بعد ساعات من السفر، هبطت الطائرة في مطار نيس. ركبت السيّارة واستمررت في القيادة لمدّة 30 دقيقة وأنا أتمتّع بمناظر Côte d’Azur الخلّابة، حيث كان البحر يتوهّج تحت أشعّة شمس أكتوبر الساطعة. ها قد وصلت إلى Hotel Hermitage، رافقيني واكتشفي معي تفاصيل إقامتي الساحرة في هذا الفندق!
تجربة إقامة استثنائية في فندق Hotel Hermitage
يعدّ Hotel Hermitage جزءاً من مجموعة Société des Bains de Mer الترفيهيّة الشهيرة في مونت كارلو، يجمع بين التصميم التاريخيّ الفاخر ووسائل الراحة المتطوّرة، بما في ذلك منتجع Les Thermes Marins الصحيّ. تمّ بناء الفندق في أوائل القرن العشرين، وهو كناية عن قصر قديم يتألّق بتصميم معماريّ عريق، يضمّ الأفاريز، الدعامات، والزخرفة المصنوعة من الحديد المشغول والتي تحاكي أسلوب Belle Epoque. أمّا الداخل، فأشدّ دهشة في فخامته، مع وجود عدد من التحف، اللّوحات وعناصر الفنّ الأصيل. قبل الوصول إلى غرفتي، إستوقفتني المناطق المشتركة بفخامتها ودقّتها، بدءاً من المطعم الأنيق الحائز على نجمة ميشلان، الحديقة الشتويّة المغطّاة بقبّة من تصميم Gustave Eiffel، أحد ألمع الأسماء في فنّ العمارة، وصولاً إلى البارات والصالونات التي تعكس فخامة العصر الجميل.
ملكة في جناحي الخاص في فندق Hotel Hermitage
ما أجمل هذه المساحة! فعلاً التفاصيل مبهرة هنا، حيث تجمتع فخامة العصر الجميل ووسائل الراحة المعاصرة. تضمّ الغرفة مفروشات تعود إلى حقبة تاريخيّة بعيدة، أوراق حائط مزخرفة، ستائر حريريّة وأقمشة كتّان فاخرة، بالإضافة إلى حمّام كبير وخزانة ملابس. كنت ملكة هذا المكان الفسيح والمضاء بشكل رائع، نظراً لوجود نافذة كبيرة وشرفة صغيرة، إستمتعت من خلالها بإطلالة خلّابة على ميناء موناكو وتلالها.
حان وقت استكشاف فندق Hotel Hermitage
إسترحت قليلاً، وتناولت وجبة غداءٍ لذيذة في مطعم Le Limun داخل الفندق، وحان وقت الاستكشاف! يقع الفندق في منطقة Carré d'Or، حيث يحيط به المرفأ المليء باليخوت على جانب واحد، وساحة Beaumarchais على الجانب الآخر. يعدّ موقع الفندق مثاليّاً للحصول على قسط من المتعة والدلال، إذْ يرتبط عبر ممرّ تحت الأرض بمنتجع Thermes Marins Monte-Carlo، أحد أفضل المنتجعات الصحيّة في أوروبا، ويوفّر وصولاً سهلاً سيراً على الأقدام إلى كافّة المتاجر الراقية، كما يبعد 4 دقائق سيراً على الأقدام من فندق Hotel De Paris، حيث ذهبت لاكتشاف جناحي أميرة موناكو Grace Kelly والأمير Rainier الثالث.
فندق Hôtel de Paris Monte-Carlo
أضاف فندق Hôtel de Paris Monte-Carlo الشهير عالميّاً، صفحة جديدة إلى تاريخه العريق. ففي وسط موناكو، شهدت المنطقة المحيطة بـ Place du Casino تحوّلاً كبيراً، ما أدّى إلى إضفاء لمسة نابضة بالحياة إليها، بوجود فندق Hôtel de Paris Monte-Carlo. تعرّفي معي على أهمّ جناحين فيه.
جناح أميرة موناكو Grace Kelly
يعدّ جناح الأميرة Grace المكان الأكثر تميّزاً وفخامةً على الريفييرا، مستوحىً من الأناقة الخالدة لأميرة موناكو وذوقها الرفيع. يوفّر هذا الجناح الاستثنائيّ الذي يتميّز بتصميم معاصر ومساحات خارجيّة رائعة، تجربة فريدة ومريحة لإقامة لا مثيل لها، إذْ تبلغ مساحته 910 أمتار مربّعة، يتكوّن من طابقين، وهما الطابقان السابع والثامن من فندق Hôtel de Paris Monte-Carlo، مع إطلالة 180 درجة على البحر الأبيض المتوسط ومساحة خارجيّة تغطّي 440 متراً مربّعاً.
جناح الأمير Rainier الثالث
يحتوي جناح الأمير Rainier الثالث الذي تبلغ مساحته 525 متراً مربّعاً على غرفتي نوم وغرفة جلوس رئيسيّة كبيرة، بالإضافة إلى بار، غرفة جلوس صغيرة، مكتبة، غرفة طعام ومكتب. تضيف الصور، اللّوحات وبعض المقتنيات الشخصيّة التي تعود للأمير Rainier لمسة شخصيّة وحميميّة على الجناح الذي يتّصل أيضاً بشرفة رائعة تبلغ مساحتها 135 متراً مربّعاً، تمتدّ على مستويين، المستوى الأوّل والأعلى، موطن لحوض سباحة دافئ لا متناهٍ. أمّا المستوى المنخفض، فيضمّ شرفة، توفّر إطلالات لا مثيل لها على Place du Casino، حيث يمكنكِ الاستمتاع بمشهد موناكو النابض بالحياة، دون أن يراكِ أحد! موقع مثاليّ، يمكنكِ من خلاله مشاهدة سباق الـFormula 1 في موناكو في شهر مايو.
مطعم Le Grill Restaurant
في اللّيلة الأولى، جرّبت مطعم Le Grill الحائز على نجمة ميشلان، وأنا أؤكّد لكِ أنّه يستحقّ التجربة! بدءاً من موقعه على سطح فندق Hôtel de Paris الشهير، إلى هندسته المتميّزة بالسقف المنزلق، لم يفقد طوال السنين، لا سحره الأسطوريّ ولا نكهاته الخاصّة! يحرص على تقديم أطباق عالية الجودة، مكوّنة من منتجات محلّية طازجة، ما يجعل أطباق الشواء الخاصّة به فريدة من نوعها. من بين هذه الأطباق، لا بدّ أن تجرّبي طبق الدجاج المنقوع على طريقة البروفنسيال، ولا تنسي الانغماس في السوفليه التقليديّ الخاصّ بالمطعم، مثل سوفليه التوت الساخن والفستق، أو سوفليه الشوكولا الذي قمت بتجربته ووقعت في حبّه.
مطعم Blue Bay Restaurant
في اللّيلة الثانية، وقع اختياري على مطعم Blue Bay، وهو مطعم حائز على نجمتي ميشلان، بقيادة الشيف Marcel Ravin الذي يعدّ الأطباق بحسّه الإبداعيّ، ليأخذكِ في رحلة ساحرة إلى جزر الهند الغربيّة. إستمتعت بوجبة رائعة مؤلّفة من 8 أطباق مختلفة، وسط أجواء ملؤها الفخامة في فندق ومنتجع Monte Carlo Bay Hotel and Resort، على حافّة شبه جزيرة لارفوتو، حيث يضمّ شرفة رائعة تطلّ على البحر. أؤكّد لكِ أنّها كانت تجربة تناول طعام لم يسبق لها مثيل، فطريقة دمج المكوّنات الفاخرة المستخرجة من المنطقة، الخضراوات والأعشاب العطريّة المأخوذة من حديقة المطعم الخاصّة، تجعل من كلّ طبق قطعة فنيّة ذات نكهات مميّزة.
مقابلة حصريّة مع Dominique Lory، الطاهي الخاصّ بمطعم Le Grill
كيف تبدأ يومكَ في المطعم؟ هل من روتين يوميّ تعتمده؟
ليس لديّ روتين معيّن، فأنا شخص لا يحبّ الروتين، بل أستيقظ كلّ يوم وأبحث عن تجارب جديدة، لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكنني إغفاله، هو إلقاء التحيّة الصباحيّة على الجميع والتمنّي لهم يوماً سعيداً ومثمراً.
كيف تصف فلسفة الطهي الخاصّة بمطعم Le Grill؟
كما يشير إليه اسمه، كلّ شيء يدور حول الشواء في مطعم Le Grill. لدينا أطباق شواء معدّة بمكوّنات طازجة، كما لدينا تشكيلة من السلطات، بالإضافة إلى بعض أطباق الباستا، كوننا على حدود إيطاليا. لكن أكثر ما يهمّني، البساطة! فما يهمّ هو المذاق، وليس الوفرة بالمكوّنات. لذا، أحاول دائماً إعداد الأطباق بتفانٍ، خلق توازن بين المكوّنات، واختيارها بحسب موسمها. أحرص على تقديم تجربة تناول طعام مميّزة وخفيفة في الوقت عينه، فلا أرغب بأن يشعر الزبائن بأنّهم متخمون لدرجة الانزعاج، بل أريد أن يبقى مذاق الطبق محفوراً في ذاكرتهم وأن يخرجوا من هنا، وهم يشعرون بالراحة والسعادة.
ما الذي يميّز مطبخ الريفييرا؟
ما يميّز مطبخ الريفييرا، تنوّعه. هنا، يمكنكِ تذوّق السلطات المعدّة بمكوّنات طازجة، كما الذهاب إلى إيطاليا والتلذّذ بأشهى أطباق الباستا، أو تناول فطائر Barbajuan الشهيرة في موناكو. هذا وتوفّر لنا تشكيلة واسعة من الخضراوات، وهي بطبيعتها لذيذة، ما يسهّل علينا خلق أطباق مميّزة.
ما هو المكوّن الذي لا تستغني عنه في مطبخكَ؟
زيت الزيتون، فهو مكوّن أساسيّ في أطباقنا، بالإضافة إلى الحمضيّات، إذ تمنح الأطباق مذاقاً ورائحة ساحرة.
ما هو الطعم الذي يذكّركَ بطفولتكَ والذي ينعكس عبر أطباق المطعم؟
أنا في الأساس من عشّاق أطباق الشواء، فهذه الأطباق تذكّرني بوجبات الغداء مع العائلة، حيث كنّا نقوم بشيّ اللّحم ونقضي وقتاً ممتعاً مع العائلة. كانت هذه اللّحظات بسيطة، لكنّها كانت تعني الكثير بالنسبة لي.
ما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلى العالم من خلال أطباقكَ؟
رسالتي، "منح حاسّة الذوق المتعة المطلقة". فأهدف من خلال كلّ طبق أقدّمه للزبائن، أن أولّد لديهم رغبة في زيارة Le Grill من جديد.
هل تهدف إلى منح المطعم نجمة ميشلان ثانية؟
هدفي الآن الحفاظ على النجمة الأولى وتطوير فنّ الطبخ الخاصّ بالمطعم. فمن خلال المثابرة والتفاني بالعمل، سنحقّق المزيد ونرتقي إلى مستوى أعلى.