أن أسافر إلى إمارة موناكو، يعني أن أعيش أسطورة تجعلني أنسى الزمن الحالي! مكان لا يشبه بقعاً أخرى على وجه الأرض. رحلتي جعلتني أشعر أنني أعيش فيلم، حلماً، رواية، بالتأكيد لحظات لم أختبرها سابقاً. من تمتّع النظر بالحضارة، الفنّ والرقيّ، إلى تذوّق أشهى الأطباق، شغّلت كل حواسي وأحاسيسي، وذلك في مكان واحد في قلب موناكو عنوانه: Hôtel de Paris Monte-Carlo.
يعود تاريخ مبنى Hôtel de Paris Monte-Carlo إلى عام 1864، ويعتبر من أجمل الفنادق السياحية في القارة الأوروبية. تاريخ زاد فضولي لاكتشافه! استقبلتني واجهة الفندق الفخمة التي تجعله بالفعل قصراً أسطوريّاً. لن أخفي أنني كنت متوتّرة عند وصولي، لأنّ أمتعتي لم تصل إلى المطار، لكن حين احتضنني فريق عمل الفندق بالابتسامات والترحيب، شعرت أنّني بمنزلي وطمأنوني بالتالي أنّهم سيهتمّون بوصول كل أغراضي إلى غرفتي. شرحت لي موظّفة الاستقبال عن تاريخ الفندق وأرشدتني إلى غرفتي. غرفتي... تمنّيت لو أستطيع أن أنقلها معي إلى بيروت! فيها سحر تاريخي مطعّم بأثاث وتفاصيل معاصرة. أحسست بالدفء فور دخولي إليها، لكن الغريب أن فيها أيضاً هيبة تتلاءم مع أروقة الفندق الفاخر. ألوانها ناعمة، خطوطها أنيقة وحمّامها بالفعل يشبه تحفة منحوتة بالخشب والرخام. أخبرتني الموظّفة أن كل الغرف تمّ تجديدها مؤخّراً وأنني محظوظة لأني سأكون من الأوائل الذين سيختبرون التصميم الجديد.
الفندق هو مساحة تحتوي بحدّ ذاتها على أفخم المطاعم. في اليوم الأوّل، تناولت العشاء في مطعم Le Grill الذي يقع في الطابق الثامن ويطلّ على منظر بانوراميّ رائع للبحر الأبيض المتوسّط. مشهدٌ رومانسي حين يفتح السقف بالكامل وتظهر النجوم فتتأمّلينها بلا انقطاع! حصل مطعم Le Grill على نجمة ميشلان، وهو متخصّص بالأطباق البحرية والمشويّة بتوقيع الشيف Franck Cerutti. في اليوم الثاني، توجّهت الى مطعم L’Hirondelle الصحيّ 100%! هو مطبخ متخصّص بأطباق البحر الأبيض المتوسّط الغنية بالبروتين والخضار. لم أتذوّق يوماً طعماً لذيذاً لهذه الدرجة وصحيّ لجسمي في الوقت عينه.
توجّهت إلى منتجع Thermes Marins Monte-Carlo داخل الفندق لأختبر رفاهية مضاعفة! يمتدّ ضمن مساحة 6600 متر مربّع، تتضمّن كل ما تتمنّينه لصحّتكِ البدنية والوقائية وللياقتكِ البدنية. فيه نادٍ رياضي، سبا، وحوضا سباحة، كما أنه مجهّز بأحدث المعدّات التكنولوجية ويعمل فيه فريق من الخبراء من بينهم معالجون، إختصاصيّو تغذية ومدرّبون للصحّة والرياضة، قاموا بتحديد العلاجات والبروتوكولات المخصصة لجسمي.