التجاعيد والخطوط الرفيعة والجلد المترهّل ليست الأمور الوحيدة التي تحاولين تجنّبها مع التقدّم بالسن بل شيخوخة العقل أيضاً مثل الذاكرة والتخطيط. عند التقدم بالعمر، يفقد الدماغ الخلايا المسؤولة عن التناغم الحركي وسرعة ردة الفعل والانتباه وغيرها، مما يؤدي إلى فقدان القدرة العقلية. لكن لا تقلقي لأنه يمكنكِ الحدّ من هذه المشكلة لاحقاً إن اخترتِ أسلوب حياة سليم، وتذكّري دائماً: العقل السليم في الجسم السليم. أكّدت دراسة حديثة نُشرت على موقع Neurology أن ممارسة التمارين الرياضية تحمي العقل من التدهور وفقدان القدرة الفكرية.
أشارت هذه الدراسة أن كلما زاد النشاط البدني كلّما حافظتِ على قدرتكِ الإدراكية والوظائف المعرفية في مراحل متقدّمة بالعمر، رغم التغييرات التي يتعرّض لها الدماغ في هذه المرحلة.
أجريت هذه الدراسة، التي كانت جزء من مشروع Rush Memory and Aging Project، على 454 شخصاً تجاوزوا سنّ الـ90 وافقوا على الخضوع لاختبارات سريرية كل سنة وعلى التبرّع بأدمغتهم وبالحبل الشوكي وبعض الأعصاب والعضلات بعد وفاتهم.
سجّل الباحثون نشاطهم اليومي إذ خضع كل من المشتركين إلى 19 اختبار لقياس القدرة المعرفية. كذلك، سجّل الباحثون المهارات الحركية المسؤولة عن حركة الجسم والتناسق بينها لكل من المشتركين. أمّا بعد الوفاة، فخضعت الأدمغة لاختبارات عديدة لكشف التغيرات الشائعة التي تصيب العقل في مرحلة الشيخوخة بما فيها الألزهايمر.
تبيّن ان 85 بالمئة من الأشخاص ظهرت لديهم علامات تدهور العقل المرتبطة بالألزهايمر. قال آرون بوشمانAron Buchman، بروفيسور في علم الأعصاب في جامعة راش Rush University في شيكاغو والمشارك في هذا البحث، إن الذين أدّوا تمارين رياضية أو مارسوا أي نشاط بدني كانت قدرتهم المعرفية أفضل من غيرهم ونسبة إصابتهم بالخرف كانت أقل.
كذلك، أثبتت الدراسة التي استغرقت حوالي 20 عاماً، أن التمارين الرياضة تحمي وظائف العقل ليس من خلال الحدّ من حدوث التغيرات في خلايا الدماغ، عند بلوغ مرحلة الشيخوخة، بل من خلال طريقة أخرى لم يكتشفها العلماء حتى الآن.
لم تكن هذه الدراسة الوحيدة التي اكتشفت رابطاً بين ممارسة الرياضة وقدرتها على تحسين القدرة العقلية، إذ أثبتت دراسة أسترالية في جامعة كانبيرا University of Canberra أن التمارين البدنية تساعد في الحفاظ على القدرات المعرفية، مثل الانتباه والذاكرة، لكل الذين بلغوا مرحلة الشيخوخة. لكن تأثير الرياضة الإيجابي على العقل يتضاعف في حال اتبعتِ نظاماً غذائياً صحياً، وحافظتِ على نمط حياة صحي، خصوصاً بعد تجاوز سن الـ50، لأن العقل السليم في الجسم السليم.
لا تدعي الكسل والخمول يسيطران عليكِ ولا تجعلي من العمر وسيلة للتهرّب من النشاط البدني، فالتمارين الرياضية ليست حكراً على الشباب أبداً. إن ممارسة الرياضة مرة أو مرتين في الأسبوع كافية للحفاظ على النشاط والقدرة العقلية مع التقدم بالسن.