لطالما لعبت الأكسسوارات والمجوهرات دوراً مهماً في التعبير عن الذات والانتماء الاجتماعي عبر الزمن، وكان لا بدّ من أن يكون الشوكر جزءاً منها. احتلّ هذا الأخير مكانة خاصّة متخطّياً دوره كزينة تكمّل الإطلالة، خافياً قصّةً مثيرة للاهتمام.
1- كيف ظهر عقد شوكر؟
تم اكتشاف الشوكر منذ آلاف السنين ضمن تنقيبات أثرية. يعود البعض منها إلى الحضارة السومرية أي بين 2600 و2500 ق.م. والتي كانت تُصنع من الخرز أو المعدن المزخرف يدوياً، وتُربَط بأشرطة من القماش في الخلف. خلال فترة 1635 و1458 ق.م.، رُجّح أنّ هذا التصميم كان يُصنع من الذهب في مصر، ومن المحتمل أن يكون مصدره اليونان القديمة، إذ كان يُمنح لرجال الحاشية المتميّزين. خلال الفترة الممتدّة ما بين 1500 و1750، بدأت الطبقة الحاكمة باعتماد هذا النوع من القلائد، واشتهرت ملكة انجلترا Mary Tudor حينها، باعتمادها لشوكر اللؤلؤ. أمّا في تسعينيّات القرن الثامن عشر خلال فترة الثورة الفرنسية، كانت النساء يعتمدن أشرطة حمراء حول أعناقهنّ، كوسيلة لتكريم أولئك الذين فقدوا حياتهم في المقصلة.
خلال العصر الفيكتوري أي بين عامَي 1837 و1901، أصبحت العائلة المالكة مصدر إلهام للناس وقد اشتهرت ملكة الدنمارك Alexandra باعتماد أطواق على العنق، وقد قيل حينها، أنها تعاني من ندبة. هذه الخطوة أعادت صيحة الشوكر إلى الواجهة. أما نساء الطبقة الوسطى والعاملة، فكنّ يعتمدنَ أشرطة مخملية، مثبّتة ببروش. خلال فترة ستينيّات القرن التاسع عشر، تبدّل دور الشوكر من زينة إلى دلالة سيّئة عن المرأة.
2- كيف دخل قد شوكر عالم الموضة؟
مع مرور الوقت، تغيّرت معاني الشوكر وأصبح أكسسواراً شائعاً بين النساء من كافّة الأعمار والخلفيات. خلال عشرينيّات القرن العشرين، اعتمدته النساء مزيّن بالخرز أو على شكل شريط، أمّا خلال الأربعينيّات، فقد عاد شبيهاً بشكل طوق، وقد صُنع من مواد مختلفة كالدانتيل، المخمل، اللؤلؤ والماس. في السبعينيّات، اعتمدته النساء كجزء من المظهر البوهيمي والهيبي. أمّا خلال التسعينيّات، فقد تبنّته ثقافات مختلفة وبدأ العديد من المشاهير باعتماده. أحد أكثر الأشكال التي برزت في تلك الحقبة، هو الشوكر الذي اتّخذ شكل الوشم، المصنوع من البلاستيك المشبّك. أثبت هذا الأخير شعبيّته بين روّاد الموضة ولدى الثقافة القوطية. بعد أن اختفى الشوكر لفترة وجيزة من الوقت، عاد خلال العام 2015 إلى الواجهة من جديد، في عالمي الأكسسوارات والمجوهرات.
3- ماذا عن عقد شوكر اليوم؟
بعد أن مرّ على مختلف الحقبات بأشكاله المتنوّعة، أصبح الشوكر اليوم قطعة أيقونيّة في عالم الموضة ويبدو أنه سيبقى موجوداً خلال السنوات القادمة، مجتازاً بذلك اختبار الزمن بامتياز. دخل عالم الموضة من بابه العريض وبات متواجداً بكافّة الأنماط، الأشكال والمواد، لإرضاء مختلف الأذواق، الأساليب وساعات النهار.