لن تصدّقي السبب الحقيقي وراء إطلاق تسمية جينز على سراويل الدنيم

موجود في خزانة كل سيّدة، لا غنى لها عنه، فوحده سروال الجينز لا يبطل ولا يموت لينقذ الإطلالات في كل زمان ومكان. تصميم ينتقل من جيلٍ إلى آخر حاملاً معه تاريخ وقصّة لم ولن تخطر على بالكِ؛ فهل فكّرتِ يوماً لماذا يسمّى هذا السروال بالجينز؟

قصّة قماش الدنيم تعود إلى القرن الـ18. إن كنتِ تظنّين أنه اختراع أميركي، فأنتِ مخطئة تماماً! من أوروبا وتحديداً من منطقة Nimes الفرنسية، كانتتتمّ صناعة هذا القماش من مزيج لمواد مختلفة معروفة باسم Serge، فأطلق على السروال المصنوع من الدنيم اسم Serge De Nimes والذي فيما بعد اختصر إلى Denim. بعد ذلك، تضاعفت زراعة القطن وبات مصنوعاً منه 100%، وكان يلوّن بصبغة نيلية مستخرجة من نبات موجود في الهند وأميركا. اعتمد العمّال هذا السروال، لأن قماشه قوي وصعب التمزّق.

ما هي إلّا فترة قصيرة حتى انتشر الدنيم في كافّة أوروبا، خصوصاً أن بحّارة Genoa من إيطاليا كانوا يتوجّهون إلى منطقة Nimes بالتحديد في كل مرّة يمرّون بها في فرنسا، ليأخذوا معهم الدنيم من هناك. عدم وجود وسائل النقل السريعة آنذاك، حثت بحّارة Genoa للحصول على كميات كبيرة من هذا السروال، ليطلق على الدنيم اسم Jeans تيمّناً ببحّارة Genoa. سرعان ما انتقل هذا القماش إلى أميركا ليكون أيضاً شائعاً لدى العمّال الذكور وبقصة الخصر العالي. بقي بعيداً عن ساحة الموضة إلى أن طرأت فكرة تطوير هذا التصميم على بال الخيّاط Jacob Davis الذي تواصل مع رجل الأعمال Levi Strauss لتمويل المشروع والحصول بالتالي على براءة اختراع. التطبيق كان من خلال إضافة مسامير معدنيّة إلى جيوب سروال الجينز مع أزرار، وهكذا في 20 مايو 1873، ولد أوّل سروال جينز نعرفه الآن، ثمّ تحوّل إلى موضة مرتبطة بالأسلوب الأميركي الغربي، وذلك خلال العشرينيّات والثلاثينيّات، خصوصاً لدى رعاة البقر.

في العام 1936 تابع Levi Strauss إبداعه وزاد على السروال العلم الأحمر المميّز على الجيب الخلفي، ليكون الماركة الأولى التي تطبع علامتها على الجزء الخارجي من التصميم. في الثلاثينيّات أيضاً، جذب سروال الجينز مجلّة Vogue، فظهر على غلافها للمرّة الأولى، وكان ذلك كخطوة تلمّح بثورة الجينز الآتية فيما بعد، وبذلك لم يبقَ حكراً فقط على الرجال، وخصوصاً العمّال، فتبنّته النساء! في الخمسينيّات، لمع على شاشات السينما، فأصبح مرتبطاً بنجوم هوليوود، كما روّجت له علامات تجارية إلى جانب Levi’s، مثل Lee وWrangler...

مع حلول الستينيات، سرعان ما زاد غليان عصر الهيبي وبات الجينز معبّراً أكثر وأكثر عن الحرية، الحب وثقافة الروك. لجعله أكثر حيوية، تزيّن بالتطريز، الألوان الزاهية، الأحجار المزخرفة، والبقع المشاغبة... كما كان وقتذاك الظهور الحقيقي الأول لصيحة الدنيم المزدوج. انتشرت أيضاً سترة الدنيم المطرّزة بالشعارات التي تعبّر أيضاً عن السلام، الحبّ والأهم: الحريّة! استمرّ هذا النهج، في السبعينيّات ليرمز أكثر إلى العدالة وعدم التمييز بين الجنسين وأرادت النساء آنذاك التمثّل ببطلات Charlie’s Angels، وتحديداً الممثلة Farrah Fawcett، وبإطلالات عارضة الأزياء Lauren Hutton، ليحصلن على أسلوب المرأة الأميركية. ومَن عايشت أيضاً حقبة السبعينيات ستتذكّر حتماً تنانير الدنيم التي شكّلت قطعة لا غنى عنها ضمن صيحات الموضة.

استقبل العالم حقبة الثمانينيات التي فيها زادت نجومية الدنيم. يعتبر الفيلم الإعلاني لـCalvin Klein الذي تظهر فيه Brooke Shields. سرعان ما بات الدنيم في مقدّمة مخيّلة كل مصمّم أزياء أراد أن يتفنّن في التصميم ويتلاعب بالأشكال والقصّات، فيمزّقه، يجعله ضيقاً ينحت الجسم، أو ينثر عليه الألوان. لكن حقبة التسعينيّات غيّرت هذه الموضة، حيث بدأ عصر الغرانج وحوّل قصّة الجينز إلى واسعة جدّاً مع جيوب كثيرة وانطلقت بقوّة تصاميم صيحة إطلالة الجينز من الرأس حتى أخمص القدمين وتصاميم Overall مصنوعة من الدنيم. انكسرت هذه القواعد مع بداية أعوام Noughties وتأثير نجمات البوب الكبير على النساء، وخصوصاً الفتيات المراهقات. Britney Spears وChristina Aguilera عمّمتا الجينز المنخفض الخصر. خلال العام 2010، شاع ارتداء الجينز الضيّق في الكثير من المناسبات من إطلالات عطلة نهاية الأسبوع، إلى العمل والسهرات... أتيحت الفرصة أيضاً أمام قصّة Boyfriend ذات الخصر العالي بالبروز بشكل كبير.