ما الفرق بين الصدفية واكزيما الشعر؟

كثيراً ما يخلط البعض بين عدد من الأمراض الجلدية، نظراً لتشابه أعراضها في أحيان عدة، إلّا أن الأكثر تشابهاً هما مرضي اكزيما الشعر والصدفية، فلا يكاد يميّزهما إلا طبيب متخصص. لتفرقي بين الصدفية واكزيما الشعر بشكل صحيح يجب عليك متابعة قراءة هذا المقال.

اكزيما الشعر هي مرض جلدي التهابي يصيب فروة الراس نتيجة زيادة إفراز مادة الزهم على سطح الجلد عن طريق الغدد الدهنية المخبأة داخل الأدمة وهي إحدى طبقات الجلد، ممّا يخلق بيئة تسمح للنمو الزائد للخميرة والفطريات يمكن أن تكون اكزيما فروة الراس حالة مستعصية تستمرّ لسنوات، أو مؤقتة.

الصدفية هي حالة اضطراب المناعة تسبب بنمو خلايا الجلد بسرعة كبيرة جدًا، مما يؤدي إلى تراكمها وظهورها على شكل بقع حمراء أو فضية، بالإضافة إلى المعاناة من التقشر والتهاب الجلد، وعندما تنمو خلايا الجلد في الحالات الطبيعية فهي تتشكل داخل الجلد وتتحرك ببطء إلى السطح لتحل محل الخلايا الميتة. يمكن أن تظهر الأعراض على فروة الرأس بأكملها، أو بقع صغيرة فقط، ويمكن أن تنتشر أيضاً إلى الجبهة، أو مؤخرة العنق، أو خلف الأذنين وداخلهما، أو على خط الشعر والرقبة. تعتبر صدفية الرأس أكثر شيوعاً عند البالغين، ولكنها يمكن أن تظهر كذلك عند الأطفال.

يجب الانتباه لأن هناك العديد من الأمراض الجلدية الأخرى التي تسبب حكة الرأس، لذلك من المهم أن تدرك مع أي مشكلة تتعامل. فالتهاب الجلد الدهني على سبيل المثال هو سبب رئيسي لقشرة الرأس والحكة، وعلاجه يختلف تماماً عن علاج أكزيما فروة الرأس. كذلك تتسبب الصدفية بالحكة وظهور بقع حمراء شبيهة بتلك التي تسببها أكزيما فروة الرأس، لكن بقع الصدفية تكون سميكة وقد تصبح رمادية اللون، وأسبابها مختلفة عن أسباب الأكزيما، إذ قد تنتج عن الإجهاد أو العدوى البكتيرية أو الفيروسية. إذا لم تكن متأكدة تماماً من نوع المشكلة الجلدية التي تواجهينها فمن الأفضل استشارة طبيب مختص قبل اتخاذ أي إجراءات.

هناك بعض الأسباب والمحفّزات التي تؤدّي إلى اكزيما الشعر ألا وهي:

• العوامل الوراثية
• التغييرات في الهرمونات
• يمكن للجهاز المناعي المبالغة في ردة فعله تجاه الخميرة التي تنمو على الجلد.
• استخدام مستحضرات عناية بالشعر تحتوي على مواد كيميائية تؤذي فروة الراس وتعرّضها للتهيّج.
• التعرّض لضغط عصبي.
• التعرّق الشديد.

اما بالنسبة للصدفية، فلا يزال السبب وراء الإصابة بصدفية الشعر غير معروف، لكن تشير بعض الأبحاث إلى وجود ارتباط وراثي وراء الإصابة به، إذ يعد الأشخاص الذين لديهم أقرباء مصابين بهذه الحالة أكثر عرضة للإصابة بصدفية الشعر. كما يعتبر الأشخاص الذين لديهم العوامل الآتية هم أكثر عرضة للإصابة بصدفية فروة الرأس:

• الأشخاص الذين لديهم العوامل الالتهابية التي تظهر مع السمنة.
• الأشخاص الذين لديهم العوامل الغذائية، مثل: عوامل حساسية الغلوتين.
• حدوث إصابة في الجلد، مثل: الحروق، أو الجرح، أو الكدمات.
• الإصابة بالتهاب، وخاصةً التهاب الحلق.
• التوتر، إذ قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض أو تحفيزها لأول مرة.

إن ظهرت إحدى هذه الأعراض، فهذا يعني أنّه من الممكن أن تكوني مصابة باكزيما الشعر:

• احمرار فروة الراس وتهيّجها
• بقع متقشرة
• حكة دائمة وشديدة
• فروة راس دهنية للغاية
• القشرة

من جهة أخرى، قد تختلف أعراض صدفية الشعر بناءً على شدة الحالة، فقد تشمل صدفية الشعر الخفيفة فقط قشورًا خفيفة ودقيقة، وقد تشمل أعراض صدفية الشعر المتوسطة والشديدة ما يأتي:

• ظهور بقع حمراء متقشرة وبها نتوءات.
• ظهور قشور بيضاء فضية.
• تصاقط القشور.
• فروة رأس جافة.
• حكة.
• حرقان أو ألم.

يعتمد تشخيص الإصابة بالصدفية أو اكزيما الشعر بصورةٍ أساسيّة على إجراء الطبيب المختص الفحص البدني والنظر في تاريخ المصاب المرضي، بالإضافة إلى أهمية معرفة التاريخ العائلي. وبالتالي فإنّ الأعراض وحدها لا تكفي لتشخيص الحالة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمر يتطلّب مراجعة طبيب جلديّة مُختصّ لتحديد المرض ومدى شدّة الإصابة به، ولتأكيد التشخيص والتثبّت منه وتحديد العلاج المناسب.