رحلتي إلى Lago di Como في إيطاليا... لا تذهبي وحدكِ!

الشمس تشرق على البحيرة وتتسلّل من ستائر غرفتي الريفيّة. اليوم سأستقلّ القارب مع أصدقاء لنبحر في هذه المياه التي شهدت على آلاف قصص الحبّ. مناطق متعدّدة الأسماء تصطفّ على جوانب البحيرة الشاسعة، حفظت منها Bellagio، Menaggio وVarenna. في الطريق، سألت طبعاً عن منزل George Clooney ولم أتردّد في التذكير أمام الجميع أنّ حظّي أوفر في كسب قلبه، فخطيبته الحالية لبنانيّة!

الجبال الخضراء ترصّع بحيرة كومو من جهاتٍ عدّة، تمنحها ذلك السحر المختلف عن منطقةٍ مائيّة فقط. عربة خاصّة بتسلّق التلال أقلّتنا إلى رأس جبل، لنرى مشهداً فكّرتُ في لحظتها أنّني لن أرى بجماله بعد اليوم. تقع كومو في شمال إيطاليا وتشكّل جزءاً من مقاطعة البحيرات الإيطاليّة، وهي لطالما شكّلت قمّة الجاذبيّة بالنسبة للسيّاح الذين يختبرون فيها مزيجاً من الهواء النظيف، المياه، الجبال الخضراء والطقس الجميل. سأختتم يومي في محل البوظة أو في عبارةٍ أشهى الـ Gelato، قبل أن أغيّر إطلالتي وأخرج للعشاء في واحد من أجمل مطاعم كومو: il Gatto Nero.

طاولتنا مطلّة على البحيرة في هذا المطعم المعروف محليّاً، ذي الأرضيّة الداكنة، الأثاث الخشبيّ والضوء الخافت الذي يتزاوج مع المياه ليولّد في بالي فكرةً واحدة: المرّة القادمة لن آتي لوحدي، بل سأتنشّق كلّ نسمةٍ رومنسيّة هنا! الريزوتو التقليديّ مع السمك الطازج من البحيرة طبقٌ رائع...

الشمس أشرقت من جديد لتصطحبنا إلى ممشى Greenway الواقع على الجهة الشرقيّة للبحيرة. ممرّات ضيّقة للمشاة تسمح للمارّين برؤية الفيلات الجميلة التي ترصّع ضفاف البحيرة. نزولاً نحو منطقة Tremezzo حيث نقيم، سنزور Villa Carlotta المحاطة بحديقةٍ كبيرة تشتهر بمجموعةٍ واسعة من النباتات، وتشكّل متحفاً يعرض تحفاً إيطاليّة وأعمالاً فنيّة.

الكلّ يريد أن نستقلّ طائرة صغيرة للقيام برحلةٍ فوق البحيرة. لِمَ لا؟ سأتناسى تعبي لأتأكّد من أنّني رأيت هذا المكان الخلّاب من كلّ الجهات والزوايا. العشاء في فندق Villa Du2019este في مطعم Veranda المطلّ طبعاً على البحيرة في مشهديّةٍ ذكّرتني برومنسيّة الستينيّات. بالقرب منّا ثنائيّ يحتفل بعيد زواجه الخمسين، لم يتردّد في التعرّف علينا وتعريفنا على أولاده وأحفاده بالصور. الطعام أكثر بكثير من لذيذ، أمّا الحلويات، فتعوّضكِ عن كلّ حنانٍ كان ينقصكِ منذ ولدتِ حتى اليوم! ملعقة مغمورة بالتيراميسو، قبلة من السوربيه، حفنة من غزل البنات الأبيض، يجب أن يوقفني أحد...

برأيي، أجمل ميزة لبحيرة كومو هي قربها من ميلانو، ما يسمح لكِ بالحصول على رحلة استجمام وتسوّق في الوقت عينه. لقد رأت عيناي في اليومين الماضيين ما يكفي من الجمال لمئة عامٍ إلى الأمام، لذا حان وقت المغادرة إلى عاصمة الموضة. قبل ذلك، سأتمشّى في Tremezzo بين الباعة المحليّين وأشتري حصاد الرحلة: باستا، طماطم مجفّفة، بهارات إيطاليّة، زيت زيتون، خلّ البلسميك...

غمرتها كلّها وصعدت بها إلى غرفتي لتوضيبها قبل توديع كومو بغداءٍ في Osteria del Gallo. شراشف قطنيّة خضراء مرميّة على الطاولات الخشبيّة، تذكّر بأجواء إيطاليا في فيلم Eat Pray Love. أحدهم نصحني بتجربة الرافيولي ثمّ سمك البحيرة المقليّ. سمعتُ النصيحة ولم أندم... السائق الودود ينتظرني مجدّداً لأخذي إلى ميلانو. إلى اللّقاء كومو، حتماً سأعود إليكِ، ولكن ليس لوحدي!