للاكتئاب تأثير أيضاً على العلاقة الحميمة... إليكِ كيف

الاكتئاب هو اضطراب في المزاج يسبب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام، وهو يؤثر على شعورك وتفكيرك وسلوكك، ويجعل القيام بالأنشطة اليومية العادية أمر صعب. لا تؤثر الإصابة بالاكتئاب على المزاج فحسب، ولكنها قد تؤدي إلى اضطراب بعض وظائف الجسم، وإحداها هي الوظائف الجنسية. من هنا، قد تتساءلين كيف يؤثر الاكتئاب على العلاقة الجنسية؟ أكملي قراءة المقال لكي تتعرّفي على كافة التفاصيل.

الكثير من الرجال والنساء الذين يعانون من الاكتئاب يتحدثون عن ضعف الرغبة الجنسية لديهم أو انعدامها تماماً، ولا عجب أن هذه الظاهرة لها تأثير كبير على العلاقة بين الزوجين عندما يعاني أحدهما من الاكتئاب. لفهم العلاقة بين الاكتئاب وضعف الرغبة الجنسيّة، يجب النظر بتأثير الاكتئاب على الدماغ. على عكس ما يعتقد الكثيرون، لا تبدأ الرغبة من الأعضاء الجنسية، وإنما تبدأ من المخ، ومن ثم تنتقل إلى الأعضاء الجنسية من خلال النواقل العصبية التي يفرزها المخ. هذه النواقل العصبية بدورها تؤثر على الأعضاء الجنسية وتولد شعوراً بالرغبة الجنسية، كما تؤدي إلى اندفاع الدم إلى الأعضاء الجنسية. يؤثر الاكتئاب على مستويات هذه النواقل العصبية في المخ، لذلك فإن العديد من الرجال والنساء المصابين بالاكتئاب يعانون من انخفاض واضح في الرغبة الجنسية، أو حتى غيابها تماماً، مما ينعكس سلباً على العلاقة الحميمية بين الشريكين حين يعاني أحدهما من الاكتئاب. تزداد حدة الصعوبات الجنسية التي قد يختبرها المريض كلما زادت حدة الاكتئاب، كما أنه عادة ما يكون تأثير الاكتئاب على الحياة الجنسية أكثر سوءاً لدى الأشخاص المتقدمين في العمر الذين غالباً ما تكون لديهم مشكلات صحية أخرى تؤثر بشكل ما على الوظائف الجنسية.

قد يواجه كل من الرجال والنساء الذين يعانون من مرض الاكتئاب صعوبات في بدء الممارسة الجنسية والاستمتاع بها، وتختلف الطريقة التي يؤثر فيها مرض الاكتئاب على الوظائف الجنسية لدى كل من الرجال والنساء على الشكل التالي:

• عند السيدات يجعلهن الاكتئاب أكثر عرضة لاختبار مشاعر الحزن العميق، مما يؤثر بشدة على ثقتهن بأنفسهن، هذه المشاعر تؤثر بشكل جذري على حياتهن الجنسية.
• لدى الرجال المصابين بالاكتئاب عادة ما يكون عارض فقدان الاهتمام والحماس للقيام بالأنشطة المختلفة أكثر شيوعاً، ويشمل ذلك فقدان الاهتمام بالنشاط الجنسي ويجعله يبدو غير جذاب.
• لدى كل من الرجال والنساء يؤدي وجود الصعوبات الجنسية المصاحبة للاكتئاب إلى المزيد من الشعور بعدم الاستحقاق وأعراض الاكتئاب الأخرى، والذي يؤدي بدوره إلى المزيد من المشاكل الجنسية، مما قد ينتج عنه الدخول في دائرة مغلقة من الاكتئاب والصعوبات الجنسية.

يؤثر الاكتئاب على قدرة المرأة أو الرجل على الوصول إلى النشوة الجنسية مما يجعل العلاقة الحميمة غير مرضية لهما. بالنسبة إلى الشريك الذي يعاني من الاكتئاب لن تكون العلاقة الجنسية مرضية أبداً بسبب عدم الوصول إلى النشوة وبالتالي مع الوقت سيصاب بالفتور الجنسي ويتوقف النشاط الجنسي لديه، وهذا الأمر سيصبح غير مرضي للشريك الذي لا يعاني من الاكتئاب كون الرغبة الجنسية لديه تكون موجودة أما في المقابل لن يتمكّن من تفريغ هذه الرغبة لأن الشريك الآخر لا يرغب بممارسة العلاقة الحميمة. هذا الأمر سوف يؤدي إلى مشاكل كثيرة بين الزوجين مع مرور الوقت في حال لم يكن هناك تفاهم ودعم وتواصل سليم فيما بينهما.

على الرغم من أن مضادات الاكتئاب تساعد على تحسين الحالة المزاجية والشعور باحترام الذات، فالبعض منها على سبيل المثال هي أدوية تثبط امتصاص السيروتونين وتسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها، هذه الآثار الجانبية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الأداء الجنسي. الأدوية المضادة للاكتئاب تحسن الحالة المزاجية عن طريق تغيير التوازن بين المواد الكيميائية في الدماغ، لكن لسوء الحظ تلك هي المواد الكيميائية نفسها التي تشارك في الاستجابة الجنسية، لذلك فإن مضادات الاكتئاب قد تُحدث خللاً في توازن هذه المواد الكيميائية مما يسبب غالباً مشاكل في الأداء الجنسي، ويبدو أن الآثار الجانبية الجنسية لمضادات الاكتئاب تزداد مع زيادة الجرعة. المشاكل في الأداء الجنسي التي يمكن أن تسببها مضادات الاكتئاب تشمل:

• عدم القدرة على المبادرة لممارسة الجنس أو الاستمتاع أثناء ممارسته.
• عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.
• تدني الدافع الجنسي.
• جفاف المهبل لدى النساء.
• عدم القدرة على الانتصاب لدى الرجال.

صحيح أن مضادات الاكتئاب تؤثر سلباً على الأداء الجنسي كما ذكرنا سابقاً، إلّا أن هناك طرق لتفادي الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب والتي تشمل:

• استخدام مضادات الاكتئاب التي لا توثر على الأداء الجنسي: تعمل بعض مضادات الاكتئاب الجديدة بشكل مختلف عن الأدوية التقليدية وبالتالي قد لا تؤثر على الأداء الجنسي بطريقة مماثلة، لذلك حاولي أن تطلبي من طبيبكِ أن يصف لك دواء آخر له تأثير أقل على الأداء الجنسي لديك.
• استخدام أدوية لعلاج مشاكل الأداء الجنسي: يوجد أدوية لعلاج مشاكل الأداء الجنسي التي يمكن أخذها بالتزامن مع أخذ مضادات الاكتئاب، ولكن يجب عليكِ التحدّث مع طبيبكِ حول المشاكل التي تعانين منها، إلا أن المشكلة قد تكون بأن هناك أناس يستصعبون التحدث عن حياتهم الجنسية حتى ولو مع شخص مهني، ولكن فكري في أنه دون أن يعرف الطبيب عن مشكلتك لن يكون قادراً على مساعدتك في علاجها.

المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب