ما قصّة قميص البولو؟ بدايته كانت مع الرجال!

يُعَدّ قميص البولو أحد أساسيّات الموضة، وهو متواجد في كلّ خزانة تقريباً، لذا لا شكّ أنّه من أكثر التصاميم شعبيّةً وخلوداً في عالم الأزياء. قد يوحي الاسم الذي يختبئ وراءه برياضة الفروسيّة، إلّا أنّ قصّته هي أكثر تعقيداً ومثيرة للاهتمام. تعرّفي عليها!

تعود لعبة البولو إلى القرن السادس ق.م. عندما كانت تُمارس في بلاد فارس وأجزاء أخرى من آسيا الوسطى. في القرن التاسع عشر، قام الجيش البريطاني المتمركز في الهند، باعتماد الزيّ الرسمي للاعبي البولو الهنود، ومن هذا المنطلق، تعرّف العالم الغربي على هذا الزيّ. في البداية، كان لاعبو البولو الهنود يعتمدون قمصاناً قطنية سميكة طويلة الأكمام، إلا أنّه تمّت إضافة الأزرار حين بدأت الياقة تؤثّر على أدائهم أثناء اللعب ومن هنا كانت بداية قميص البولو. حين حضر John E. Brooks، الرئيس السابق لشركة Brooks Brothers، مباراة بولو في العام 1896 في إنجلترا، لاحظ أنّ ياقات قمصان اللّاعبين مثبّتة حتى لا تعترض أدائهم، وسعى للاستفادة من الأمر من خلال بدئه بإنتاج قمصان Brooks Brothers ذات الياقة المرفقة بالأزرار والتي اعتُبِرت قميص البولو الأصلي. هذه الأخيرة باتت عنصراً أساسياً في الموضة الأميركية في القرن العشرين، يرتديها المشاهير، الفنّانون والسياسيّون.

صُمّم قميص بولو Piqué الذي نعرفه اليوم، لأوّل مرّة للعبة التنس في فرنسا خلال العام 1929. ابتكر لاعب البولو البريطاني Lewis Lacey شعار لاعب البولو، عندما افتتح متجراً رياضياً في بوينس آيرس وبدأ ببيع قمصانه في عشرينيّات القرن الماضي. في الوقت عينه، سعى لاعب التنس الفرنسي Jean René Lacoste الذي كان يلقَّب بالتمساح، إلى تحسين زيّه الرياضي من خلال تصميم ذات أكمام قصيرة مع شعار التمساح المطرَّز على الصدر لناحية اليسار. ظهر القميص لأوّل مرّة في بطولة الولايات المتّحدة U.S. Open في العام 1926.

عاد هذا التصميم الكلاسيكي إلى الواجهة هذا الموسم، بعد أن ساهمت العديد من الصيحات بإنتشاره من جديد. فمَن منّا لا تملك قميص بولو واحد على الأقلّ في خزانتها؟ برز مؤخّراً بأشكالٍ وقصّاتٍ بعيدة عن التصميم الكلاسيكي، فظهر على شكل فستان أو Crop Top، بأقمشة وأساليب فريدة من نوعها. لا تتردّدي بتنسيقه هذا الصيف ضمن إطلالاتكِ النهارية، للمسة عصرية ومريحة في الوقت عينه.