت مسبار الأمل منذ حوالي 7 أشهر من قاعدة تاناغاشيما الفضائية اليابانية وها هي اليوم تصل إلى المريخ من خلال مسبار الأمل.
6 سنوات من العمل، التخطيط والدراسة أدخلت الامارات في التاريخ، وبجهود أبنائها وشعبها الذي لا يعرف المستحيل أصبحت أوّل دولة عربية تصل إلى المريخ. رحلة المريخ هي بمثابة رسالة أمل إلى كل العرب، لأن الغاية أكبر بكثير من الوصول إلى هذه النقطة، الهدف هو بناء الإنسان بعلمه، معرفته، قدراته وطموحاته، وفعلاً نجحت الإمارات بهذا الأمر. أرادت الحكومة رؤية تحوّل كبير في عقلية الشباب الإماراتي لتسريع إنشاء قطاع علوم متقدمة وتكنولوجيا في الإمارات، ومن إنجاز إلى آخر حقّقت المستحيل.
اللحظة الحاسمة كانت اليوم، الثلاثاء 9 فبراير 2021، عندما دخل مسبار الأمل الفضاء العميق والمظلم واجتاز المرحلة التي تعرف باسم "الـ27 دقيقة العمياء"، والتي نسبة النجاح لاجتيازها هي 50% فقط، حيث على المسبار أن يخفف سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة ليدخل المدار المظلم إلى أن يصل إلى الكوكب الأحمر المريخ.
وصول المركبة الفضائية إلى كوكب المريخ ليست المهمّة والإنجاز الوحيد، فطموحات الامارات لم تتوقف عند هذا الحد، إذ من المتوقع أن يلتقط المسبار، إلى جانب أدواته العلمية الـ3، أول صورة كاملة لغلاف المريخ. كما ستجمع الأدوات نقاط بيانات مختلفة عن الغلاف الجوي لقياس التغيرات الموسمية واليومية أيضاً.
البصمة النسائية في إنجاز مسبار الأمل
البصمة النسائية في إنجاز مسبار الأمل
أيدي كثيرة ساهمت في تحقيق هذا الحلم والعنصر النسائي كان بارز بشكل خاص، وعلى رأسه وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدّمة سارة الأميري التي ساهمت بشكل كبير في إرسال الامارات إلى المريخ واعتُبرت "مهندسة الأمل الاماراتي". كذلك الأمر لمنى الحمادي، مهندسة في المشروع، التي كان لها دور بارز جداً في تحقيق هذا الإنجاز الكبير. البصمة النسائية طبعت هذا المشروع التاريخي، خاصةً وأن المرأة الإماراتية تشكّل نسبة 34% من بين 150 مهندساً وباحثاً يعملون على المشروع ونسبة 50% من الفريق القيادي، وهي النسب الأعلى عالمياً لمشاركة المرأة في المهام والمشاريع الخاصة بقطاع الفضاء. عالمات، مهندسات وخبيرات إماراتيات، في عالم الفضاء أكّدن وجودهنّ بشكل واضح وأثبتن أن عملية تفعيل دور المرأة العربية في كل القطاعات هو حقيقة وليس قول فقط ومن الممكن أن ينجز المستحيل.