أغمض عينيّ، أخرج من دوّامة الحياة اليوميّة وأرحل بنفسي إلى مكانٍ يعجز قلمي عن وصفه. مكانٌ لي وحدي، خاصّ بي، يشعرني بالعزلة الإيجابيّة التي أغوص فيها داخل أعماقي وأكتشف ذاتي. هو ليس حلماً، أو مشهداً من رواية رومانسيّة، بل تجربةٌ حقيقيّة دامت بضعة أيّام، لكن نتائجها بقيت إلى الأبد. بابتسامة، بدأت مغامرتي في جزيرة Coco Privé الخاصّة في جزر الملديف، وبذكرياتٍ جميلة أنهيتها. كالملكة عشت 3 أيّام، آمنت خلالها بأنّ السفر هو الأمر الوحيد الذي تشتريه فيغنيكِ، وأنا عدتُ من الجزيرة الحلم فائقة الثراء!
"السفر، يتركك عاجزاً عن الكلام، ثمّ يحوّلك إلى راوٍ"، ابن بطوطة على حقّ، فبعد أن استفقت من حلمي الجميل، فاضت كلماتي عند سرد زيارتي إلى جزيرة Coco Privé، عشق الشخصيّات الملكيّة العربيّة والأوروبيّة ونجوم هوليوود. في قلب المحيط الهنديّ، تقع هذه الجنّة الصغيرة. وصلت إليها من المطار في غضون 40 دقيقة فقط بواسطة قارب سريع.
استقبال الملوك، عرفت معناه الحقيقيّ عندما وطأت قدماي أرض الجزيرة حيث كان ينتظرني الطاقم المحترف والودود الذي يعمل هناك. الجزيرة عبارة عن منتجع مكوّن من 5 فلل فخمة تحتضنها أشجار النخيل من كلّ حدب وصوب، ومن دارٍ رئيسيّة. إقامتي كانت في فيلا Gecko التي تضمّ شاطئاً خاصّاً، حوض سباحة وشيف متخصّصاً جاهزاً لتلبية طلباتي على مدار 24 ساعة، من المطبخ التقيليديّ إلى العصريّ، مروراً بالطعام الصحيّ وغيرها!
قرّرت اكتشاف الجزيرة بنفسي أكثر، فتجوّلت في أرجائها وتعرّفت على الطيور بكافّة الأنواع والأحجام، لكن أكثر ما لفت نظري هو السلطعون بأعداده الكبيرة التي تفترش الشاطئ الرمليّ الدافئ. عدّة الغطس موجودة وجاهزة للاستخدام في أيّ وقت، إضافةً إلى الرياضات المائيّة الأخرى، مثل التجديف، الإبحار ورياضة Windsurfing.
كما تقول Helen Keller: "الحياة إمّا مغامرة جريئة أو لا شيء على الإطلاق!"، من هذا المنطلق، قرّرت أن أتحدّى مخاوفي وأختبر تجربة الغطس في المحيط مع الأسماك على أنواعها، حتى القرش...لكن الودودة منها! تعرّفت على أسماك الراي اللّاسعة وسلاحف المياه... لم أندم أبداً على ما فعلت، إذْ أعتبر اليوم أنّها واحدة من أجمل التجارب التي خضتها في حياتي. اختتمت نهاري بجلسة باربيكيو، تخلّلها تناول ثمار البحر المشويّة، تحت ضوء النجوم الخافت على رمال الشاطئ بجانب المياه الهادئة ومخلوقات السلطعون التي أصبحت صديقتي!
على إيقاع أمواج المحيط الهنديّ، تذوّقت أشهى الأطباق الغنيّة بالمكوّنات الاستوائيّة، جوز الهند والكاري. بالفعل، الطاقم المخصّص لتلبية احتياجاتي في أيّ وقت، مدرّب على يد أهمّ الاختصاصيّين، قدّم لي أرقى ضيافة، واهتمّ بأدقّ التفاصيل. الدليل على ذلك؟ طلبت ماء جوز الهند لأنّني أحبّه بالفعل، فلم ينسَ الطاقم ذلك، وقدّموه لي في الأيّام التالية دون أن أكرّر الطلب.
اليوم الأخير: فطور على متن القارب وسط المحيط، إلى جانب الدلافين الجميلة. وهل يوجد أجمل من هذه الطريقة لبدء نهاري؟ الأجمل أن أختتمه بجلسة استرخاء وتدليك بالزيوت Relaxing Massage من القدمين إلى الرأس، على سريرٍ في الهواء الطلق. لا حاجة للموسيقى الخافتة، فموسيقى الطبيعة، حفيف أشجار النخيل، تضارب الأمواج بعضها ببعض وأصوات زقزقة العصافير كافية لتنسيني الدنيا وما فيها!
للمزيد من المعلومات أو الحجز، زوري موقع الجزيرة www.cocoprive.com