ما هي الياف الرحم؟ وهذه هي أسبابها وأعراضها

تُصاب العديد من النساء بالأورام الليفية الرحمية في وقت ما خلال حياتهن. في حال كنتِ مصابة بالياف الرحم، قد لا تدركين ذلك لأنها غالباً لا تسبب أيّة أعراض، بل على الأرجح أن يكتشف طبيبك الأورام الليفية بالصدفة أثناء فحص الحوض أو إجراء تصوير فوق صوتي خلال الحمل. في هذا المقال، سنعرّفكِ على أسباب وأعراض الياف الرحم وكيفية علاجها، ولكن بدايةً دعينا نقول لكِ ما هي الياف الرحم.

الياف الرحم والتي تُعرف علميّاً باسم Uterine fibroias هي نوع من الأورام التي تنمو في الرحم، وهي غير سرطانية وغالباً ما تظهر خلال سنوات الإنجاب. لا ترتبط الأورام الليفية الرحمية بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرحم وفي الغالب لا تتحول إلى سرطان أبداً. إليكِ تفاصيل أكثر حول الياف الرحم في السطور التالية.

• الحجم: تتراوح أحجام الأورام الليفية ما بين حجم البذرة، التي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية، إلى كتل ضخمة يمكن أن تشوه الرحم وتوسعه.
• العدد: يمكن أن يكون لديك ورم ليفي واحد أو أورام ليفية عدة. في الحالات القصوى، يمكن للأورام الليفية المتعددة توسيع الرحم الأمر الذي يسبب زيادة الوزن.
• مكان النمو: يتواجد تليف الرحم في ثلاثة أجزاء من الرحم، وهي: تجويف الرحم، جدار الرحم، أو خارج الرحم.
• نمط النمو: يختلف نمط نمو الأورام الليفية الرحمية، فمنها ما ينمو ببطء ومنها ما ينمو بسرعة، أو ربما تبقى بالحجم نفسه. تمر بعض الأورام الليفية بمرحلة من طفرات النمو، وقد يتقلص بعضها لوحده من دون أي علاج. كذلك الأمر، تتقلص الكثير من الأورام الليفية التي كانت موجودة أثناء الحمل أو تختفي مع عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي.
• المضاعفات على الصحة: على الرغم من أن الأورام الليفية الرحمية في الغالب ليست خطيرة، فإنها قد تتسبب في الشعور بعدم الراحة، وقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، ممّا يسبب الشعور بالإرهاق بسبب فقدان الدم بكثافة.
• المضاعفات على الحمل: عادةً، لا تعيق الأورام الليفية حدوث الحمل. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تسبب الأورام الليفية، وخاصة الأورام الليفية تحت المخاطية، العقم أو فقدان الحمل. قد تزيد الأورام الليفية أيضاً من خطر حدوث بعض مضاعفات الحمل، مثل انفصال الـمَشيمة وتقييد نمو الجنين والولادة المبكرة.

• ذات صلة
  هذه هي أهم أسباب الإجهاض

مع أن الأسباب المحددة وراء نمو الياف الرحم لا زالت مجهولة للعلماء، إلا أنّهم أكّدوا أن هناك مجموعة من الأسباب تزيد من احتمال حدوث الياف الرحم، تعرّفي عليها فيما يلي:

تحدث التغيرات الوراثية عندما تطرأ تغيّرات جينية في ألياف الرحم تجعلها مختلفة عن جينات الأنسجة الطبيعية. هذه التغيرات الجينية هي أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور الياف الرحم عند عدد كبير من النساء. ويعتبر هذا السبب من الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة بالياف الرحم.

قد يؤدي حدوث خلل معين في إنتاج هرمونات البروجسترون والإستروجين عند المرأة إلى ظهور الياف الرحم. لقد بيّنت الدراسات أنّ ألياف الرحم تحتوي على مستقبلات هرموني الاستروجين والبروجستيرون أكثر من خلايا عضلات الرحم الطبيعية، من هنا قد يؤدي الخلل الهرموني المتمثل بانتاج كثيف لهرموني الاستروجين والبروجستيرون إلى تغذية الياف الرحم وتعزيز ظهورها ونمو حجمها. لقد أظهرت الدراسات أيضاً أن الياف الرحم تختفي، أو يصغر حجمها مع انقطاع الطمث، وذلك بسبب انخفاض نسب هذه الهرمونات التي تغذيّها.

إذا أصيبت والدتكِ أو أختكِ بالأورام الليفية، فأنتِ معرّضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بها. ولكن هذا لا يعني أنّ في حال إصابت الأم، أو الخالة، أو الأخت بالياف الرحم أنّكِ ستصابين بها بالتأكّيد وذلك لأن الياف الرحم لا تعتبر مرضاً وراثيّاً بل العامل الوراثي قد يرفع من احتمال الإصابة به.

إذاً، السببين الأكثر شيوعاً لنمو الياف الرحم هما التغيرات الورائية، أو وجود خلل في هرمونات جسم المرأة، إلاّ أن هناك عوامل أخرى قد تزيد من فرص الإصابة بتليف الرحم، وهي:

• التعرض لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية.
• بدء الدورة الشهرية في عمر مبكرة.
• نقص فيتامين د.
• استخدام وسائل منع الحمل.
• السمنة.
• التدخين.
• اتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء ويحتوي على قدر أقل من الخضراوات الخضراء والفاكهة والحليب ومشتقاته.
• الإصابة بعامل النمو شبيه الإنسولين أي Insulin-like growth factor والذي يمكن أن يؤثر في نمو ألياف الرحم.

العديد من النساء اللواتي يصبن بتليف الرحم لا تظهر عليهن أية أعراض، لكن في حالات قليلة قد تظهر الأعراض التالية:

• دورة شهرية كثيفة، ونزيف دم غزير خلال الحيض.
• دورة شهرية مدتها أكثر من أسبوع.
• ألم أو ضغط في منطقة الحوض.
• تبول متكرر أو مواجهة صعوبة عند محاولة التبول.
• الإمساك.
• ألم في الظهر أو في الساقين.
• تضخم في منطقة أسفل البطن.
• ألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.

يختلف العلاج من شخص لآخر حسب عوامل معينه منها موقع الورم وأعراضه والعمر، ويكون العلاج على إحدى الأشكال التالية:

• العلاج الدوائي لإيقاف نمو الورم الليفي.
• العلاج الجراحي لاستئصال الورم أو استئصال الرحم بحالة تفشي المشكلة.
• العلاج الشعاعي لإيقاف نمو الورم الليفي أو استئصاله.
• خنق الورم الذي يقوم على حقن مواد معينه في الورم لإيقافه.
• الكي الكهربائي لاستئصال الورم بتمرير تيار كهربائي عليه.

المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب