ما هو الاكتناز القهري؟ هذه أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

هل تجدين صعوبةً في التخلص من أغراضكِ ولا تحبين رميها أبداً مهما كان نوعها أو شكلها أو قيمتها؟ إذاً أنتِ تعانين من اضطراب الاكتناز القهري. قد يصاب الكثير من الأشخاص بهذا الاضطراب، فيشعرون بالتعلق الشديد بأغراضهم لدرجة أنهم لا يستطيعون رميها أبداً حتى ولو كانت غير صالحة للاستعمال من جديد، أو قديمة جداً، أو لا حاجة لها. يؤثر هذا الاضطراب سلباً على حياة الإنسان، ويؤدي إلى حدوث فوضى عارمة في مكان السكن نتيجةً لتراكم الأغراض بشكلٍ مفرط الأمر الذي يؤثر على جودة المعيشة. تعرفي، في هذا المقال، على ما هو الاكتناز القهري، ما هي أسبابه، أعراضه، وعلاجه.

اضطراب الاكتناز هو صعوبة مستمرة في التخلص من المقتنيات أو التخلي عنها بسبب الحاجة المستمرة للاحتفاظ بها. يُعاني الشخص المصاب باضطراب الاكتناز من الشعور بالضيق بمجرد التفكير في التخلص من الأشياء. وهذا يؤدي إلى تراكم مفرط لأغراضه، بغض النظر عن القيمة الفعلية لها. وغالباً ما يؤدي الاكتناز إلى ازدحام مكان المعيشة إلى حد امتلاء منزل الشخص المصاب إلى السعة القصوى. وعادةً ما تتكدس الغرف، والمكاتب، والسلالم بالأغراض، وعندما يصبح المنزل ممتلئ بالأغراض، قد تنتشر الفوضى إلى مرآب السيارات، وإلى المركبات والأفنية وغير ذلك من أماكن التخزين. تتراوح شدة الإصابة باضطراب الاكتناز من الدرجة الطفيفة إلى الشديدة. في بعض الحالات، قد لا يكون للاكتناز تأثيراً كبيراً في حياة الشخص المصاب، بينما في حالات أخرى يشكل خطراً كبيراً على الشخص المصاب. الأشخاص المصابون باضطراب التخزين يقومون عادةً بادخار الأشياء لأنهم:

تجدر الإشارة هنا إلى أنه من المهم التفريق ما بين اضطراب الاكتناز القهري وما بين هواة تجميع العُملة، أو الطوابع، أو الأحجار الثمينة، أو غيرها من الأشياء. في الواقع، الأشخاص المصابون باضطراب الاكتناز يقومون بجمع الأشياء بطريق فوضوية بغض النظر عن قيمتها ولهدف الاحتفاظ بها. بينما الأشخاص الذين يجمعون الطوابع مثلاً، يجمعونها بشكل منظم، ويخزنونها ضمن مجموعة بهدف الحفاظ عليها على مر السنين وعرضها على الأجيال القادمة كجزء من الحفاظ على التاريخ الجماعي.

لا يزال السبب الأساس وراء الاكتناز القهري غير معروفاً، لكن يوجد بعض العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب، وأهمّها:

الاقتناء الزائد عن الحد للأشياء التي لا حاجة إليها أو التي لا مساحة لها.

قد لا ينظر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتناز لهذا الاضطراب على أنه مشكلة، مما يُصعّب عملية العلاج. لكن يمكن أن يُساعد العلاج المكثّف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتناز على فهم كيف يُمكن تغيير اعتقادهم وسلوكياتهم حتى يحظوا بحياة أفضل. من هنا، إن كنتِ تعتقدين أنّكِ تعانين من اضطراب الاكتناز القهري، أو تشكين بأن أحد الأشخاص المحطين بكِ يعانون من هذا الاضطراب فلا بد من زيارة الطبيب وتلقي العلاج اللازم. يمكن أن يقوم الطبيب باستخدام العلاج بالدواء أو العلاج النفسي أو العلاجين في الوقت نفسه لمساعدة المريض على التخلص من هذه الحالة.

يتضمن هذا النوع من العلاجات تعليم المصاب مهارة التنظيم والقدرة على اتخاذ القرار، كما يحرص المختص على مساعدة المصاب على فهم أسباب الاكتناز ومحاولة تقليل كميّة القلق الناتجة عن التخلّص وتعلّم الاسترخاء. بالتالي سيتمكن المصاب من التعامل مع ممتلكاته بحكمة وتعلُّم كيفية التخلّص من الأشياء الزائدة بشكل تدريجي.

قد يضطر الطبيب المختص في بعض الأحيان إلى وصف أنواع من الأدوية المضادة للاكتئاب إلى جانب العلاج المعرفي السلوكي لتحسين أعراض الاكتناز القهري، إذ إن أحد أعراض اضطراب الاكتناز القهري هو الشعور بالحزن والاكتئاب في حال رمي أو التخلص من أي غرض. لذلك، فإنّ تناول المريض الأدوية التي تخفف من الاكتئاب قد يسمح له برمي الأغراض التي لا حاجة لها.