هل تعرفين الشعور الذي ينتابكِ عندما تتوقين إلى إجازة، مباشرةً بعد عودتكِ من إجازة؟ تحتاجين إلى عدّة أيّام للاسترخاء بعد زيارتكِ لكلّ معالم المدينة، المغامرات، التخطيط والأيام المليئة بالحركة! في حين أنّ السفر من المفترض أن يعيد شحن طاقتكِ ويوفّر لكِ وقتاً للاسترخاء، فإنه غالباً لا يفعل ذلك... ولنكن صادقين، إنّه خطأكِ! لذا، فقد حان الوقت للإبطاء قليلاً واحتضان نوع مختلف من التجارب: السفر البطيء. ما هو مفهوم السفر البطيء؟ كيف تطبّقينه، فوائده والكثير من المعلومات عنه في هذا التقرير.
4 منتجعات من حول العالم تروي قصّة حضارات وطقوس قديمة
ما هو السفر البطيء؟
السفر البطيء أو Slow Travel، ليس مفهوماً جديداً، إلا أنّ شعبيّته زادت خلال الفترة الأخيرة، بعد زيادة الوعي حول نوعيّة السفر، وكيفيّة القيام به، للاستفادة منه إلى أقصى حدّ، كما التأثير على البيئة المحليّة بشكلٍ إيجابيّ. كما تدلّ عليه تسميته، يقوم مفهوم السفر البطيء على بطء تجربة السفر، ما نعنيه بالبطء، هو أن تأخذي وقتكِ للاستمتاع بكلّ ما تقدّمه لكِ الوجهة من ثقافة ومعرفة جديدة، بعيداً عن الخطط المزدحمة والتسرّع والإرهاق بهدف القيام بكلّ النشاطات، وزيارة جميع المعالم السياحيّة، من دون الاستمتاع والغوص بعمق تفاصيل كلّ واحدة منها. هو يعني التواصل مع السكان المحلّيين، التعرّف على ثقافتهم، عاداتهم، تقاليدهم، تعلّم لغتهم، تذوّق مأكولاتهم، ومشاركتهم طريقة عيشهم. هو البقاء في وجهة واحدة لوقت أطول، قد تكون مدينة، قرية، أو حتى منطقة معيّنة، لأخذ الوقت الكافي للتعرّف على كافّة جوانبها، اكتشاف نفسكِ، زيارة مواقع قد لا تكون ذات شهرة كبيرة، ولكن تحمل معاني ومعلومات قد تُحفر في ذاكرتكِ للأبد. هو أن تقصدي مطعماً معيّناً، ليس لأنه الأفخم أو الأشهر، بل لأنه يقدّم أطباق تقليديّة خاصة بالبلاد، معدّة من مكوّنات محليّة لا يمكن تجربتها في مكان آخر.
نيرفانا عبدول
مصدر الصورة: انستغرام نيرفانا عبدول
لماذا السفر البطيء رائج اليوم؟
بعد الحجر الصحيّ وكل الضغوطات النفسيّة التي مرّ بها العالم نتيجة جائحة كورونا، لم نعد نأخذ السفر كأمر بديهيّ، بل أصبحنا أكثر وعياً تجاه هذه الرفاهية التي حُرمنا منها لمدّة طويلة. لم تعد زيارة عدّة وجهات أولويتنا، بل أصبحنا نولي الاهتمام إلى التجربة بحدّ ذاتها، فبات الهدف هو الاستفادة إلى أقصى حدّ من رحلتنا، تعلّم أشياء جديدة، والتعرّف على ثقافات وطريقة تفكير جديدة. هذا بالإضافة إلى زيادة الوعي تجاه الاستدامة، وأهمية المشاركة بها من خلال اعتماد السفر البطيء لتقليل البصمة الكربونية عن طريق إبطاء التجربة بأكملها، استخدام المواصلات الصديقة للبيئة مثل الدراجات الهوائية، وقضاء المزيد من الوقت في الاستمتاع بكل نشاط، ما يمكن أن يقلّل انبعاثات الكربون المرتبطة بالسفر المحليّ.
من يناسب السفر البطيء؟
يناسب السفر البطيء الجميع، إلا أنّه، طبعاً، الخيار الأفضل للذين يبحثون عن تجربة استثنائية، ولا يكترثون إلى الأماكن الرائجة، بل يفضّلون الوجهات غير المعروفة والغنيّة بالثقافة. كما يناسب بالطبع الباحثين عن نمط سفر مستدام، يمكنهم من خلاله ترك تأثير إيجابي على البيئة. تتمثّل الأهداف الرئيسية للمسافر في الاسترخاء والتأمل الذاتي والهروب والبحث عن التجديد والمشاركة والاكتشاف.
ندى النهدي
مصدر الصورة: انستغرام ندى النهديمصدر الصورة: انستغرام نجود المحفوظ
كيف يمكنكِ اعتماد مفهوم السفر البطيء؟
1- تقرّبي من السكّان المحليّين:
- تحدّثي إلى السكّان المحليين واكتشفي أماكنهم المفضلة لتناول الطعام والاسترخاء والتعلّم.
- قومي بممارسة عاداتهم وتقاليدهم، وتعلّمي لغّتهم.
- ادعمي المطاعم المحليّة، وتعمّقي في تقاليد الطهي المحليّة والإقليميّة. هذا سيساعدكِ على إنشاء رابط مع السكان المحليين وثقافتهم وتقاليدهم.
- تعلّمي حِرفة خاصّة بالبلد أو رقصة أو طبقاً تقليديّاً...
- إطّلعي على القوانين أو العادات المسيئة للسكّان المحليين، لتفاديها.
- حاولي تعلّم كيفية إلقاء التحيّة بلغتهم.
- استأجري مكاناً خاصاً لتقيمي فيه بدلاً من الفنادق.
- اعمدي إلى شراء التذكارات من الأسواق المحليّة والمتاجر الصغيرة.
- شاركي في الأنشطة المحليّة. احرصي على أن تتعرّفي على أنواع الأنشطة والأحداث التي تشتهر بها البلاد. على سبيل المثال، إذا كنتِ تخطّطين لرحلة إلى مالطا، فحاولي الذهاب في فبراير حتى تتمكني من حضور الكرنفال.
نجود الرميحي
مصدر الصورة: انستغرام نجود الرميحي
2- لا تنشئي برنامج محدّد:
اتركي الوجهة تقودكِ إلى المواقع والتّجارب الذي يجب عليكِ خوضها، ولا تحدّي نفسكِ ببرنامج وأماكن معيّنة. في حال لم تتمكني من رؤية كل شيء، ضعي في الاعتبار دائماً، أنه بإمكانكِ العودة مرّة أخرى.
تيم الفلاسي
مصدر الصورة: انستغرام تيم الفلاسي
3- أقضي وقتاً أطول في وجهة واحدة:
خذي كلّ الوقت الذي تحتاجين إليه لاكتشاف كلّ وجهة، مددّي رحلتكِ إن تطلّب الأمر.
مصدر الصورة: انستغرام bigworldsmallpockets
4- إستبدلي السيارة بالدراجة الهوائيّة:
تجوّلي في أنحاء المنطقة على متن الدرّاجة الهوائية ليكون لديكِ فرصة أكبر لاكتشاف الموقع ورؤية تفاصيله.
شوق
مصدر الصورة: انستغرام شوق
5- خصّصي بعض الوقت للإسترخاء:
اختاري يوماً لتدلّلي نفسكِ به، فيمكنك تجربة علاج معيّن خاص بثقافة البلد، أو نوع تدليك معيّن، أو عادة جمالية معيّنة.
Hαyley αndersen
مصدر الصورة: انستغرام Hαуℓeу αndersen
فوائد السفر البطيء
- يساعدكِ في بناء علاقات جديدة: سيتسنى لكِ الوقت للتفاعل مع السكّان المحليين، وربما تعلّم القليل من لغتهم، التعرّف إلى ثقافتهم وطريقة عيشهم.
- يدفعكِ للخروج من منطقة الأمان الخاصة بكِ: ستوجب عليكِ الاتّكال على نفسكِ خلال هذا النوع من الرحلات، فقد تحتاجين إلى التغلّب على حواجز اللغة والاختلافات في العادات والتقاليد. ستجعلك هذه التجربة مسافرة أكثر وعياً وستمنحك منظوراً جديداً، على عكس تجارب السفر الاعتيادية حيث تكثر الجولات المترجمة ويوجّهك المرشد إلى الأماكن الرائجة.
- يساهم في نموّكِ على المستوى الشخصيّ: من أهمّ فوائد السفر البطيء هو تأثيره الإيجابي على الشخص بالتحديد، فإن خوض تجارب جديدة لا تشبه غيرها، والانفتاح للتعرّف إلى نمط حياة جديد، يساعدكِ بشكلً كبير على النمو وتطوير معرفتكِ.
- يشجعكِ لدعم الثقافة المحليّة والمساهمة في استدامتها: عندما تقرّرين أن تسافري ببطء، غالباً ما يقع اختيارك على وجهة إقامة تعكس الثقافة المحليّة وتعنى بالاستدامة. كما أنّكِ تركّزين على المتاجر التي تبيع الحِرف والمستحضرات المحليّة، وبهذه الطريقة أنتِ تدعمين الاقتصاد المحليّ وتساهمين باستدامة البيئة.
- يجعلكِ تختبرين تجارب لا تنسى: عندما تأخذين وقتكِ لخوض تجربة معيّنة أو زيارة معلم معيّن، والتعرّف على أدقّ التفاصيل، من دون الشعور بالضغط لعدم تفويت أي موقع آخر، تصبح هذه التجربة محفورة في ذاكرتكِ.
اجواء الجودي
مصدر الصورة: انستغرام اجواء الجودي
نصائح ستساعدكِ خلال سفرتكِ
- وضّبي مسبقاً إطلالة لكل يوم، كي لا تضيّعي الوقت في اختيار وتنسيق ملابسكِ.
- عندما تختارين الوجهات التي تريدين زيارتها خلال اليوم احرصي على أن تتحققي من مواقعها، كي تنظمي تنقلاتكِ بحسب قربها أو بعدها عنكِ، كي لا تهدري الوقت والطاقة سدى.
- سافري خارج الموسم وإلى أماكن غير معروفة.
- كوني مرنة ومستعدّة للتغيير في خططكِ، فحدوث أمر طارىء، وارد دائماً. من الأفضل أن تكوني عفويّة ومنفتحة لتعديل برنامجكِ.
- احملي معكِ دفتر يوميّات للسفر، فهو ليس مجرد وسيلة لتسجيل وتذكّر رحلتكِ، ولكنه أيضاً أداة قويّة للتأمّل.
- إذا كنتِ تنوين الإنتقال من منطقة إلى أخرى، اختاري الحافلة أو القطار بدلاً من الطائرة. سترين المزيد من المناظر الطبيعية للبلد وتحصلين على وقت للقراءة والاسترخاء.
Claire Rose
مصدر الصورة: انستغرام Claire Rose
افضل مطاعم في عمان للعائلات... لا تفوّتي زيارتها في أقرب فرصة
ما الفرق بين السفرالسريع والسفر البطيء؟
السفر السريع:
- السفر إلى عدّة وجهات في وقت قصير.
- التسابق لرؤية كل ما تقدّمه هذه الوجهة.
- إعداد برنامج مزدحم، وتحديد وقت معيّن لكل نشاط.
- البحث عن المواقع الشهيرة والرائجة.
السفر البطيء:
- السفر إلى وجهة واحدة لوقت أطول.
- الاستمتاع بكل تفصيل من دون الشعور بالضغط لرؤية كل شيء.
- عدم التخطيط ووضع أي برنامج محدّد.
- البحث عن المواقع الأقل شهرة لاكتساب معرفة جديدة.
ندى باعشن
مصدر الصورة: انستغرام ندى باعشن
مصدر الصورة: انستغرام worldwanderlust