المكان: بيروت، بوتيك يعكس بديكوره الدافئ حسيّةً عالية وارتباطاً وثيقاً بعناصر الأرض. المهمّة: صنع عطرٍ خاصّ بي أمزج فيه تخيّلاتي ورغباتي! المفهوم: Bar à Parfum ضمن شركة IDEO Parfumeurs الذي يقدّم تجربةً عطريّة هي الأولى من نوعها في العالم العربيّ. أخيراً سأحقّق رغبةً لطالما لازمتني. سيكون لي عطري الذي يحمل بصمتي وأحرف إسمي، عطرٌ لي وحدي، لا أصادف امرأةً أخرى تضعه ولا أصادف رجلاً عهِده على بشرة حبيبةٍ سابقة...
تستقبلني سيّدةٌ تتمتّع بجمالٍ طبيعيّ وطاقة نابعة من شغفها بعملها. هي Ludmila Bitar صاحبة مفهوم IDEO Parfumeurs وصاحبة الأنف الذي سيرافقني ويوجّهني في تجربتي الأولى. تقف وراء البار الذي سيولد عطري عليه وتفسّر لي وللمديرة الفنيّة في فريق "جمالكِ": "لم أرد فقط تغيير مفهوم العطر المشترك بين ملايين النساء، بل أردت أيضاً أن أمنح عميلاتي تجربةً عطريّة مكتملة، يكتشفن من خلالها الروائح التي تشبه شخصيّاتهنّ والخلطات التي تجسّد أفكارهنّ...". كلّ المكوّنات العطريّة الموجودة هنا تأتي من مدينة Grasse الفرنسيّة وتتوزّع على قوارير زيوت عطريّة وأخرى تُسمّى "خلطات منسجمة" صنعتها Ludmila لترافق المكوّنات الأساسيّة للعطر. في الصور مراحل تجربتي التي أنتجت عطراً تمّ تثبيت تركيبته في سجّلات Bar à Parfum تحت إسمي، لكي أتمّكن من إعادة خلقه كلّما فرِغت قارورتي....
حرصت Ludmila على أن يكون الاختبار سهلاً لا يحمل مصطلحاتٍ تقنيّة صعبة، يمكّنها من فهم شخصيّة المرأة التي تجلس في الجهة المقابلة من البار. أجبتُ الأسئلة بعجل متشوّقةً إلى بلوغ الإجابة التي كنتُ متأكّدة أنّها ستتضمّن المكوّنين الشرقيّين المفضّلين لديّ: المسك والعنبر! لكنّ المفاجأة التي تلقيتها جعلتني أعيد حساباتي...
النتيجة النهائيّة وضعتني في خانةٍ تتراوح بين البهارات والروائح الشرقيّة من جهة والأزهار من جهةٍ أخرى. إنتابتني الحيرة، فأنا لست شخصيّة رومنسيّة محبّة للنفحات اللطيفة الخفيفة، لكنّ مضيفتي فسّرت لي ما لم أكن أعرفه: "ليست الأزهار كلّها ناعمة ورومنسيّة، فالأزهار البيضاء قويّة، آسرة وواضحة جدّاً".
ما قالته لي يفسّر حبّي للياسمين! وضعت أمامي 4 زيوت عطريّة أساسيّة اختارتها وفقاً لشخصيّتي وطلبت منّي اشتمامها مرّاتٍ عدّة للتأكّد من اختياري.
لم أفكّر كثيراً قبل التأكّد من أنّ الغاردينيا والياسمين هما مكوّنيّ الجديدين المفضّلين...
تشبه Ludmila في هذه المرحلة موسيقيّاً يقوم بدوزنة عوده! هي تعرف أن السرّ يمكن في تزاوج الكميّات المناسبة، فنقطةٌ واحدة زائدة قد تغيّر كلّ النتيجة المرجوّة.
تصبّ الغاردينيا فوق خلطة Golden التي صنعتها من المسك، العنبر، الباتشولي، الفانيليا وفول التونكا.
تتأكّد من أنّني أحبّ الخلطة الأولى قبل أن تضيف كلّ كميّة الياسمين. النتيجة النهائيّة تسحرني وتشبه كثيراً ما تخيّلته، لكنّ ثمّة نفحةٍ سكريّة لا أعرف من أين تأتي. تفسّر Ludmila أنّها آتية من الغاردينيا، وتستخدم خبرتها لتلغيها بسحر ساحر! كيف؟ لقد أضافت 5 ملل من خليطٍ فارسيّ أصيل.
يخبر التاريخ أنّ العطر في القرون الوسطى كان يُصنع للملكات والملوك فقط وكان العطّارين موظّفين في القصور. في تلك الحقبة، كانت قوارير العطر تشبه إلى حدٍّ بعيد تلك التي تمّ اختيارها من قبل IDEO Parfumeurs. ولم تنسَ صاحبة المفهوم حبّ النساء العربيّات للتميّز، فقدّمت خيار كتابة الأحرف الأولى من الاسم على القارورة بالذهب والماس. في جميع الأحوال، هي تنوي التوسّع إلى كافّة دول الخليج خلال العام الحاليّ...