أحياناً قد ينتج عن اتّباع الحميات الغذائية نتائج عديدة على الجسم، بعضها إيجابي والآخر سلبي. على سبيل المثال قد تلاحظ بعض السيدات تساقط في الشعر عند اتّباع نظام غذائي جديد، حيث يربطن ذلك مباشرةً بالدايت. في الحقيقة، هناك علاقة بين خسارة الوزن وتساقط الشعر، لكن هذا لا يعني أن جميع الأنظمة الغذائية تسبب تساقط الشعر. في هذا المقال، ستتعرفين متى يسبب الرجيم تساقط الشعر، وكيف يمكنك اختيار الحمية الغذائية المناسبة لك.
ما هي العلاقة بين اتّباع رجيم جديد وتساقط الشعر؟
تعدّ بصيلات الشعر من أبرز الأمور لتي تتأثر بعمليّة التمثيل الغذائي في الجسم. تُظهر الأبحاث أن نمو الشعر يمكن أن يتأثر عندما تقللين من تناول السعرات الحرارية أو البروتين وفي حال إذا كنت تعانين من نقص المغذيات الدقيقة. رغم هذا تبقى الروابط بين تساقط الشعر والنظام الغذائي روابط معقدة جداً، لا تُكتشف إجمالاً عبر الملاحضة فقط. لذا إذا كنت تعانين من تساقط الشعر، فقد يكون نظامك الغذائي هو السبب، ولكّن هذا لا ينفي وجود عدة عوامل أخرى. هناك أمور قد تحدث أثناء اتباع نظام غذائي جديد قد تحفز تساقط الشعر، كالإجهاد البدني والعاطفي الناجم عن اتباع حمية معينة، والذي يساهم بلا شك في إضعاف البصيلات وتساقط الشعر مع مرور الوقت. لفهم تساقط الشعر، من المفيد معرفة المراحل الـ4 لنمو الشعر:
مراحل نمو الشعر
1- طور نمو الشعر
خلال هذه المرحلة، ينمو شعرك باستمرار. حوالي 80-90% من شعرك يبقى في هذه المرحلة لمدة 2-7 سنوات.
2- مرحلة التراجع في نمو الشعر
خلال هذه المرحلة الانتقالية التي تستمر 10 أيام فقط، تتقلص بصيلات شعرك وتنقطع عن الدورة الدموية، مما يتسبب في توقف شعرك عن النمو.
3- مرحلة الإنتهاء من نمو الشعر
خلال مرحلة الراحة هذه التي تستمر 3 أشهر، يستمر 10-15% من شعرك بالإستراحة، بالتزامن مع نمو شعر جديد تحتها.
4- مرحلة تساقط الشعر
خلال مرحلة التساقط هذه، من الطبيعي أن تفقد 50-100 شعرة يومياً لأن حيث أن بعضأً من شعرك قد انفصل تماماً عن البصيلات. تتفاعل مع هذه المراحل عدد من العوامل الناتجة عن تغيير نظامك الغذائي، لتؤدي إلى تساقط شعرك، سنذكر لك أبرزها فيما يلي.
ما هي أسباب تساقط الشعر المتعلّقة بالنظام الغذائي؟
1- نقص الحديد في النظام الغذائي
أكثر أنواع نقص التغذية شيوعاً في جميع أنحاء العالم، وهو سبب معروف لتساقط الشعر، وهو ينتج إجمالاً عن إتباع الأنظمة الغذائية النباتية الصارمة. فكوني حذرة، احرصي على أن يشمل نظامك الغذائي كمية المعادن الضرورية لجسمك.
2- قلّة البروتين في النظام الغذائي
عوضاً عن الحديد، الأنظمة قليلة البروتين تحمل إلى جسمك التأثير ذاته. الشكل الحاد من حالة تساقط الشعر الكربي (TE) هو أحد الآثار الجانبية المعروفة لفقدان الوزن المفاجئ أو انخفاض تناول البروتين. تحدث هذه الحالة، التي تسبب ترقق الشعر أو تساقطه، عندما يدخل شعرك في مرحلة التيلوجين قبل الأوان. وهذا يعود إلى الضغوط النفسيّة والجسديّة التي يسببّها نظامك الغذائي. خاصةً وأنّ البروتين يعتبر أحد أهّم المغذيّات التي تساهم في نمو الشعر وتقويته كما وأنّه مهم للأظافر والبشرة.
3- نقص الزنك في النظام الغذائي
الزينك معدن أساسي للبشرة والشعر. على الرغم من أن نقص الزنك غير شائع كما نقص الحديد، إلّا أن عوامل كثيرة قد تحفزه، مثل الشيخوخة وأمراض الجهاز الهضمي، وفقدان الشهية، وسوء الإمتصاص الفيتامينات وأمراض الكبد أو الكلى المزمنة وغيرها.
4- نقص الفيتامين د في النظام الغذائي
يحفز فيتامين د نمو بصيلات الشعر الجديدة، لذلك يعتقد الخبراء أن نقص نسبته في الجسم يمكن أن تتسبب بتساقط الشعر أو ترققه. ولعل الثعلبة وهي أحد أمراض المناعة الذاتيّة التي تسبب تساقط الشعر، هي أبرز ما يدّل على وجود رابط بين نقص الفاتمين (د) وتساقط الشعر.
كيف يمكنكِ الوقاية من تساقط الشعر عند اتّباع رجيم جديد؟
هناك الكثير من التدابير التي من شأنها أن تساعدك على التخلص من مشكلة تساقط الشعر عند اتباع حميّة غذائيّة جديدة. في ما يلي سنذكر لك أبرزها وأكثرها شيوعاً لنساعدك على حماية شعرك من التلف.
1- ضبط كميّة السعرات الحرارية التي تستهلكينها
يجب أن تكوني متأكّدة من أن عدد السعرات الحرارية التي تتناولينها كافية لتغطية احتياجات جسمك. من الطبيعي عند اتباع نظام لفقدان الوزن التقليل من كمية السعرات الحرارية، إلا أن تقليلها بشكل كبير جداً، يسبب تساقط الشعر ومشاكل صحيّة أخرى لا حصر لها. أي أنّ قلّة السعرات تعني وبكلمات أخرى عدم توفر طاقة كافية في جسمك لدعم نمو الشعر، لذا إحرصي على أخذ كفايتك من عدد السعرات الحرارية، ولكّن إبتعدي عن المبالغة، فخير الأمور أوسطها دائماً.
2- الحرص على تناول كميّة كافية من البروتين
تناولي كمية كافية من البروتين، فهو العنصر الرئيسي في تكوين الشعر، وهو مهم جداً لنموه ولحمايته من التساقط. احتياجك للبروتين يعتمد على وزنك ومستوى نشاطك البدني، فمن المهم معرفة كمية البروتين التي يحتاج إليها جسمك، حيث يمكنك استخدام بعض التطبيقات التي ستساعدك على معرفة المقدار الذي تحتاجينه يومياً، والأفضل أن تلجأي إلى أخصائي تغذية ليحدد لك هذا بحسب المعايير العلمية. أضيفي مجموعة متنوعة من البروتينات الصحية إلى نظامك الغذائي للمساعدة في تحسين إنتاج الأحماض الأمينية اللازمة لإنتاج الكيراتين، فالكراتين هو الذي يضمن صحّة شعرك ويحميه. لا تنسي تناول الكثير من الحبوب الكاملة، الفواكه والخضروات.
3- الحصول على قسط كافي من النوم
ساعات النوم الطبيعية التي ينصح بها الأطباء تترواح ما بين السبع ساعات والثماني ساعات. هو توقيت كافي يضمن لجسمك عمله بشكل صحيح طوال اليوم.
4- تناول فيتامينات مفيدة للشعر
احرصي على تناول الفيتامينات المفيدة للشعر، ولكّن احرصي على إستشارة طبيبك قبل أخذها، لكي يقوم بتحديد الأسباب الكامنة وراء نقص المغذيّات والتأكد من أنّ تناول المغذيات المصنعة هو الحل المثالي لمشكلتك، خاصةً وأن البعض يعانون من فرط الفيتامين.