يمكن أن يكون شراء حزمة عطلة خياراً مناسباً للمسافرين، لكنّه، قد لا يكون الخيار المثاليّ للأشخاص الذين لا يحبّذون زيارة المواقع والمعالم السياحيّة الشهيرة، ويفضّلون استكشاف قرى وأماكن تقربّهم من السكان المحلّيين، وتضيف قيمة إلى حياتهم. في هذا الإطار، كان لنا حديث خاص، مع منظّمة الرحلات Mayda Chatila للتعرّف أكثر على هذه المهنة.
كيف اخترت مهنة مختلفة وممتعة كهذه؟
منذ أن كنت طفلة، كنت فضوليّة للغاية. عشقت زيارة الأماكن الجديدة، واكتشاف الثقافات والتقاط الصور وتوثيق التجارب. اخترت هذه الهواية لاحقاً كراشدة، ومع انتشار وسائل التواصل الإجتماعيّ، تزايدت أعداد من يطلبون مني نصائح خاصّة بالسفر. لذلك، قرّرت إطلاق صفحة السفر my.travel.log@ لإلهام الآخرين... وبعد فترة وجيزة بدأت بتنظيم الرحلات.
تحوّل السفر البطيء إلى صيحة حالياً، ما الوجهات الفضلى التي تنصحين بها لإضافتها إلى قائمة أمنياتنا في السفر؟
1. Kyoto في اليابان: تعجّ هذه المدينة العريقة بالمعابد الهادئة والحدائق الرائعة وبيوت الشاي التقليديّة. يمكنكِ تمضية الوقت فيها باستكشاف الشوارع الضيّقة والمشاركة في احتفالات الشاي وزيارة المواقع الأثرية مثل Kinkaku-ji(Golden Pavilion).
2. Ubud في بالي: تشتهر بحقول الأرز الأخضر والفنون البالينيّة التقليديّة والمنتجعات التي تجدد الطاقة الروحيّة. يمكنكِ زيارة الريف وممارسة رياضة اليوغا والتأمّل وزيارة المعابد المحليّة، والتلذذ بأشهى الأطباق من المطبخ الباليني والإستمتاع بعلاجات السبا.
3. Tuscany في إيطاليا: تجعل تلال توسكانا ومزارع الكروم فيها والقرى الخلاّبة، من هذه المدينة وجهة مثالية للسفر البطيء. يمكنكِ استئجار فيلا في الريف واستكشاف مدن ساحرة مثل Florence, Siena, San Gimignano, ، وتذوّق الأطباق المحليّة والإستفادة من هذه الأوقات للاستمتاع بالفن والتاريخ والمناظر الطبيعيّة.
4. Cape Town في جنوب أفريقيا: تجمع بين المناظر الطبيعيّة الخلاّبة والثقافة الحضريّة النابضة بالحياة. يمكن الاستمتاع بجمال Table Mountain الخلاّب واستكشاف الأحياء الملوّنة في Bo-Kaap وWoodstock وزيارة حدائق Kirstenbosch.
5. Hoi An في فييتنام: تخلق الشوارع المضاءة بالفوانيس والمدينة القديمة والإعدادات الجميلة على ضفاف النهر أجواء رومانسية هادئة. يمكنكِ التجوّل في المدينة التاريخيّة والقيام بجولة في القارب على طول نهرThu Bon والمشاركة في ورشة عمل لصنع الفوانيس والتلذّذ بأطباق محليّة في الشارع.
السفر البطيء بصمة تطبع في الروح...إستعدي لنوع مختلف من التجارب
يستلزم الأمر الكثير من التنظيم والتصوّر والتخطيط لإنشاء تجارب سفر خاصّة. كيف يمكنكِ تمييز الاحتياجات الخاصّة بكلّ عميل؟
يمكن معرفة الكثير عن العملاء من اللقاء الأوّل. أحاول أن أفهم أوّلاً ما يثير اهتمامهم بشكل خاصّ، وما التجارب التي يودّون أن يختبروها. أيضاً، ما إذا كانوا يفضّلون الإقامة في فندق فاخر أو دار ضيافة محلّي، وما الأنشطة والجولات التي قد تجعل رحلتهم لا تُنسى. كما أحاول تنظيم جولات ورحلات بحسب هواياتهم وشغفهم، كجولات تصوير فوتوغرافي، خلوات روحيّة وصفوف متخصّصة.
يرتبط تنظيم الأسفار عادة بالرفاهية، كيف تنظمين رحلة سفر بطيء مع الحفاظ على طابع الأصالة؟
قد يعتبر تنظيم تجربة السفر رفاهية، لكنّي أحاول دائماً دمج بعض التجارب لجعل المسافر يشعر بالترابط مع المكان. أختار جولات بعيدة عن السائد، كدروس الطهي، الزيارات الخاصّة إلى االسكان المحليين، جولات المشي بإرشاد من السكان المحليين وتجربة الطعام في الشارع...
اختاري وجهة ما وزوّدينا بخطّة لرحلة سفر بطيء.
أختار اليابان، وهذه بعض النصائح:
1- اختيار وجهات غير معروفة
تستحق المدن المعروفة مثل Tokyo و Kyoto الزيارة فعلاً، إنما يجب التفكير باستكشاف المدن والمناطق الريفيّة الأقل شهرة. توفّر أماكن مثل Takayama وKanazawa وMatsue أجواء تدعو إلى الاسترخاء وفرصة للتواصل مع المجتمع المحليّ.
2- الإقامة في الفنادق تقيليديّة
اختاري الـRyokans التقليديّة -نزل ياباني- أو Minshukus -بيوت ضيافة تديرها عائلات- بدلاً من الفنادق العصريّة. غالباً ما توفّر هذه الفنادق تجربة أكثر أصالة مع غرف Tatami وأسرّة Futon وفرصة استمتاع بالضيافة اليابانيّة التقليديّة.
3- استكشاف المنطقة على الدرّاجة الهوائيّة أو مشياً على الأقدام
تتمتع اليابان بنظام نقل عام ممتاز، إلاّ أنّ السفر البطيء يشجّع على المشي أو ركوب الدرّاجة في التجوّل لاختبار المحيط المحليّ.
4- الإنخراط في الأنشطة الثقافيّة
أنصح بالمشاركة بأنشطة يابانيّة تقليديّة، مثل حفلات الشاي، فنّ الخط الياباني، صناعة الفخّار أو ارتداء الكيمونو. تسمح هذه التجارب بالتواصل مع العادات اليابانيّة وفهم ثقافة البلد بمزيد من العمق.
5- زيارة الأسواق والمطاعم المحليّة
أنصح باستكشاف الأسواق المحليّة وتجربة طعام الشارع أو المطاعم الصغيرة المحليّة.
6- البقاء لوقت أطول في مكان واحد
بدلاً من التنقّل سريعاً من مدينة إلى أخرى، من الأفضل تمديد الإقامة في مكان واحد. يسمح هذا بإنشاء رابط أعمق واكتشاف الأماكن المخفيّة والتفاعل بشكل أفضل مع السكان المحليين.