كأنّكِ تغمرين نفسكِ بإكسير ورد الطائف، لكنّ ذلك لا يُشبع حبّكِ كامرأة عربيّة للعطر الغنيّ والغامض، ولا يحاكي عشقكِ للنجوميّة وترك أثر أينما ذهبتِ، فيأتي العنبر ليلبّي كلّ توقّعاتكِ، ويضيف إليها نفحةً حمضيّة إيطاليّة، ليضمن ألاّ عطراً يشبه عطركِ هذا: BVLGARI Le Gemme Sahare. مستوحى من حجر اليشب الورديّ الكريم، يمكننا أن نؤكّد لكِ أن هذا العطر لا يشبه أيّ مزيجٍ شممته من قبل.
• دار بولغاري تكشف عن عطر Le Gemme Sahare
في ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية، وبالتزامن مع بينالي الفنون الإسلاميّة في الدرعيّة، أطلقت دار Bulgari عطر Sahare الذي يحتفي بمنطقة الطائف ويكرّم الثقافة العربيّة، في تجربةٍ إحتفاليّة آسرة في حيّ جاكس في الدرعيّة، حاكت حواس السمع والبصر والذوق والشمّ. ورد الطائف برائحته ولونه كان نجم اليوم، من الزينة وروائح الجوّ وورش العمل، إلى الإضاءة والأطباق وأفلام الوثائقي التي تمّ عرضها على شاشات ضخمة لفّت المكان بأكلمه.
في نفس الإطار، ومن عالم الخيال والذكاء الاصطناعيّ، إلى العالم الحقيقيّ الحسيّ، انتقل الفنّان Victor Nouman، مؤسّس استوديو Utopic Arabia، ليبتكر وردة الطائف في مجسّم عصريّ ضخم، زيّن حيّ جاكس في الدرعيّة. عُرفت صفحة utopicarabia على انستغرام باستخدامها الفنيّ للذكاء الاصطناعيّ بهدف زيادة عناصر جميلة على صور حقيقيّة لأماكن ومعالم عربيّة.
• مقابلة مع Amandine Pallez: المديرة الإبداعيّة للعطور ومديرة الإرث الثقافيّ
Amandine Pallez
1- كيف يمكن لماركة عريقة أن تحاكي الأجيال الجديدة وتتماشى مع العصر، وأن تحافظ على إرثها وهويّتها في الوقت عينه؟
دوري المهنيّ يقوم على التأكّد من أنّ كلّ ما نطلقه مستلهم من الإرث الضخم للدار ومن مبادئ Bulgari، ويحاكي هويّتها الرومانيّة، الإيطاليّة، القائمة على العاطفة والجرأة والألوان والتصاميم النابضة بالطاقة والتي تحمل قِصصاً مختلفة. التحدّي يكمن في الجمع بين هويّة الدار والرؤية الحديثة للأشياء، لأنّ Bulgari لطالما كانت عريقة ورائدة، ولكن معاصرة ومتجدّدة مع كلّ الحقبات الزمنيّة. دائماً ما أفكّر بهذه الطريقة عند اتخاذ القرارات المتعلّقة بالعطر وهوّيته وقارورته: هل يمكنني إعطاءه إسم ماركة أخرى غير Bulgari؟ إذا كانت الإجابة نعم، فيجب إعادة التفكير وإعادة العمل.
2- أخبرينا قصّة Sahare...
مجموعة Le Gemme المستوحاة من الأحجار الكريمة تضمّ الروائح الخشبيّة والعميقة، كما تضمّ الروائح المنعشة، لكن كان ينقصنا ما أسمّيه الرحيق الساحر، الآتي من الأزهار. السؤال كان كيف يمكننا أن نخطو في عالم الأزهار الضخم والقديم، ولكن أن يكون العطر مميّز ومختلف، خصوصاً في المنطقة العربيّة ومنطقة الخليج التي أتقنت فنّ العطور منذ أكثر من 4000 عام؟ فكّرنا بوردة الطائف التي تشبه اللغز، فالجميع يتحدّث عنها من دون رؤيتها، لأنّه من الصعب الحصول عليها. تحدّثتُ مع صانع العطر Yann Vasnier وقال لي إنّه سيتمكّن من الحصول على عيّنة أصليّة، لكي ندرس خصائصها الغنيّة جدّاً. التحدّي كان كيف نحوّلها إلى فخمة، فقرّرنا خلق تناقض بينها وبين العنبر، باستخدام تقنيّات عالية.
3- لماذا اخترتم الرياض كوجهة لإطلاق العطر؟
أردنا إطلاق العطر بالتزامن مع بينالي الفنون كتعبير عن حبّ دار Bulgari للفنّ. كان الفنان العالمي Andy Warhol يقول إنّه عندما يذهب إلى روما، دائماً ما يزور بوتيك Bulgari لأنّه يشبه متحفاً للفنّ الحديث. الفنّ جزء لا يتجزّأ من هويّة الدار.
4- كيف تصفين تعامل الدار الأوّل مع Yann Vasnier؟
كنت أبحث عن الموهبة المناسبة لضمّها لعائلة Bulgari وهذه عمليّة تأخذ وقتها. التقينا لعامٍ كامل فقط للتعرّف أكثر والتحدّث، لأنّ اختيار صانع عطور بالنسبة إليّ هو قرار يجب أن يدوم طويلاً. يشبه ذلك الالتزام بموهبة وجعلها جزءاً من العائلة. عندما اقترحتُ عليه وردة الطائف، قمنا بالبحث سويّاً وكانت تجربة جميلة.
5- كامرأة فرنسيّة، كيف ترين الذوق المنمّق للمرأة العربيّة، خصوصاً فيما يخصّ العطور؟
لا أراه صعب الفهم لأنّني لطالما كنت منذهلة بشغف المرأة العربيّة بالعطور وهو شغف لا تجدينه في أيّ مكانٍ آخر. أكنّ الكثير من الإعجاب والاحترام لذوق المرأة العربيّة المنمّق وارتباطه الوثيق بالثقافة والتقاليد، وأعتبر أنّه يجب أن يُدرّس في كلّ العالم.
6- عندما تعملين على فكرة عطرٍ جديد، هل تتبعين متطلّبات البسنس وحاجة السوق، أم تتّكلين على حدسكِ والعمليّة الإبداعيّة؟
الأمران معاً. لا يمكن فصلهما، لكن عندما تكون الرؤية التجاريّة واضحة، تصبح الأمور أكثر سهولة، وأركّز اهتمامي على قِصّة العطر، من أين يجب أن يأتي وعن ماذا يجب أن يعبّر.
7- أخبرينا عن عمليّة صنع العطر...
تأخذ عمليّة الصنع حواليّ عاماً من الوقت ويتمّ العمل على القارورة والتركيبة في وقتٍ متوازٍ، لأنّ هذين العنصرين يجب أن يكونا متناغمين. بعد ذلك، تأخذ عمليّة التسويق وإطلاق العطر في الأسواق عاماً آخر، فيكون المجموع حوالي العامين لكلّ عطر. أعشق حريّة التعبير التي تمنحها Bulgari للاكتشاف والمغامرة. أحبّ الروح الايطاليّة الحرّة والليّنة.
8- أيّ عطرٍ تضعين اليوم؟
Sahare طبعاً!
• مقابلة مع Yann Vasnier: صانع عطر Sahare
Yann Vasnier
1- ما هو الجانب الأصعب من مهنة صناعة العطور؟ أخبرنا عن التحدّيات...
في بداياتي، لم يكن الكثير من الناس يعرفون عن هذه المهنة وكان ذلك صعباً، أمّا اليوم فهنالك الكثير من المنافسة، لذلك ما زالت صناعة العطور مهنة غير سهلة. يجب أن ينسى صانع العطور أنانيّته كفنّان، ويتقبّل كلّ الآراء ويقبل أن يغيّر في تركيبة عطرٍ ما أو أن يعيد العمل من جديد... لكنّ العمل مع Bulgari مختلف، لأنّ العلاقة قائمة على الثقة وعلى العلاقات الودّية في العمل. فيما يخصّ Sahare، عملتُ يداً بيد مع رئيسة قسم العطور Amandine Pallez وكنّا نتّخذ القرارات بتوافق. من ناحية أخرى، كنتُ أشعر بالضغط والتوتّر لأنّني آتي إلى Bulgari بعد مجموعة من صانعي العطور الأيقونيّين، وكنت أريد لعملي أن يلقى الصدى المطلوب.
2- وصفتكَ الصحافة الأجنبيّة بصانع العطور "الموهوب جدّاً"، الذي يملك "أسلوباً خاصّاً جدّاً"... برأيكَ، ما هي نقطة قوّتك؟
لا أحبّ العمل على عطور تجاريّة ولست صانع عطور تجاريّ. لا أعرف إن كان ذلك نقطة ضعف أم نقطة قوّة. العطر التجاريّ يُشعرني بالحزن. لا أستطيع تركيب عطرٍ لا يمكنني شخصيّاً وضعه. هنالك مستوى من الشياكة والأناقة أتوقّعه من العطر ولا أستطيع التخلّي عنه. لا أحبّ العطر السكريّ جدّاً، أو الحمضيّ أو الزهريّ جدّاً... أحبّ خلق تناقضات وزيادة أفق تجعلني أرغب في وضع العطر الذي أصنعه.
3- أخبرنا قِصّة Sahare؟
الموجز الأوّل كان بدء العمل على عطرٍ مستوحى من حجر اليشب الورديّ، وهنا بدأت أفكّر في اتجاهاتٍ عدّة، وعملت على 7 عيّنات مختلفة فعلاً. بالتزامن مع ذلك، كان الجميع يزور منطقة العلا ويخبر عن جمال المملكة العربيّة السعوديّة، فقرّرنا الذهاب في اتجاه وردة الطائف. هذه الوردة قريبة منّي لأنّها تذكّرني بورود حديقة والديّ، وتوقظ فيّ مشاعر الفرح والراحة. بعد اختيارها، أردتُ إضافة العنبر، ما خلق عطراً لا يشبه أيّ عطرٍ موجود: حسيّ، خشبيّ، حارّ، وسهل الإدمان على رائحته.
Jonathan Brinbaum ،Yann Vasnier، وAmandine Pallez في حفل إطلاق العطر في الدرعية
4- هل أتى الإسم قبل العطر؟
قرّرنا الإسم بعدما اعتمدنا على تركيبة العطر. أحبّ هذا الإسم كثيراً، وبصرف النظر عن معناه الذي يعبّر عن جمال الصحراء، هو يشبه كلمةً شعريّة أو مقطعاً موسيقيّاً سلساً.
5- ما العنصر الأهمّ الذي أخذته في عين الاعتبار خلال العمل لدار Bulgari؟
عندما بدأتُ العمل لـ Bulgari، تعمّقتُ بكلّ ابتكاراتهم، ورأيتُ أنّ هنالك قاسم مشترك وهو عنصر الإبهار مع لمسة تجريديّة غامضة.
6- خلال عمليّة خلق العطر، هل تتبع حدسك بشكلٍ كامل، أم أنّ الأمر يقوم أكثر على الكيمياء والمتطلّبات التجاريّة؟
يعتمد ذلك على رؤية الدار التي أعمل معها، ولكن المعيار الوحيد الذي لا أتخلّى عنه هو تقديم عطر جديد ومختلف ولا يشبه العطور التجاريّة. يتطلّب الأمر الكثير من التجارب والمشاعر، وطبعاً الخبرة والكيمياء وحاجة السوق.
7- إذا كانت Sahare امرأة، كيف تبدو في خيالك؟
امرأة عربيّة معاصرة، شابّة، تعشق الفخامة والجودة العالية، تحبّ البروز، تفتخر كثيراً بجذورها وثقافتها ولكنّها ترحبّ بالتغيير أيضاً.
8- أسئلة سريعة:
- رائحة تعود بك إلى الطفولة؟
رائحة الزبدة المملّحة على الخبز.
- صِف رائحة والدتك.
رائحة الورد.
- هل ذاكرتكِ شمّية أكثر أم بصريّة أكثر؟
الذاكرتان منصهرتان. أتذكّر الصورة مع الرائحة.
- شمس أم مطر؟
شمس، لكن أحبّ الشتاء.
- صنع العطر يشبه...
لعبة بناء.
- صفّ ديناميكيّة العمل مع Bulgari بكلمة واحدة.
مليئة بالاحترام.
- المدينة المفضّلة؟
باريس.
- المطبخ المفضّل؟
الإيطاليّ.
- رائحة الورود أم البهارات؟
الورود والبهارات.
- رائحة بودريّة أم خشبيّة؟
خشبيّة أكيد.
