تحقّق الامارات خطوات متسارعة في مجال استكشاف الفضاء. من هنا، وبعد أشهُر على دخول مسبار الأمل الإماراتي مدار كوكب المريخ كأول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر، أعلنت الإمارات عن مهمة جديدة تتضمّن بناء مركبة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة وسبع كويكبات داخل المجموعة الشمسية بحلول العام 2028.
المشروع الفضائي هذا يعتبر أول مهمة عربية من نوعها والرابع عالمياً لاستكشاف كوكب الزهرة وجمع بيانات علمية غير مسبوقة عن 7 كويكبات داخل المجموعة الشمسية. ستستغرق المهمة العلمية 5 سنوات وستقطع مسافة قدرها 3.6 مليار كيلومتر(7 أضعاف رحلة مسبار الأمل لكوكب المريخ) تمتد من العام 2028 وحتى العام 2033 على أن تنفذ المركبة هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب الذي يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر.
الإعلان عن هذه المهمة التي تأتي ضمن "مشاريع الـ50" التي تؤسس لدورة تنموية جديدة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى إطلاق مرحلة جديدة من نموها الداخلي والخارجي، جاء خلال فعالية أُقيمت في قصر الوطن في أبوظبي، حضرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمسؤولين في الدولة.
تفاصيل مهمة الامارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات
المشروع الفضائي الإماراتي الجديد يعزّز المسيرة التنموية العلمية ويرسّخ مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف الكواكب والفضاء العميق ويستكشف أسرار تشكّل المجموعة الشمسية. ويهدف إطلاق المشروع الفضائي بأهدافه العلمية غير المسبوقة عالمياً إلى تعزيز مساهمة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية. كما تساهم مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، في تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات تكنولوجية لم تعرفها البشرية من قبل في مختلف قطاعات وتخصصات وعلوم الفضاء، لتحقيق هذه القفزة العلمية التاريخية للمعرفة الإنسانية.
تعزز مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة تطوير الكفاءات الهندسية، التكنولوجية والبحثية الإماراتية والعربية المتميزة على مدى السنوات التي تسبق وتلي اللحظة التاريخية لانطلاق المركبة الفضائية العام 2028. إضافة إلى أن هذه المهمة تستفيد من الخبرات التي اكتسبتها الكوادر الوطنية الإماراتية التي تعمل في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل والتي تؤهلها لقيادة مثل هذا المشروع الفضائي الطموح.
أمّا النتائج المرجوة للمهمة الفضائية الإماراتية الجديدة فهي المساهمة في تطوير القدرات العلمية والتقنية للدولة، وإعادة صياغة مفاهيم ونظريات علمية. كما ستعمل على تشجيع الكوادر الوطنية لإنشاء مشاريع متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والمجالات المرتبطة بالفضاء كالملاحة الفضائية، أنظمة التوجيه والتحكم، إلى جانب جذب المواهب، الكفاءات العلمية والتقنية إلى الدولة. يترافق مشروع الامارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات مع الإعلان عن برنامج تدريبي وطني متكامل لتنمية الصناعات المهنية لدى المواطنين وتأهيلهم لإنشاء شركاتهم الخاصة لخدمة قطاع الفضاء والقطاعات الصناعية الأخرى ذات العلاقة.
تصميم المركبة الفضائية لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات
هناك مجموعة عوامل سيتمّ أخذها في الاعتبار لدى تصميم المركبة الفضائية الإماراتية للمهمة الجديدة نظراً لطبيعتها وللظروف المحيطة بحزام الكويكبات. سوف يستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلته الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028. تشمل تزويد المركبة الفضائية بتغليف حراري وميكانيكي مختلف، نظراً لتعرضها للإشعاع الشمسي ودرجات حرارة عالية بصورة مباشرة، حيث ستكون أقرب نقطة للمركبة الفضائية من الشمس على مسافة 109 ملايين كيلومتر. كما ستشمل تزويد المركبة الفضائية بأنظمة ملاحة وتوجيه وتحكم خاصة بسبب عبورها من الأجرام السماوية. من المقرر تخصيص تقنيات خاصة لتشغيل المركبة الفضائية بطاقة شمسية قليلة جداً عند ابتعادها في رحلتها عن الشمس بمسافة 440 مليون كيلومتر.