اضرار صحية لعدم ممارسة العلاقة الحميمة لوقت طويل

مما لا شك فيه أن ممارسة العلاقة الحميمة بشكل طبيعي وبمعدلات طبيعية تساعد في خلق الاستقرار والتوازن في الحياة الزوجيّة، ولكن قد يبتعد الزوجين عن ممارسة العلاقة الحميمة لفترة طويلة، للعديد من الأسباب والتي قد تكون أسباب صحية أو نفسية أو أسباب أخري مثل السفر أو الحمل والولادة. إلا أن عدم ممارسة العلاقة الحميمة لفترات طويلة يتسبب في العديد من الأضرار الجسدية، والنفسية. تعرّفي، في هذا المقال، على أبرز الأضرار الصحية لعدم ممارسة العلاقة الحميمة لوقت طويل.

من الفوائد الهامة للممارسة الحميمة هو الحفاظ على صحة المهبل وعدم إصابته بالضمور، أما في حال التوقف عن ممارسة الجنس فغالباً ما تظهر به علامات الشيخوخة مبكراً، وذلك لأنه يفقد قوته. ضمور المهبل هي حالة تصيب الأعضاء التناسلية لدى النساء، والتي تنتج عن ترقق وجفاف والتهاب جدران المهبل، التي قد تحدث عندما يفرز جسمك كميات أقل من هرمون الأستروجين. يحدث ضمور المهبل في أغلب الأحيان بعد انقطاع الطمث. بالنسبة للعديد من النساء، فإن ضمور المهبل لا يجعل الجماع مؤلماً فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى أعراض بولية مؤلمة.

عند التوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة لفترة طويلة سوف يصبح المهبل أكثر ضيقاً، وحينما تعود الممارسة الحميمة بين الزوجين فسيكون الأمر مؤلماً لدى المرأة حتى يتخذ المهبل وضعية متناسقة مع حجم العضو الذكري.

مشكلة صحية أخرى يسببها التوقف عن الممارسة الجنسية وهي إصابة عضلات قاع الحوض بالضعف نتيجة عدم تحركها لفترات طويلة فتصبح مرتخية بشكل كبير، وفي حال التوقف عن الجنس بشكل اضطراري ينصح بممارسة تمارين رياضية تمنح عضلات الحوض القوة التي تحتاجها.

عضلات الأعضاء التناسلية مثل أي عضلة أخرى في الجسم تحتاج إلى حركة دائمة للحفاظ على لياقتها وقيامها بوظائفها بصورة أفضل. لذلك فإن عدم ممارسة العلاقة الحميمة لوقت طويل يؤدي إلى ضمور العضو الذكري لدى الرجل. والمقصود بذلك، حدوث انخفاض في حجم القضيب عن المعدل الطبيعي، وفي بعض الأحيان يكون هذا الضمور دائم وفي أحيان أخرى يكون نتيجة لحالة قابلة للعلاج أو بسبب عادات نمط الحياة بما فيها التوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة لفترة طويلة.

بالنسبة للرجال، قد يرتبط عدد المرات التي يمارسون فيها الجنس بفرص إصابتهم بسرطان البروستاتا، لكن الأدلة مختلطة. في إحدى الدراسات الكبيرة التي أجريت على ما يقرب 30 ألف رجل، فإن أولئك الذين قالوا إنهم يقذفون أكثر من 21 مرة في الشهر في المتوسط لديهم فرص أقل للإصابة بسرطان البروستاتا خلال حياتهم، مقارنة بأولئك الذين يقذفون من أربع إلى سبع مرات في الشهر.

تأثير نفسي يسببه التوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة لوقت طويل، ألا زيادة القلق والتوتر، حيث إن الجنس يساعد في التخلص من الشعور بالقلق والتوتر لدى الزوجين، كما أن الممارسة بانتظام تساعد في تنشيط الدورة الدموية بصورة أفضل، ويتوقف الجسم عن إفراز الأندروجين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة والرضا. نتيجة لكل ذلك قد يتعرض الإنسان الذي لا يمارس العلاقة الحميمة لفترة طويلة إلى حالات من سوء المزاج والاكتئاب.

تساعد الممارسة الحميمة على النوم بسهولة وخاصةً بعد الممارسة، حيث إن هرمون البرولاكتين الذي يتم إنتاجه بعد ممارسة العلاقة الحميمة يخلق مشاعر الاسترخاء والنعاس، كما أن التوتر بسبب عدم الممارسة الجنسية سوف يؤدي إلى كثرة التفكير قبل النوم والشعور بالقلق والأرق.

تساعد ممارسة الجنس بانتظام في تقوية جهاز المناعة، مما يزيد من قدرة الجسم على محاربة الأمراض، فقد وجد أن هناك ارتباط وثيق بين الإصابة بالأمراض المتعلقة بضعف جهاز المناعة وبين عدم ممارسة العلاقة الحميمة. لقد بينت الدراسات ارتفاع تركيز الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين يمارسون العلاقة الحميمة مرّة أسبوعيّاً على الأقل.

نتيجة وجود نشاط بدني مستمر أثناء العلاقة الحميمة يشعر الزوجان أنهما بكامل طاقتهما ونشاطهما في مختلف الأوقات، أما التوقف عن الجنس فيؤدي إلى الميل للكسل والخمول، والاعتياد على ذلك بمرور الوقت. كما أن الجنس يعد ممارسة رياضية تساعد في تخفيض الوزن وتحريك كافة أجزاء الجسم، ولذلك فإن الانتظام في ممارسة العلاقة الحميمة سوف يضمن الحفاظ على اللياقة البدنية.

تؤثر العلاقة الحميمة على الأداء العقلي وزيادة إنتاج الخلايا العصبية لتحسين القدرات العقلية والذاكرة ووظائف المخ، وعند التوقف عن الممارسة ستقل هذه الوظائف في أداء عملها بطريقة طبيعية. من هنا، يمكن القول إن ممارسة العلاقة الحميمة بشكل منتظم يساهم في الحفاظ على وظائف الخلايا العصبية. لا يزال البحث في مراحله المبكرة، لكن بعض الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون الجنس غالباً ما يتمتعون بذاكرة أفضل. وهناك علامات على أن الجنس يمكن أن يساعد عقلك على نمو الخلايا العصبية والعمل بشكل أفضل بشكل عام.

يساعدك الجنس المنتظم على الشعور بأنك قريب عاطفياً من شريكك، مما يفتح الباب أمام تواصل أفضل. يميل الأزواج الذين يمارسون الجنس بانتظام إلى القول إنهم أكثر سعادة من أولئك الذين يمارسون الجنس قليلاً أو لا يمارسونه إطلاقاً.