close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

مقابلة إستثنائيّة مع إليسا رئيسة تحرير جمالكِ (الجزء الأول)

مذهلٌ المزيج الذي تتمتّع به هذه المرأة... حديديّة ورقيقة، جريئة وخجولة، ذكيّة لا تستعرض ذكاءها، حسّاسة وفخورة بإحساسها، جديّة تتمتّع بصفات قائدة، لكنّها مرحة تصدح ضحكاتها في الأرجاء... ليس لديها ما تخفيه في حياتها وأفكارها، تخرج للقائنا في غرفة الجلوس، وجهها النقيّ الأبيض خالٍ من أيّ ماكياج وفي يدها فنجان القهوة الصباحيّ، فهي تعوّدت على وجودنا بعد مرور شهرٍ من العمل وتدرك أنّنا نبادلها الشعور، لكنّها أكثر طمعاً... تريد أن تترك أثراً دائماً وفراغاً كبيراً عندما تنتهي المغامرة، وتعرف أنّ لها ذلك! أليست هي دائماً الرابحة؟

لم نرغب بإجراء المقابلة منذ اليوم الأوّل من العمل مع رئيسة تحرير "جمالكِ". شَعَرنا بأنّ إليسا من الناس الذي يحتاجون وقتاً ومساحةً للشعور بالارتياح تّجاه الآخرين، فقرّرنا منحها هذا الوقت بهدف إجراء حديثٍ يعرّفنا على كلّها وليس جزءاً منها! أردنا التحدّث مع Sara كما يناديها أفراد العائلة. "لم تتغيّر أولويّاتي يوماً، لكنّ شغفي زاد وعملي أصبح أشمل، فالمحافظة على النجاح أمرٌ يتطلّب التدقيق في التفاصيل. تطوير ذاتي باستمرار على الصعيدين الشخصيّ والعمليّ هو الأمر الأوّل على لائحة أولويّاتي، وأعتقد أنّني أسير في الاتّجاه الصحيح، فأنا أحبّ اليوم كلّ ما يتعلّق بي أكثر من قبل".

تقدّم إليسا لنا صحون الحلوى "الدايت" ولا تفوتها أيّ تفصيلة! تعرف أنّ ماندي، مسؤولة قسم الموضة في "جمالكِ" ومنسّقة ملابسها، تحبّ تلك القطعة المحشوّة بالموز، تدخل المطبخ لتسخّن الـ Fondant للمديرة الفنيّة باسكال، وتعلّق على خياري: تحبّين الحلويات كثيراً أليس كذلك؟ ليس هنالكِ شيئاً ألذّ من طعم السكّر"... هي التي عرفت طعم المرّ يوم خسرت والدها. تقول بحرقة: "بيّي! كلمة تختصر كلّ المعاني الجميلة في الحياة. الخسارة الكبرى في حياتي هي غيابه. كان سندي، رفيقي، مشجّعي ولولاه لما وصلت إلى هنا. كنت قريبة جدّاً منه، أبوح له بكلّ أسراري وما زلت أشعر بغيابه كلّ يوم".


لِمَ لم تتزوّجي حتى اليوم؟ "صحيح أنّني لم أتزوّج لكنّني لست بمفردي طيلة الوقت، وهذان أمران منفصلان. توافق على فكرة أنّ المرأة الذكيّة والمستقلّة تجد صعوبةً أكبر في إيجاد الرجل المناسب."

هل هجَرتِ أكثر أو تمّ هجركِ أكثر؟ تجيب بثقة امرأةٍ تحتفل بقدراتها السحريّة: "هجرتُ وهُجرت، لكن لنقل إنّ أحداً لم يهجرني إلّا وعاد... كيف تتعاملين مع الانفصال: "بعضه يشعرني بأنّني اقتلعت شوكة كانت تزعجني، وبعضه يحزنني، لكنّ الجانب الإيجابيّ في ذلك هو أنّني أفقد شهيّتي لبضعة أيّام، فأخسر الوزن". نحبّ ضحكتها العالية!

هل توافقين على مبدأ المساكنة؟ "سيكون من المهمّ جدّاً بالنسبة لي معاشرة الرجل الذي أفكّر في قضاء حياتي معه وذلك قبل الزواج! إذا لم أستطع الانتقال للعيش معه، فعلى الأقلّ سأقضي الكثير من الوقت برفقته. لم أجرّب المساكنة لكنّني لست ضدّها، وفي جميع الأحوال لم أصل إلى هذه المرحلة يوماً رغم تعدّد تجاربي. ليس من شيءٍ معيب في الحبّ فهو لا يملك حدوداً"... لكنّها تدرك جيّداً أنّ انتظار الزوج المثاليّ قد يكلّفها تجربة الأمومة، مع ذلك، هي تغلّبت على ضغط المجتمع في هذا الموضوع: "حلوة الأمومة! لكنّني لن أسعى وراءها على حساب حياتي، أيْ لن أتزوّج فقط لأنجب الأولاد. يهمّني الرجل المناسب قبل الولد، رجلٌ أستطيع العيش معه إذا لم يرزقنا الله بأولاد".

إذا ظهر أمامكِ المارد السحريّ الآن، هل تطلبين منه طفلاً من دون زواج؟ تجيب: "لم أكن لأطلب ذلك من المارد لو كانت لدينا قوانين مدنيّة تسمح بذلك! لكنّني أحترم انتمائي إلى عائلةٍ لديها تقاليدها وإلى بلدٍ لديه قواعده وقوانينه. لو كنتُ أعيش في بلدٍ يسمح بتربية طفل خارج إطار الزواج، ومع الانفتاح الذي كان يتمتّع به والدي، كنت بالتأكيد سأفعل. لا أقبل أن أتمرّد على مجتمعي لأنّني إبنة بيئتي، لكنّني لا أجد عيباً في أن تقوم امرأةٌ بذلك... لا أريد السفر، هذا وطني الذي ولدت فيه ولن أتركه يوماً. فعلت ذلك مرّةً خلال حرب يوليو 2006 وقضيت وقتي في الخارج قلقة ومريضة، ولم أتوقّف عن البكاء. لن أعيد الكرّة أبداً."