لطالما أحببنا بلقيس، ورأينا فيها امرأة ذكيّة وفنّانة مجتهدة. كانت على غلاف مجلّة "جمالكِ" في ديسمبر 2019 ، أي تماماً قبل أن يبدأ فيروس Covid-19 بالانتشار في بلداننا العربيّة. ما الذي تغيّر في حياتها منذ ذلك الحين؟ الكثير. بلقيس اليوم ليست نفسها منذ 3 أعوام، تغيّرت، تحوّلت وتطوّرت لتصبح النسخة الأفضل عن نفسها. تعترف أنّ حياتها اليوم ليست كالسابق، دخلت مرحلة جديدة... أصبحت أكثر سعادة. بعينين مشعّتين بالحيوية، وطاقة إيجابيّة وابتسامة معدية، كانت لنا معها هذه الدردشة في كواليس الجلسة التصويرية.
تغيّرتِ كثيراً في الفترة الأخيرة. في عينيكِ بريق مختلف، ثقتكِ بنفسكِ واضحة، وتدركين تماماً ماذا تريدين، لديكِ أهداف تعملين بجدّ لتحقيقها. ما السبب؟ هل هو تطوّر طبيعيّ لامرأة ذكيّة أصبحت أكثر نضجاً؟ أم كانت هناك نقطة تحوّل معيّنة في حياتكِ؟
صحيح، هناك تغيير ملحوظ، حتى بالنسبة لي. الجمهور لاحظ أنّ هناك تغييرات إيجابيّة، إنْ في مسيرتي الفنيّة، أو في صوري وإطلالاتي. أعتبر أنّني دخلت في مرحلة جديدة من حياتي الفنيّة والشخصيّة. قرّرت أن أركّز على عملي وأن أحبّ نفسي أكثر، قرّرت أن أكون أقوى، ولمست المردود من خلال النجاحات الأخيرة، وهذا ما يسعدني حقاً. أعتقد أنّه تطوّر طبيعيّ...
في ديسمبر 2019، كنتِ Guest Editor ونجمة غلاف جمالكِ. 3 سنوات مرّت، ما أكبر الدروس التي تعلّمتِها خلال هذه الفترة؟
صحيح، صوّرنا الغلاف قبيل أزمة 19-Covid. بعد ذلك، تغيّر كلّ شيء تغيّراً جذريّاً. تعلّمت دروساً كبيرة، فهذا الفيروس غيّر نمط تفكيري إلى حدّ أنّني أصبحت إنسانة أخرى، وأحيا حياة جديدة. لم أعد أحكم على الناس، صرت أكثر تسامحاً وأكثر تقبّلاً للاختلاف. أصبحت أكثر سعادة لتقبّلي الناس، الاختلاف ونفسي.
خلال هذه السنوات أيضاً، أطلقتِ علامتكِ Bexbeauty. ما هي خططكِ المستقبليّة لها؟ وهل كانت بمثابة خطوة أولى للاستثمار في عالم الأعمال؟
ما لا يعرفه أحد، العلامة كانت تدار من قبل أشخاص معيّنين في البداية، لكن بعد فترة، ولأنّني متخصّصة في التسويق، قرّرت أن أدير العمليّات التسويقيّة بنفسي. أنا سعيدة جدّاً بأنّني معنيّة بكافّة أوجهها، أعرف نقاط القوّة والضعف، مشاكل العلامة وكيف يمكن تطويرها... خلال الأشهر القادمة، ستلاحظون توسّعاً وانتشاراً، فأنا بصدد توقيع بعض الاتفاقيّات. لم أطلق Bexbeauty للمردود الماديّ، أو لأكون وجهها الإعلانيّ، إنّها بمثابة تحدّ لنفسي! أطلقت مشروعاً صغيراً وأريد إيصاله إلى العالميّة.
نعيش في عالم سريع الوتيرة ومليء بالصخب، ممّا يجعلنا نعيش في حالة من الضغط. أين تجدين الهدوء وسط كلّ الضجيج؟
في بيتي في دبي. اخترته في مكان هادئ، مفتوح على الفضاء، حيث لا بنايات ولا بيوت قريبة منه، وجهّزته ليكون الأكثر هدوءاً. بقدر الزحمة والضجّة في حياتي الفنيّة، أتمتّع بحياة هادئة مع ابني. بعد السابعة مساءً، لا نسمع صوتاً بالفعل.
في هذه الزحمة أنتِ الأم وربّة المنزل، الفنانة وسيدة الأعمال. أخبرينا كيف توازنين بين كلّ هذا؟
الأمر ليس سهلاً أبداً. أنا أهتمّ بمنزلي، أحضّر الطعام وأشرف على كافّة التفاصيل. أهتمّ بابني، بفنّي وبنفسي طبعاً. أمارس الرياضة، وأحاول أن أوازن بين كل المهام، من خلال تنظيم الوقت ووضع جدول مواعيد... مسؤوليّة البيت وتربية ابني يخفّفان من وطأة الضغوط في عملي. أن ألعب مع ابني أو أرافقه إلى المدرسة أو أطبخ، كلّها عوامل تساعد في إيجاد التوازن وتخفيف حمل الفنّ الثقيل.
ما النصيحة التي ستعطينها لابنكِ عندما يبلغ 18؟
رغم أنّ والدي معروف في الوسط الفنيّ، إلّا أنّني صنعت نفسي بنفسي. أرادني أن أكون مسؤولة، فلم يدللني بإعطائي المال. أتمنّى لابني أن يكون مسؤولاً في عمر 18، أن يكون سنداً لي، شريكي في أعمالي وأن يكمل الطريق من بعدي، لا أن يستسهل صرف الأموال التي جمعتها بتعبي.
بين أصدقائكِ المقرّبين، من أنتِ؟
أنا التي تشكو كثيراً، ولكن في الوقت نفسه، أنا التي تحلّ مشاكلهم. أستمع إلى مشاكل أصدقائي وأسدي النصح لهم.
أغنياتكِ متناسقة مع عالم TikTok. هل هي استراتيجيّة تتّبعينها عند اختياركِ الأغاني الجديدة؟
ليست استراتيجيّة خاصّة بتيك توك، فالموسيقى التي أقدّمها تتميّز بأنّها إيقاعيّة، وهذا الإيقاع يتماشى مع مجتمع هذه المنصّة. وأعتقد انّ هذا جيد، فمجتمع TikTok "مخيف".
اسيقظتِ يوماً لتجدي أنّ كلّ حساباتكِ على السوشيال ميديا اختفت. ماذا سيكون شعوركِ؟
"خيييي"... ليس عليّ أن أنشر أيّ شيء اليوم.
هل يتعبكِ هذا الموضوع؟ هل تعتبرين أنّه واجب عليكِ؟
ليس واجباً بمعنى الكلمة، لكنّه أصبح أسلوب حياة. فإذا لم تتابعي السوشيل ميديا، يحكم عليكِ أنّكِ Outdated ومتخلّفة.
ماذا بالنسبة للتواصل مع المعجبين؟
التواصل مع المعجبين ومعرفة آراء الناس بأعمالكِ، أمر جيد، رغم أنّهما يحتاجان إلى تخصيص الكثير من الوقت. لكنّ السيّء في الأمر، أنّ هناك بعض الاشخاص الذين لا يهمهم سوى الانشغال بأخبار الآخرين وأحوالهم قبل انشغالهم بأنفسهم.
ما التطبيق الذي لا تستغنين عنه؟
Instagram.
سمّي حساب على انستغرام يعجبكِ محتواه.
مجلّة "جمالكِ" طبعاً، وكلّ ما يتعلّق بالطبخ، فأنا أعشق فنّ الطهي.
ما آخر طبق طهوته؟
البارحة، حضّرت Chicken Curry With Coconut.
دخل عدد من المشاهير عالم الـ Metaverse واستثمروا فيه. هل تؤيّدين ذلك؟ وهل من خطّة للسير على خطاهم؟
الأمر ممكن، لكنّني أخاف. لا أشعر بالأمان لكلّ ما هو افتراضيّ ومتعلّق بالمال، فهو متقلّب وغير ثابت. أنتِ لا تعرفين الظروف، فمن الممكن أن تخسري الكثير أو أن تجمعي ثروة...
التغيير في حياتكِ امتدّ على اطلالاتكِ وهو حتماً إيجابي. هل نعتبره انعكاساً كونكِ أصبحت تحبّين نفسكِ أكثر؟
أنا سعيدة جدّاً لأنكم ترون هذا التغيير إيجابيّاً. حتماً هناك تغيير، وأتلقى العديد من التعليقات الإيجابيّة على أسلوبي. أصبحت أحبّ نفسي أكثر، كما ذكرت، وأحبّ جسمي أكثر. أصبحت منفتحة أكثر على الألوان والأشكال، ولدي رغبة في التجربة، وفي أن أكون مرتاحة في خياراتي.
ما هي القطع التي أضفتِها إلى خزانتكِ مؤخّراً؟
اشتريت بعض الفساتين الصيفيّة، وحتماً معطف Fendace الذي ارتديته اليوم، سيجد له مكاناً في خزانتي.
ما سرّ شعركِ الصحي؟
كثرة استخدام السيشوار والآلات الحراريّة تتعب شعري، لذلك أحرص، عندما لا يكون لديّ ارتباطات عمل، على غسله، ضفره وفكّه للحصول على تموّجات طبيعيّة. أمّا اللّمعان، فيعود لاستخدامي زيوتاً خاصّة بعلاج فروة الرأس والشعر. أعتمد كذلك الزيوت الطبيعيّة وأمزج بين زيت جوز الهند وزيت الزيتون لنتيجة رائعة، كما لا أنكر، أنني ورثت شعراً جميلاً من والديّ، فالعائلتان تتمتّعان بهذه الميزة.
أنتِ من المشجعات للاهتمام بالصحة النفسية. ما الأمور التي تمارسينها لإعادة شحن طاقتكِ والعناية بصحّتكِ النفسية؟
سبق أن تحدّثت عن معاناتي مع متلازمة الكوخ، وهي تصيب الأشخاص الذين عاشوا في عزلة لفترة زمنيّة. عانيت منها، ولم يعد لديّ القدرة على الخروج والتعامل مع الناس من جديد. التأمّل ساعدني كثيراً، بدأت بممارسته يوماً بعد يوم، ثمّ أسبوعيّاً. الآن، أمارس التأمّل كلمّا شعرت بالتوتّر. الصلاة ساعدتني وتساعدني كثيراً.
