لأنّ بيروت لطالما كانت جميلتنا النابضة بالحيويّة، لأنها مدينة الجمال والأناقة والفنون والحبّ والاحتفالات، لأنّها لم تستسلم يوماً وقامت من تحت الركام مرّاتٍ ومرّات، لأنها علّمتنا أن نحلم ونطارد أحلامنا حتى تحقيقها ولأنّ المستقبل ينتمي لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم، سنكون هنا، في مكاتب "جمالكِ"، نصنع الجمال من فوق الركام. لا شيء يوقفنا ولا شيء يوقف بيروت.
4 أغسطس 2020، اليوم الأسود في تاريخ عاصمة لبنان. انفجار غير مسبوق في تاريخ البلاد، هزّ بيروت وهزّ معه مكاتب "جمالكِ" المتواجدة في قلب العاصمة. بيتنا الثاني حزين. هو يبكي على بيروت، مثله مثل كل الشعب اللبناني. الغرف التي خضنا فيها التحديات وتشاركنا من خلالها أجمل الذكريات، لا تشبه نفسها اليوم. الجدران، الصور، الزينة وكل زاوية من المكتب مختلفة. مكاتبنا التي اعتدنا على رؤيتها تنبض بالحياة، تحوّلت بلحظة واحدة إلى مساحة كئيبة، متكسّرة وحزينة.
رؤية مكاتبنا مدمّرة، تركت حسرة في قلوبنا، لكننا كبيروت، لن نستسلم. العاصمة حزينة صحيح، ومكاتبنا حزينة أيضاً، لكنّها صامدة بجهود أفراد، لم ولن يرضوا أن يخيّم الظلام عليها. من اليوم الأوّل، لملمنا جروحنا ونزلنا إلى بيتنا الثاني لنطمئن عليه ولنعيد الحياة إليه. لماذا؟ لأن بيروت علّمتنا أن ننهض من جديد بعد كل نكبة!
شاهدي في الفيديو أعلاه، ملخص عن الحياة التي لن تتوقف في مكاتب "جمالكِ" بالرغم من كل شيء.
