رغبةً منه بنشر السلام، التفاؤل والفرح في قلوب النساء بعد الحرب المظلمة، صنعRobert Ricci، مؤسّس دار NINA RICCI إلى جانب والدتهMaria ، عطر L’Air du Temps في العام 1948. نفحات الحريّة تلك لم تتوقّف عن الانتشار في كافّة أنحاء العالم منذ ذلك الحين حتى بات العطر أيقونة كلّ العصور!
"هدفي هو إضفاء ألوان الحلم على الحياة الواقعيّة"، عبارة قالها Robert Ricci توضح سرّ نجاح عطرٍ ولد في زمن نسي فيه الناس معنى الفرح بسبب الحرب العالميّة الثانية. أراد مؤسّس الدار أن يهدي المرأة التي عاشت صعوبات تلك المرحلة عطراً يجسّد في الوقت نفسه عناصر الأنوثة، المتعة واكتشاف السلام الداخليّ الخالي من القلق. بعد عطره الأوّل Coeur Joie الذي رأى النور في العام 1946، لجأ إلى صانع العطور Francis Fabron الذي ابتكرL’air du Temps وأضاف إلى المكوّنات الأساسيّة، كالبرغموت، الياسمين، الورد، القرنفل، المسك الأبيض وغيرها، مادّة ساليسيلات البنزيل، التي دعمت باقة الأزهار المستخدمة وشكّلت مصدر الروح المنعشة والمشرقة للعطر، والجدير بالذكر أنّها كانت المرّة الأولى التي تُستخدم فيها تلك المادّة في العطور.
عطر L’air du Temps، كما يدلّ اسمه، يترجم شذى الهواء الذي تتنشّقينه، لحن سعادتكِ وإرادتكِ بعيش كلّ لحظة من حياتكِ إلى أقصى الحدود، أنوثتكِ المستعدّة أن تفرد جناحيها كجناحيّ الحمامتين اللّتين تزيّنان غطاء القارورة، وتحرّركِ من ذاتكِ ومن هموم الحياة. من النفحات الأولى ستشعرين حتماً بأنّكِ ولدتِ من جديد.
صُنّف عطر L’air du Temps بين أكثر 5 عطور مبيعاً في العالم. بدأت شهرته تتّسع في العام 1953، وما زالت السوق حتى اليوم تشهد على بيع قارورة كلّ 5 ثوانٍ في كافّة أنحاء العالم!
" إذا كان العطر فنّاً، فيجب أن تكون القارورة التي تحتويه تحفة فنيّة". أراد Robert Ricci أن يختبئ العطر في منزل مميّز وفريد، ومن هنا، كانت Nina Ricciأوّل دار استخدمت الكريستال في قارورة عطر L’Air du Temps. أمّا رمز العطر الذي أصبح أيقونيّاً، فهو عبارة عن حمامتيّ سلام على غطاء القارورة صمّمهما التقنيّ Marc Lalique في العام 1951، بعد أن كانت القارورة في العام 1948، من تصميم النحّات الإسبانيّ Joan Rebull، على شكل شمسٍ حملت حمامة صغيرة على غطائها.
وراحت تتبدّل حلّة هاتين الحمامتين ولونهما الأبيض مع السنوات، فعلى سبيل المثال، أطلقت الدار في العام 2008، بمناسبة مرور 60 عاماً على ولادة L’air du Temps، قوارير محدودة الإصدار باللّون الأسود. وفي العام 2010، أظهر مصمّم الديكور الفرنسيّ Philippe Starck الحمامة بجانحٍ معدنيّ عصريّ، أمّا في العام 2013، فتخيّلت المصمّمة الفرنسيّة Olivia Putman قارورة العطر باللّون الأزرق، "كلون السماء والبحر، رمز الأبديّة والحرية"، كما تقول. تتغيّر الأشكال والجوهر واحد: عطرٌ لا يموت، ينبض بالحريّة ويناسب نساء كلّ العصور.
إقرئي أيضاً: التسعينيّات: الحقبة المحتارة بنفسها - الجزء الثاني