كم مرّة واجهنا موقفاً تمّ التقليل فيه من أهميّة قوّة طاقتنا الأنثويّة أو تجاهلها، وتمّ تصنيفنا في خانة
"الحسّاسات، اللواتي تحرّكهن عواطفهن". هذه النظرة، بالإضافة إلى صخب الحياة اليوميّة ومتطلّباتها، وتحدّيات العمل، دفع الكثيرات منّا إلى الإستثمار بشكل أكبر في طاقتنا الذكورية، التي ترتكز على "المنطق، قوّة التركيز، القيادة، والحماية". في الواقع، ليس هناك طاقة أقوى من الأخرى، ولكن، في عالم متحيّز بشدّة نحو الصفات الذكوريّة، أصبح علينا أن نكافح للعثور مجدّداً على طاقتنا الأنثويّة، تسخير إمكاناتها والاعتراف بقوّتها حقاً.
ما هي طاقة الأنوثة؟
الطاقة الأنثويّة هي قوّة شاملة، إنها الطاقة التي تخلق، تغذّي وتتحمّل. يتمّ التعبير عن الجانب الأنثويّ عندما نتحرّك مع تدفّق الحياة، نحتضن طاقتنا الإبداعيّة، نرقص ونلعب وننسجم مع أحاسيسنا الداخليّة. طاقة غير مقيّدة بالأعراف الاجتماعيّة، ولا تتّبع أيّ قواعد، سوى التوجيهات القادمة من قلبها.
لماذا لا نحتضن طاقة الأنوثة؟
-تشعر العديد من النساء بالضغوط للتحدّث والتصرّف بطريقة ذكوريّة بهدف النجاح في حياتهن المهنيّة.
-الإحتراق أمام صخب الحياة اليوميّة ومواجهة التحدّيات في العمل.
-الشعور الدائم بوجوب إثبات قيمتكِ في المجتمع.
-الاستخفاف بأنوثة المرأة من قبل المجتمع واعتبارها ضعيفة.
كيف تحقّقين التوازن بين الطاقة الأنثوية والطاقة الذكورية؟
نولد جميعاً بطاقة أنثويّة وأخرى ذكوريّة، ووجود طاقتين متناغمتين يعني توازن بين الإثنين. لكن، هذا لا يعني المساواة، كما يعتقد البعض، بحيث أنّ هناك دائماً طاقة سائدة، أيّ مسيطرة على الأخرى. يمكنكِ تجسيد طاقتكِ الأساسيّة بشكل كامل وبانسجام مع الطاقة الثانية. إن الجمع بين هاتين الطاقتين هو عملية طويلة، تتطلّب فهماً عميقاً لطبيعتكِ، والتزاماً بتنمية وعيكِ بطرق معيّنة:
- لا تخافي من إبراز طاقتكِ الأنثويّة.
- أعيدي صياغة تعريف الأنوثة.
كيف يمكنكِ معرفة ما إذا كانت طاقتكِ الذكورية أو الأنثوية غير متوازنة؟
- تواجهين صعوبة في اتّخاذ القرارات.
- تشعرين بالانفصال عن نفسكِ وعن المجتمع.
احتضان جانبكِ الأنثويّ: سرّ نجاحكِ
- التخلّص من الخوف واحتضان نقاط الضعف.
- الشعور بالمزيد من التوازن، الثبات والتركيز.
- التواصل مع حدسكِ وإبداعكِ، مما قد يؤدّي إلى أفكار وفرص جديدة.
- التقبّل والانفتاح أكثر على العالم من حولكِ.
- التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق وإنشاء علاقات جديدة.
- الاستفادة من حكمتكِ واتخاذ القرارات التي تتماشى مع هويّتكِ الحقيقية.
- الإبطاء وإيجاد لحظات من السلام والهدوء في حياتكِ اليوميّة.
- العثور على إحساس بالهدف والمعنى في حياتكِ، مما قد يؤدّي إلى قدر أكبر من السعادة والوفاء.
- القيام بما ترينه مناسباً لكِ، من دون خوف أو قلق.
طرق بسيطة لإعادة الاتصال بطاقتكِ الأنثوية
- انشئي مكاناً خاصّاً في المنزل حيث يمكنكِ التأمل.
- دوّني كلّ يوم، حتى لو كان سطراً واحداً، للاستماع إلى أنوثتكِ والتعرّف عليها.
- تواصلي مع صديقاتكِ وتشاركن عملية الاكتشاف هذه.
- استمعي إلى حدسكِ، وهنا تشعرين بالسلطة.
ما الفرق بين النسويّة والأنوثة؟
النسويّة Feminism: النسويّة هي مجموعة من الحركات والأيديولوجيّات الاجتماعيّة والسياسيّة التي تهدف إلى تأسيس المساواة السياسيّة، الاقتصاديّة، الشخصيّة والاجتماعيّة بين الجنسين. تتبنى الحركة النسويّة موقفاً مفاده أن المجتمعات تعطي الأولويّة لوجهة نظر الذكور، بينما النساء يتمّ معاملتهن بطريقة غير عادلة في هذه المجتمعات.
الأنوثة Feminine: لا علاقة للأنوثة بالهويّة الجنسيّة، بل تتعلّق بعالمكِ الداخليّ وكيفيّة تعاملكِ مع العالم من حولكِ مع إبراز جانبكِ المبدع، الانفتاح على التجارب الجديدة، التعاطف مع الآخرين، الإستقلالية وقوّة الشخصيّة.
معتقدات خاطئة عن الأنوثة
طاقة الأنوثة ضعيفة
الطاقة الأنثويّة قويّة، فيمكنها أن ترى الإمكانات التي لا تستطيع الطاقة الذكوريّة رؤيتها، وبذلك يمكنها خلق فرص تتخطى السائد.
طاقة الأنوثة غير قياديّة
تأتي الطاقة الأنثويّة مع حدس قويّ، قدرة على التعاون والإبداع المشترك والثقة في القرارات. ليس الحدس في الحياة اليوميّة فحسب، بل في مجال العمل أيضاً.
لا تستطيع طاقة الأنوثة كسر التقاليد
تحتاج الطاقة الأنثويّة إلى التعبير والإبداع وتعرف جيداً عندما يحين وقت التخلي عن القديم لإفساح المجال أمام شيء جديد.
طاقة الأنوثة حسّاسة جداً
الطاقة الأنثويّة لا تقمع عواطفها، بل تدرك أنّ العواطف والمشاعر هي وسيلة للتعبير عن الذات.
طاقة الأنوثة غير منطقيّة
الطاقة الأنثويّة تعمل بشكل دائريّ، أيّ أنّ كلّ شيء مترابط ويتحرّك في دورات خاصّة. الأمر لا يتعلّق بكيفيّة الوصول من النقطة أ إلى النقطة ب، بل بكيفيّة الوصول إلى الوجهة التي تريدها، حتى لو لم تكن على الخريطة. تستطيع الطاقة الأنثويّة أن تخلق أي وسيلة للوصول إلى هدفها بشكل أكثر سلاسة وسرعة.