من باحة القصر الكبير Grand Palais رجعت بنا المديرة الإبداعية لدار شانيل Virginie Viard إلى حقبة الستينيات وتحديداً إلى عصر هوليوود السينمائي. في اليوم الأخير من أسبوع الموضة الباريسيّ، انطلق عرض Chanel بتصاميم وأجواء تعكس سحر الستينيات، لكن بطريقة غير تقليدية وأقرب للواقع. في هذا الإطار، الديكور الذي قدمته المصممة الفرنسية ارتكز على أرضية باللون الأبيض وإشارة Chanel زيّنت المنصة بنفس طريقة إشارة Hollywood في لوس أنجلوس. لم يتجلّى موضوع السنيما والأفلام القديمة في الديكور فقط، فكل عنصر في المجموعة جسّد بريق هذه الحقبة بمفهوم جديد، كما وعكس الحرية والطاقة المطلقة التي تتمتع بها النساء.
من هنا، قالت Virginie Viard:" كنت أفكر في الممثلات على السجادة الحمراء عندما يتم مناداتهن من قبل المصورين. أردت تجسيد تشتتهن وردات فعلهن المختلفة. هذه المجموعة هي تكريم للنساء اللواتي يشكلن مصدر إلهام الدار وبعضهن بعيدات، لم نراهن منذ زمن. كل من Gabrielle Chanel وKarl Lagerfeld ألبس العديد من الممثلات في الأفلام وفي الأيام العادية. من هنا، أخذتهن كمصدر وحي لهذه التشكيلة، لكن من دون أن أقدمها كما هي، أي بأسلوب الريترو. على العكس، أريد المجموعة أن تكون مليئة بالفرح، الحياة والألوان".
مجموعة شانيل لربيع 2021 تركّز على فكرة التكرار، حيث تقوم النساء جميعاً بنفس الحركات، لكن كل واحدة منها في عالمها الخاص. أمّا حين يجتمعن معاً فيجسّدن أسلوب شانيل الذي يلائم حياة كل مرأة بجاذبية لا مثيل لها. من هنا، أتت الإطلالات متنوّعة ومستوحاة من تفاصيل حقبة سحر هوليوود في الستينيات بأسلوب يمزج رموز الدار الفرنسيّة الأيقونيّة. لفتنا تخلّي المديرة الإبداعية للدار عن التفاصيل المرتبطة بهذه الحقبة وتقديمها بشكل عصري يحاكي المرأة الحرة، القوية والمستقلة.
طغى اللون الأبيض والأسود على معظم لوكات المجموعة، إلى جانب الأزرق والزهري الباستيل اللذين برزا بشكل خفيف، كما وبرزت أقمشة التويد، الحرير، الدانتيل والترتر. كالعادة، لم يخلُ عرض شانيل من تصاميم التويد التي ارتكزت على البزّات المؤلّفة من التنانير والسترات. لفتنا أسلوب المزج بين تفاصيل حقبة هوليوود السينمائية في الستينيات مع الأسلوب الشبابي. في هذا الإطار، رافق قماش الساتان اللامع البزات المؤلفة من بليزر والتي تتّخذ شكل سترة البومبر والشورت القصير وهذا ستايل نراه للمرة الأولى لدى الدار.
برزت أيضاً السراويل الواسعة بشكل كبير في الإطلالات، إضافة إلى الفساتين الطويلة والقصيرة، والتنانير التي تصل إلى حدود الركبة. من جهة أخرى، لفتتنا الطبعات التي زيّنت التصاميم، من السترات، إلى السراويل والفساتين: تارةً رأينا علامة الدار الصغيرة، تارةً برز إسم الدار بأحرف كبيرة وطوراً امتزج كل من الشعار والإسم بنقشة واحدة على شكل إشارات النيون الإعلانية للأفلام في الستينيات. إضافة إلى ذلك، أرقام العد التنازلي التي تسبق الأفلام، أتت كطبعة رافقت التيشرت.
كذلك، استحوذت على انتباهنا التفاصيل التي تجسد بريق وسحر هوليوود مثل الحبيبات البرّاقة، الريش والعِقد. هذا وبرز الخصر المتدني بقوة في المجموعة وهو من القصات التي تشتهر بها حقبة الستينيات. كل هذه التصاميم التي قدّمتها الدار في هذه المجموعة، بالإضافة إلى التنسيقات المعتمدة، عكست أناقة هوليوود بمفهوم جديد يعكس حرية المرأة العصرية، وهذا ما أرادت فيرجيني فيارد تجسيده.
بالمجمل، عندما تقولين موضة الستينيات ونجمات أفلام هوليوود، أوّل ما يخيل إليكِ اللؤلؤ وأكسسوارات الشعر الشبكية. في هذا الإطار، رافق اللؤلؤ الأحزمة التي أتت على شكل سلاسل بالإضافة إلى الأساور والقلائد. بالنسبة للحقائب، تنوعّت ما بين تلك الكلاسيكية وتلك الصغيرة. كذلك، الأحذية اختلفت ما بين صنادل كعب بشرائط وأخرى مسطّحة ومستوحاة من التصاميم الرجالية.