ما هو عسر الحيض، أنواعه وأسبابه؟

يحدث الطمث مرة خلال الدورة الشهريّة عند تمزّق بطّانة الرحم، فينزف الدم من الرحم عبر المهبل. يستمرّ الطمث في المتوسط نحو 5 أيام، وعموماً تتراوح المدة ما بين يومين و7 أيام وهذا أمر طبيعي. تعيش النساء خلال فترة حدوث الحيض مجموعة من العوارض التي تُعرف باسم عسر الحيض، وقد تختلف حدّة هذه العوارض بين امرأة وأخرى. ما هو عسر الحيض بحسب التعريف العلمي له؟ ما هي أنواعه وأسبابه؟ كل الأجوبة والتفاصيل سنقدّمها لكِ في هذا المقال، أكملي القراءة.

عسر الطمث أو عسر الحيض، هو المصطلح الطبي الذي يشير إلى تقلصات الدورة الشهرية التي تشعر بها المرأة خلال حدوث الطمث. قد تختلف أعراض عسر الطمث من امرأة إلى أخرى، فيمكن أن تكون بسيطة أو شديدة ومؤلمة جدّاً إلى درجة تجعل المرأة غير قادرة على متابعة نشاطاتها اليوميّة. يمكن التخفيف من آلام عسر الحيض من خلال أخذ أدوية مسكنة للوجع. قد يستمر عسر الحيض المؤلم لفترة أربع، أو خمس سنوات من الدورة الشهرية الأولى، وعادةً ما يصبح الألم أخف مع تقدم العمر وقد تتوقف الآلام تماماً بعد الإنجاب. هناك نوعين مختلفين لعسر الحيض تعرّفي عليهما في ما يلي.

هو تقلصات الدورة الشهرية الشائعة المتكررة، ولا تحدث بسبب حالات مرضية. يبدأ الألم عادةً قبل يوم أو يومين من الدورة، أو عندما يبدأ الحيض. ويكون الألم في أسفل البطن، أو الظهر، أو الفخذين. ويتراوح بين المعتدل والحاد، ويستمر بين 12 و72 ساعة، وقد يصاحبه غثيان، وقيء، وإرهاق، بل وإسهال.

هو الألم الناجم عن اضطراب في الأعضاء التناسلية للمرأة، مثل: التهاب بطانة الرحم، أو العدوى، أو أورام الرحم الليفية، أو بطانة الرحم المهاجرة. يبدأ الألم في عسر الحيض الثانوي في وقت سابق من الدورة الشهرية، ويستمر لفترة أطول من تقلصات الحيض الشائعة، كما لا يُصاحب آلامه، عادةً، الغثيان، أو القيء، أو الإرهاق، أو الإسهال.

بشكل عام، تشعر كل النساء بتشنجات الدورة الشهرية، وهو أمر طبيعي يحدث بسبب تقلصات في الرحم ناتجة عن عمل مادة كيميائية تسمّى البروستاغلاندين. وإذا كان الرحم ينقبض بقوة، فإنه يضغط على الأوعية الدموية المجاورة، مما يؤدي إلى قطع إمدادات الأكسجين عن أنسجة الرحم العضلية. ينتج الألم عندما يفقد جزء من العضلة إمدادات الأكسجين لفترة وجيزة. كما يمكن أن تحدث تشنجات الحيض بسبب إصابة المرأة بأحد الأمراض التالية.

بطانة الرحم المهاجرة هي اضطراب يصيب أنسجة الرحم حيث تنمو خارج الرحم أنسجة مماثلة للأنسجة الموجودة في بطانة الرحم، وتهاجر إلى مناطق أخرى خارج الرحم مثل المبايض وقناتي فالوب، وفي بعض الحالات تنتقل خلايا بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم. وتعرف، أيضاً، هذه الحالة باسم انتباذ بطانة الرحم. في حال كنتِ مصابة بهذه الحالة المرضية، فستعانين من ألم شديد خلال فترة عسر الحيض.

الياف الرحم والتي تُعرف علميّاً باسم Uterine fibroias هي نوع من الأورام التي تنمو في الرحم، وهي غير سرطانية وغالباً ما تظهر خلال سنوات الإنجاب. لا ترتبط الأورام الليفية الرحمية بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرحم وفي الغالب لا تتحول إلى سرطان أبداً. تتراوح أحجام الأورام الليفية ما بين حجم البذرة، التي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية، إلى كتل ضخمة يمكن أن تشوه الرحم وتوسعه. يمكن أن يكون لديك ورم ليفي واحد أو أورام ليفية عدة. في الحالات القصوى، يمكن للأورام الليفية المتعددة توسيع الرحم الأمر الذي يسبب زيادة الوزن. قد تكون هذه الزوائد الليفية الموجودة في جدار الرحم مصدر الألم الشديد الذي تعاني منه بعض النساء خلال فترة عسر الحيض.

الداء الالتهابي الحوضي هو عدوى تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية. وعادةً ما يحدث عندما تنتشر البكتيريا المنقولة جنسيّاً من المهبل إلى الرحم، أو أنبوبي فالوب، أو المبيضين. ويمكن أن تكون علامات الداء الالتهابي الحوضي وأعراضه طفيفة أو خفيفة. لا تشعر بعض النساء اللواتي يعانين من مرض التهاب الحوض من أيّة علامات أو أعراض. ونتيجة لذلك، قد لا تدرك المرأة أنّها مصابة إلا إذا كانت تواجه صعوبة في الحمل أو كانت مصابة بألم الحوض المزمن، لأنّ مرض التهاب الحوض يؤدي إلى حدوث ألم شديد خلال عسر الحيض.

قد تكون فتحة عنق الرحم لدى بعض النساء صغيرة للغاية، إلى درجة تعيق التدفق الحيضي، ما يؤدي إلى زيادة مؤلمة في الضغط داخل الرحم. قد يسبّب تضيُّق عنق الرحم أيضاً حدوث اضطرابات في الحيض، مثل عدم حدوث حيض أو تأخّره، أو حدوث نزيف غير طبيعي. يتسبّب تضيّق عنق الرحم أحياناً في حدوث العقم نتيجة تعذّر مرور الحيوان المنوي من خلال عنق الرحم لتخصيب البويضة.

• ذات صلة
  ما هي أسباب الإجهاض

إذا كنت تعانين من تقلصات حادة أو غير عادية في الدورة الشهرية تستمر لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام، فعليكِ فوراً استشارة الطبيب لأن هذه الأوجاع قد تدل على إصابتكِ بأحد الأمراض التي ذكرناها سابقاً في هذا المقال. عند استشارة الطبيب سيقوم بمعاينتكِ على الشكل التالي:

• سيُطلب منك وصف الأعراض ودورات الحيض لديك.
• سيقوم الطبيب الخاص بك أيضاً بإجراء فحص للمهبل من خلال إدخال منظار وهي أداة تسمح له برؤية داخل المهبل وإجراء فحص عليه، قد يأخذ أيضاً عينة صغيرة من السائل المهبلي للاختبار.
• سيقوم الطبيب أيضاً بفحص عنق الرحم والرحم، وسيشعر بوجود كتل ليفية أم لا في الرحم تسبب هذه الآلم.
• إذا اعتقد الطبيب أنك قد تكونين مصابة بعسر الطمث الثانوي، أي النوع الثاني من عسر الحيض والذي يكون ناجم عن مرض ما، فقد تحتاجين إلى القيام باختبارات إضافية، مثل الموجات فوق الصوتية أو تنظير البطن. إذا أشارت هذه الاختبارات إلى وجود مشكلة طبية، فسوف يناقش الطبيب معكِ العلاجات المتاحة.

ملاحظة: يُنصح بمراقبة، وتدوين مواعيد الحيض، والآلام المصاحبة له في جدول، لتسهيل تشخيص المشكلات عند ظهورها.

المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب