كيف تميّزين بين الشهية والجوع الناتج عن القلق النفسي؟

الشعور بالجوع هو غريزة فطرية تولد مع الإنسان، يقوم جهازنا العصبي بتنبيهنا إليه وكذلك الهرمونات التي تحفز هذا الإحساس من أجل الحصول على الطاقة الضرورية لمواصلة الحياة. من ناحية أخرى، الإحساس بالجوع الناتج عن القلق لا يسعى إلى تغذية الجسم وحسب بل ايضاً هو وسيلة مؤقتة قد تساعد في التخلص من احساس الألم النفسي فقط. من هنا لا بد ان تعلمي كيفية التفرقة بين احساس الجوع الفعلي والجوع الناتج عن التوتر، ليس لتجنبكِ فقط زيادة الوزن لكن أيضاً لتجنب الإصابة بإضطرابات الأكل.

كشفت دراسة اجريت في جامعة Uberlândia الفيدرالية في البرازيل في عام 2017 عن هذه الاختلافات الهامة بين النوعين من الجوع إذ اظهرت ان هناك مجموعة من الأشخاص يأكلون لإرضاء قلقهم في لحظة معينة وفي يوم محدد مثل استهلاكهم المفرط لجزء من الحلويات أو من الطعام العادي. ذلك لأن الدماغ في تلك اللحظة الحرجة تحتاج إلى جرعات تعويضية من هرمون الاندروفين والسيروتونين المسؤولين عن الشعور بالسعادة. غالباً يعاني هؤلاء الاشخاص من آثار القلق المزمن المكتوم والذي يترجم في الأكل القهري وغير الصحي.

تشعرين بالشهية للطعام عندما يحتاج الجسم إلى طاقة أكثر. هي ظاهرة طبيعية تحدث على مدار اليوم عندما يحرق جسمكِ احتياطاته من السعرات الحرارية اللازمة لاداء انشطته المعتادة فتحدث الشهية بالتدريج، وتشعرين بإحساس طفيف من التعب والخمول يزداد بعد ذلك، إلى ان يؤثر على نشاطكِ الذهني والبدني. لتجنب هذا النوع من الجوع، يوصيكِ دائماً خبراء التغذية بتناول وجبات خفيفة مقسمة إلى 5 أو 6 وجبات صغيرة وقليلة السعرات الحرارية لا تتعدى الـ200 سعرةبهذه الطريقة تتحكمين في شهيتكِ وتستعيدين طاقة جسمكِ تدريجياً من دون اكتساب الوزن.

قد تشعرين بجوع الاضطراب أو القلق النفسي في حالة شعوركِ بالضغوطات وتحاولين الفرار منها بالأكل، على الرغم من عدم احساسكِ الفعلي بالجوع، وقد تشعرين بالجوع الناجم عن القلق بشكل متكرر في المساء والميل إلى تناول الكربوهيدرات والأطعمة المصنعة الغنية بالدهون والسكريات مثل رقائق البطاطس والشوكولا.

أخيراً، إذا لاحظتِ انكِ تأكلين دائماً بشهية كبيرة وأنتِ متوترة، فاستشيري اختصاصية نفسية يمكنها أن تساعدكِ في التخلص من القلق المرتبط بإضطرابات في الأكل.