close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

ما هي عواقب اللّعب بلون البشرة؟

بسبب نجاحها، شغلت مؤخّراً أساليب تبييض البشرة حيّزاً كبيراً في عالم التقنيّات التجميليّة، خصوصاً فيما يتعلّق بمكافحة البقع الداكنة. أمّا المستحضرات المحفّزة لإنتاج مادّة الميلانين المساعدة على التسمير، فأصبحت الهوس الجديد للماركات. ما هي عواقب اللّعب بلون البشرة؟ فلنبحث عن الإجابة.

بدأت ساعات النهار تطول، الصيف يلوح في الأفق، وها هي الصناعة التجميليّة تقوم بتحوّلٍ مربك قليلاً: على الرفوف، كريمات العناية والأمصال الموحّدة للون البشرة تداخلت مع محفّزات الميلانين، التي اقتحمت الأسواق منذ العام 2010. ولكن لِمَ ترويض إفرازات الميلانين في أيّام الشتاء إنْ كنتِ ستحفّزينها على التزايد بشكلٍ مضاعف مع قدوم الأيّام المشمسة؟ وهل تستطيع بشرتكِ الانتقال من حالةٍ إلى نقيضها الأقصى من دون أيّة عواقب؟ هذه المفارقة في الاستهلاك أثارت العديد من التساؤلات التي تستحقّ التوضيح.

سلسلة من التفاعلات

الميلانين هي المادّة الصبغيّة المسؤولة عن تلوين البشرة، هي من إنتاج الخلايا الميلانيّة الواقعة في قاعدة طبقات الجلد. تتكوّن هذه الخلايا من تشعّبات توزّع حبيبات الميلانين على سطح البشرة. ينتج عن تكوين الميلانين سلسلة من التفاعلات المعقّدة: الأشعّة فوق البنفسجيّة تتسبّب بإفراز هرمون alpha MSH الذي يصدر أمراً إلى أنزيم التيروسيناز بأكسدة التيروزين، وهو حمضٌ أمينيّ موجود في الجسم. هذا ما يؤديّ إلى تشكيل مادّة الميلانين. إذاً، علاقة التيروزين- تيروسيناز هي عنصرٌ أساسيّ في تحفيز المراحل الأولى من تلوّن البشرة. إنّها "المفتاح" للآليّة التي يمكن أن ترتكز عليها مستحضرات التجميل المحفّزة للتسمير.

المزيد من الوقود

يمكن الحصول على التيروزين من خلال النظام الغذائيّ، لكنّ الجلد هو آخر وجهةٍ يصل إليها هذا الحمض، ومن هنا تأتي فكرة تطبيقه محليّاً عن طريق الكريم. هكذا، يحصل أنزيم التيروسيناز على كميّة أكبر من التيروزين لفبركة الميلانين. باختصار، تشبه العمليّة تزويد آليّةٍ طبيعيّة بالوقود. وبالعكس، عند مكافحة البقع، الناتجة عن فائض متمركز من الميلانين، يكون الهدف منع إفراز التيروسيناز، فيبقى التيروزين في حالته الأساسيّة، وتتوقّف عمليّة الاصطباغ. لكن، قبل كلّ شيء، يجب التنبّه إلى درجة لون البشرة، فتحفيز آليّة التيروزين ممكنٌ فقط على البشرة التي تستطيع أن تتسمّر بسهولة. فضلاً عن ذلك، لا يمكن تجاهل آليّات التعديل الخاصّة بالجسم البشري. "لا يمكن توليد إنتاجٍ مفاجئ وغير منضبط من الصباغ حتى من خلال تعريض الخلايا الميلانيّة لجرع زائدة من التيروزين"، يصرّ Jean-Claude Le Joliff، مستشار تجميليّ وبرفيسور في جامعة Versailles Saint-Quentin. وبالتالي، ليس هناك من عجائب، ولا ننسى أنّ كلّ سلسلة من الإنتاج ترتبط بالأشعّة ما فوق البنفسجيّة، أيْ بمعنى آخر: من دون التعرّض إلى حدٍّ أدنى من الشمس، لا تستطيعين تسمير بشرتكِ، سواء كان مع أو بدون "أليّةٍ مسرِّعة".

تسمير أو بقع داكنة؟

ماذا عن البشرة التي تشكو من البقع الداكنة؟ هل سيزداد عددها وحدّتها بعد استخدام مستحضر محفّز للميلانين؟ "إذا لم تكن البقعة ظاهرة، يُعتبر تحفيز الميلانين إجراءً مفيداً، بما أنّ جرعة أعلى من الميلانين تساعدنا في التعرّض إلى الشمس لفترةٍ أقلّ، ولكن، إذا أصبح الإضطراب التصبّغي مرئيّاً، فلا استفادة أبداً من محاولة تحفيز خلايا ميلانيّة مشوّهة. قصّة أخرى أكثر تطرّفاً: "ظهور أيّة بقعة هو دليلٌ على أنّ الخليّة شهدت العديد من العوامل المدمّرة ولم تعد قادرة على تحمّل الأشعّة فوق البنفسجيّة. في تلك الحالة عليكِ الاختيار بين التعرّض للشمس وقبول حتميّة فرط التصبّغ، أو الاحتماء من الأشعّة للحفاظ على بشرةٍ متجانسة. ليس هناك ما يمنع من التوفيق بين تسميرٍ مكثّف في الصيف وليزر لإزالة البقع في الشتاء، ولكنّه إجراءٌ غير ذكيّ"، يؤكد Jean-Claude Le Joliff. أطّبّاء جلدٍ آخرون يعتبرون أنّه لا يجب تضخيم الأمور، فصحيح أنّ هاتين الآليّتين متناقضتان، لكنّ اعتمادهما لا يشكّل أيّة خطورة أو تعارضاً كيميائيّاً. هي بالنهاية مسألة حدسٍ ومنطقٍ سليم".

تخفيف التباين

المنطق السليم لم يكبح رغبة بعض العلامات التجاريّة في جمع النقيضين. لدى By Terry، تمّ العمل على مبدأيّ تحفيز نموّ حبيبات الميلانين وتنظيمها في الوقت عينه للونٍ أكثر تجانساً، وذلك بفضل مستخلص البازلّاء الخضراء، الغنيّة بمادّة السيتوكين. المستحضر هو سيرومTerrybly Sunbooster. أمّا لدى Esthederm، فاختلفت المقاربة، كما تفسّر Isabelle Benoît، المديرة العلميّة للشركة: "قمنا بتحديد نوعين من تحفيز الميلانين، الأوّل يطال الخلايا الميلانيّة مباشرةً تحت تأثير الأشعّة ما فوق البنفسجيّة، والثاني غير مباشر عبر الخلايا الكيراتينيّة". هذه الأخيرة، عند تعريضها لضغطٍ غير عاديّ، تقوم بإطلاق رسائل هورمونيّة لحثّ الخلايا الميلانيّة على إنتاج كميّة أكبر من الميلانين، ما قد يساهم في تشكّل البقع. "تحدّي الشركة يكمن في تعزيز التصبّغ المباشر مقابل تعطيل التصبّغ غير المباشر. النتيجة: تصبح عمليّة تصبّغ البقعة أبطأ من عمليّة تلوّن بقيّة الجلد، فيخفّ التباين". تضيف Benoît: "تتعارض رغبات المستهلكات، لذلك تكمن الفكرة في تثقيفهنّ بشكلٍ أفضل، بحيث يستطعن الحصول على لونٍ برونزيّ من دون أن تزداد حالة البقع سوءاً". المستحضر هوPhoto Regul Crème Visage Irrégularités Pigmentaires.

رأي Jamalouki.net

مهما كان رأي المختبرات، الرسالة التي يجب التنبّه إليها واضحة: محفّزات التسمير ليست مستحضراتٍ سخيفة تضعينها قبل التعرّض للشمس من دون أيّ شعورٍ بالذنب. هي لا تغيّر شيئاً في ضعف بشرتنا تجاه أشعّة الشمس، التي تبقى المسؤول الأكبر عن شيخوختها، وبالتالي ظهور البقع. ننصحكِ بالنظر إلى هذه المستحضرات تماماً لما هي عليه، أيْ حليفة جديدة ضمن برنامج الاعتناء الشامل ببشرتكِ لدى تعريضها للشمس.


المحفّزات الجديدة

أصبح مفهوماً إذاً أنّه من المفضّل استخدام وسائل تفعيل السمرة على بشرةٍ خالية من الاضطرابات التصبغيّة، وذلك لضمان لونٍ أفضل، بخطرٍ أقلّ. منذ أواخر الثمانينات، إهتمّت ماركات عديدة مثل Lancaster وEsthederm بتحفيز إفراز الميلانين، فتوصّلت إلى تركيباتٍ في غاية السريّة. بحسب Le Joliff، "في الآونة الأخيرة، تزايدت المغريات في الأسواق، وأصبحت مشتقّات التيروزين موجودة بعددٍ أكبر، إضافة إلى تركيبات من الببتيد، تتجانس مع متلقّيات أنزيم Alpha MSH، التي تحفّز آليّة تلوّن البشرة من مصدرها". هذه هي الورقة التي لعبتها شركتا Lierac وSampar اللتان أدخلتا هذا الببتيد في تركيبات مستحضراتهما. ماركاتٌ أخرى فضّلت التركيز على دور التيروزين وعنصر الفلافونويد، أو حتى على المستخلصات النباتيّة كالخرّوب، الذي يستخرج منه نوع من السكر يكون في غالبيّة الأحيان الإينوزيتول. تساهم هذه الموادّ في مضاعفة مخزون الصباغ المتاح، وتعزّز اللّون الأسمر الذي تمّ الحصول عليه خلال فترات التعرّض للشمس. كما أنّ إضافتها إلى صيغٍ تكافح الجذور الحرّة، ترطّب وتشكّل فلترات للحماية، تشكّل ولادة جيل جديد من الواقيات الشمسيّة الخارقة. تهدف المختبرات إلى تحفيز آليّة التيروسيناز و أنزيم Alpha MSH في الوقت نفسه، لتأمين لونٍ برونزيّ جميل مع أقلّ تعرّض ممكن للشمس. تكمن الفكرة في التسليح الأفضل للبشرة ضدّ أخطار الشمس.

إقرئي أيضاً: 7 مستحضرات واقية من الشمس

10 نصائح لتطبيق المسمر الذاتي