مصممون، مصوّرون، رسّامون، منسّقو موسيقى وغيرهم الكثير... العالم العربي مليء بالمواهب المبدعة التي يعتبر أصحابها قادة المستقبل وصناع التغيير. في هذا التقرير، حاورنا عدداً من المبدعين في منطقتنا العربيّة، يفجرّون إبداعاتهم مع كل ابتكار، متّجهين صوب العالمية. لنتعرّف على بداياتهم، مصادر إلهامهم ونقاط قوّتهم...
مقابلات خاصة مع مبدعين عرب
1- مقابلة خاصة مع منسقّة موسيقى دانا
الموسيقى بالنسبة للشابة السعودية دانا، فن وإبداع، تستطيع من خلاله ترجمة الأحاسيس والعواطف التي تشعر بها وإيصالها إلى الآخرين.
هل من لحظة مفصليّة قرّرتِ فيها أن تصبحي فنّانة؟
الفنّ تعبير، وأعتقد أنّه موجود في داخلنا. كلّ ما علينا فعله، اتّخاذ قرار التعبير والسماح له بالظهور والتدفّق.
هل يسيطر الرجال على صناعة الموسيقى برأيكِ؟ وهل من الصعب على الفتاة أن تصبح DJ مشهورة؟
العالم للجميع، ومن يطارد الشهرة سيجدها، بغضّ النظر عن جنسه. الأمر الأصعب من الوصول إلى الشهرة، هو الإبداع من أجل الإبداع والتميّز.
كيف تبدّلت مصادر الإلهام بالنسبة لكَ، من بداياتكَ إلى اليوم؟
التغيير جزء لا مفرّ منه من النموّ والتطوّر.
هل تعتقدين أنّ الإبداع جزء من الطبيعة البشريّة، أم أنّها قدرة نكتسبها ونطوّرها؟
الإبداع جزء من طبيعتنا البشريّة بالتأكيد، لكنّ المؤكّد أيضاً أنّه يجب تغذيته دائماً.
ما هو الإبداع بالنسبة لكِ؟ كيف تغذّينه؟
إنّه القدرة على التعبير عن المشاعر والعواطف بالطرق التي نشعر بها وإيصالها إلى الآخرين. يتغذّى الإبداع وينمو من خلال التعبير والتركيز في العمل.
ما الذي يساعدكِ في حال شعرتِ بعدم القدرة على الإبداع؟
الأصوات، الطبيعة والمشاعر.
ما هي النصيحة التي تعطينها للفنّانين الجدد ليحوّلوا شغفهم في الفنّ إلى عمل مربح؟
إفعل ما تحبّ من أجل الحبّ، والربح سيأتي لاحقاً. اعطي الأولويّة للحرفة قبل الربح، وستصنع العجائب.
2- مقابلة خاصة مع المصوّر الفوتوغرافي محمد سيف
اكتشف المصوّر اللبنانيّ شغفه للتصوير وهو في الجامعة. خاض هذه التجربة في عالم الموضة والجمال، إذْ يعتبر أنّ هذا المجال يحفّزه على تفجير أفكاره الإبداعيّة.
هل من لحظة مفصليّة قرّرتَ فيها أن تصبح فنّاناً؟
لم أخطّط لدخول عالم التصوير. درست الإخراج في الجامعة، وعندما بدأت في تصوير مشاريعي الجامعيّة، أدركت أنّه أمر يمكنني أن أفجّر فيه إبداعي.
كيف تبدّلت مصادر الإلهام بالنسبة لكَ، من بداياتكَ إلى اليوم؟
العوامل التي تؤثّر على أعمالي وتمنحني الوحي، بالطبع تتغيّر. في البداية، كنت أميل إلى كلّ ما هو مستقبليّ وجريء. أمّا اليوم، فأجواء الصور التي ألتقطها مستوحاة من صيحات المواسم، خصوصاً أنّني أركّز على الموضة. كذلك، استوحي من الأفلام والنجمات.
هل تعتقد أنّ الإبداع يشكّل جزءاً من الطبيعة البشريّة، أم أنّها قدرة نكتسبها ونطوّرها؟
بالنسبة لي، لا يخلق الإبداع مع الشخص. يمكن أن يكون لديه ميل للإبداع ويتمّ تطويره بحسب الظروف التي يعيش فيها، البلد والفرص التي تتقدّم له.
في حال وصلتَ إلى طريق مسدود في الإبداع، كيف تتجاوز الأمر؟
من الطبيعيّ أن يشعر الشخص أنّه وصل لطريق مسدود من ناحية الإبداع، خصوصاً بعد العمل كلّ يوم لفترةٍ طويلة. عندما أختبر هذا الشعور أسافر، وهذا الأمر يشعرني بالانتعاش وأصبح جاهزاً لابابتكار أفكار جديدة.
برأيكَ، ما أبرز قدراتكَ التي ساهمت في نجاحكَ؟
إلى جانب تصويري للموضة، أقوم بتصوير النجمات. العمل معهنّ يختلف تماماً عن العمل مع عارضات الأزياء. الأمر الذي دفعني إلى النجاح أكثر إمكانيّتي في إظهار شخصيتهنّ وشكلهنّ بطريقة مختلفة تماماً عن المعتادة.
ما النصيحة التي تسدينها إلى الفنّانين الجدد ليحوّلوا شغفهم في الفنّ إلى عمل مربح؟
عليهم الاطّلاع دائماً على آخر الصيحات. كذلك، من المهمّ جدّاً لأيّ شخص نجح في عمله أن يدرك أنّه لا يمكن الحفاظ على المكانة التي وصل إليها دون الاستمرار في تطوير أعماله.
ما هي أوجه اختلاف تصوير الأزياء والجمال عن مجالات التصوير الأخرى؟ ما هو شعوركَ تجاه صناعة الأزياء ككلّ؟
في تصوير الموضة، من المهمّ جدّاً أن نعطي قيمة للمصّمم وكذلك الأمر، خلال تصوير المستحضرات الجمالية. نحن هنا لإعطاء القطع قيمة إضافيّة، من خلال صورة مثاليّة بهدف بيعها بقيمة عالية.
كيف تحافظ على هويّة محدّدة في أعمالكَ؟
الصورة الناجحة ليست نتيجة عمل شخص واحد، بل هي عمل جماعيّ. ليكون للمصوّر روح واحدة في كلّ أعماله، يجب أن يتدخّل في كلّ التفاصيل وليس فقط التصوير، أي عليه التدخّل في العمليّة الإبداعيّة للصورة من الألف إلى الياء.
3- مقابلة خاصة مع الرسام الياس الريّس
ترعرع في بيئة منفتحة، سمح له باكتشاف قدراته الفنيّة وتطويرها. إلياس الريّس ليس رسّاماً لبنانياً فحسب، بل هو خطّاط ومهتمّ بالموسيقى والهندسة أيضاً.
هل من لحظة مفصليّة قرّرتَ فيها أن تصبح فنّاناً؟
حصلت الأمور بشكل تدريجيّ. ترعرعت في بيئة مُنحتُ فيها الحريّة التامّة في التعبير عن ذاتي. سمح لي أهلي بأن ألوّن على الجدران وتعلّمت الموسيقى والرسم في المدرسة. سمحت لي هذه الظروف بأن أكتشف قدراتي الفنيّة وأطوّرها، فكان ذلك بمثابة "الأمر الواقع".
كيف تبدّلت مصادر الإلهام بالنسبة لكَ، من بداياتكَ إلى اليوم؟
أعمل في هذا المجال منذ حواليّ 10 سنوات. خلالها، تبدّل العالم الإبداعيّ إلى حدٍّ كبير، ومن الطبيعيّ أن تتبدّل أيضاً مصادر الإلهام. أعتقد أنّ البحث يشكّل جزءاً مهمّاً في الحياة المهنيّة والإبداع. شخصيّاً، أحرص على التعلّم والاكتشاف قدر الإمكان، فتعلّمت تقنيّات جديدة، أنماطاً، أساليب وأدوات. سيكون هناك دوماً ما يجذبني لأكتشف المزيد.
هل تعتقد أنّ الإبداع يشكّل جزءاً من الطبيعة البشريّة، أم أنّها قدرة نكتسبها ونطوّرها؟
أعتبر الإبداع هبة، وهذه القدرة تولد معنا. فإذا ما وجدت، يمكن أن نطوّرها بتخصيص الوقت اللّازم والجهد لذلك، وإلّا فليست بالأمر الذي يمكن تعلّمه. علماً أنّ القدرة الإبداعية لا تقتصر على عالم الفنّ، بل هي حالة ذهنيّة. هي القدرة على الاستجابة لمشكلات أو ضغوط، واقتراح الحلول الممكنة لها. يمكن أن تكون موجودة في العلوم والتكنولوجيا، كما في الفنّ أو في الحياة اليوميّة. أمّا طريقتي في تطوير قدرتي الإبداعيّة هذه، فبالتعامل مع المزيد من الضغوط والتحدّيات. كلّ تجربة جديدة هي بمثابة تمرين فكريّ لي.
برأيكَ، ما أبرز قدراتكَ التي ساهمت في نجاحكَ؟
أعتقد أنّ السرّ في تعدد الكفاءات والتنوّع. خلال سنوات التعلّم والعمل، عملت كمهندس، مدير فنيّ، مصمّم جرافيك، رسّام وخطّاط، عازف بيانو ومغنٍّ... هذا أتاح لي فرصة التعبير عن أفكاري وترجمتها إلى صيغ مختلفة.
ما النصيحة التي تسديها إلى الفنّانين الجدد ليحوّلوا شغفهم في الفنّ إلى عمل مربح؟
تعلّمت من الهندسة المعماريّة أمرين أساسيّين، إذا لم تكن لديكَ خطّة، فمشروعكَ لن ينجح أبداً. وأيضاً إذا لم تكن له هيكليّة محدّدة، سينهار على الأرجح. لذلك، التخطيط ووضع هيكليّة للمشروع عنصران لا غنىً عنهما لعمل ناجح، كما أنّ الالتزام عنصر إضافيّ، لا بدّ منه. نصيحتي أيضاً للفنّانين الجدد، بأن يستمتعوا بما يقومون به مهما كان صعباً.
هل تعتقد أن NFT يمكن أن يحدث تغييراً في مجال الفنّ؟ وهل تفكّر في خوض هذه التجربة؟
يبدو مدهشاً كيف أنّ التكنولوجيا قد حوّلت المشهد الفنيّ في العقود الماضية. أشعر بالفضول لاكتشاف التغييرات التي يمكن أن يحدّثها عالم الـ NFT وأرغب باختباره.
4- مقابلة خاصة مع مصممة الأزياء نسيبة حافظ
تهتمّ المصمّمة السعوديّة بالبيئة، إعادة التدوير والاستدامة. فتحت علامتها التجاريّة بعد 10 ىسنوات من دخولها عالم الموضة، وكانت هذه الخطوة تحدّياً بالنسبة لها.
هل من لحظة مفصليّة قرّرتِ فيها أن تصبحي مصمّمة أزياء؟
عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، كان لديّ شغف في الموضة، لكن ما حفّزني على فتح علامتي الخاصّة، عندما كنت في مرحلة متأخّرة بعد تخرجي وحاولت دخول جامعة Central Saint Martins وتمّ رفضي. عملت كمنسّقة أزياء، ومسؤولة مشتريات لمدّة 10 سنوات. بعد ذلك، قرّرت أن أطلق علامتي الخاصّة. لم يكن ذلك بالأمر الصعب! اكتشفت أنّ عليّ تجاوز كلّ العقبات التي في رأسي، فبعد أن تمّ رفضي من قبل جامعة كبيرة في عمر صغير، شعرت أنّي لست جيّدة بما يكفي، لكنّني استطعت أن أعود إلى ما أردته منذ البداية، وهو أن أكون مصمّمة أزياء.
كيف تبدّلت مصادر الإلهام بالنسبة لكِ، من بداياتكِ إلى اليوم؟
إلهامي نابع ومرتبط بالبيئة، إعادة التدوير والتوعية التي تعتبر جزءاً من عملي الإبداعيّ. أنا اليوم واعية أكثر تجاه الهدر، وأحاول أن أنتج تصاميم تكون ذات قيمة إضافيّة في صناعة الأزياء.
برأيكِ، هل مبدأ إعادة التدوير سيسيطر على عالم الموضة؟
لست متأكّدة من ذلك، فالرأسماليّة تحكم العالم. عدد كبير من المصمّمين يعتمد هذا الاتّجاه اليوم، وكلّما زاد نشر الوعي، أصبح الناس أكثر معرفة وإدراكاً لأهميّة المبدأ.
ما هي المواد التي تستخدمينها في إعادة التدوير؟ هل هناك نوع محدّد من الأقمشة؟
أنا أستخدم الأقمشة والموادّ الموجودة في الأصل، وليس من الضرورة أن تكون صديقة بالبيئة، فمثلاً أقوم بإعادة استخدام الأقمشة المتبقّية وأحدّ من الهدر، وأعيد التدوير.
هل تعتقدين أنّ الإبداع يشكّل جزءاً من الطبيعة البشريّة، أم أنّها قدرة نكتسبها ونطوّرها؟
نحن نطوّر الإبداع، فأنا أقوم بهذا الأمر من خلال صلتي مع الطبيعة، وكل الأسئلة التي تجول في رأسي حول الكون وحول كلّ ما يحيط بنا.
في حال وصلتِ إلى طريق مسدود في الإبداع، كيف تتجاوزين الأمر؟
أمشي في الطبيعة.
ما النصيحة التي تسدينها إلى المصمّمين الجدد ليحوّلوا شغفهم في الفنّ إلى عمل مربح؟
ثابروا في العمل، جرّبوا أشياء مختلفة لتعرفوا ماذا تحبّون، وما هو الأمر الذي تبرعون فيه.
