close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

كيف تحوّلتُ من فتاة انطوائية إلى "فراشة اجتماعية" بأقلّ من سنة!

التحول من شخصية انطوائية الى شخصية اجتماعية

لطالما انعرفت بسبب شخصيتي الانطوائية أو المعروفة بـintrovert، إذ نادراً ما كنتُ أشارك في الأحاديث التي تدور حولي، وكان التعرّف إلى الآخرين بمثابة مهمة تتطلّب الكثير من المجهود بالنسبة إليّ، وأفضّل رفقة نفسي على رفقة الأصدقاء... إلى أن بدأ ذلك يزعجني وقرّرت أن أغيّره! طبعاً أعلم أنّ هذا لا يعني أنّ الانطوائية هي السمة السلبية والشخصية المنفتحة أو الـextrovert هي السمة الصحيحة، وأدرك أنّ هذا يعتمد على الأشخاص، ولكن أنا شخصياً شعرت بأنّني بحاجة إلى أن أصبح اجتماعية، خصوصاً بعد ظهور جائحة الكورونا، التي كانت بمثابة الحدث الذي قلب المعايير كلّها. سأخبر القصة كاملة في السطور أدناه، تابعي القراءة لمعرفة التفاصيل.

قائمة المحتويات
  1. ما هي سمة الشخصية الانطوائية أو الـIntrovert؟
  2. ما هي سمة الشخصية المنفتحة أو الـExtrovert؟
  3. هل يمكن أن يكون الأشخاص انطوائيّين ومنفتحين في الوقت عينه؟
  4. هل من السهل التحوّل من شخص انطوائيّ إلى شخص منفتح؟ سأخبركِ قصتي بالتفاصيل
  5. خطوات تساعد على الانتقال من شخصية انطوائيّة إلى شخصية اجتماعيّة

عبارات عن حب الذات تذكّركِ كم أنتِ رائعة! كرّريها يومياً

ما هي سمة الشخصية الانطوائية أو الـIntrovert؟

الانطوائية هي سمة شخصية تدلّ على الأشخاص الذين يفضّلون رفقة أنفسهم والتعمّق في أفكارهم الخاصة، على الانخراط في الأحداث التي تدور في الخارج. كما ويحبّون إمضاء وقتهم مع شخص أو شخصين فقط وغالباً ما يخصّصون وقتاً لنفسهم خلال النهار لتجديد طاقتهم.

ما هي سمة الشخصية المنفتحة أو الـExtrovert؟

الانفتاح أو سمة الشخصية الاجتماعية هي سمة شخصية تدلّ على الأشخاص الذين يفضّلون الرفقة ولا يستصعبون التعرّف إلى الآخرين. عادةً، يفضّل المنفتحون المجموعات الكبيرة ويمكنهم وبكلّ سهولة التفاعل مع الأصدقاء والغرباء، ويُطلق عليهم لقب: "الفراشات الاجتماعية" Social Butterflies.

هل يمكن أن يكون الأشخاص انطوائيّين ومنفتحين في الوقت عينه؟

على ما يبدو، من الممكن أن يكون الأشخاص إمّا انطوائيّين أو اجتماعيين... أو بين الإثنين معاً، ما يُعرف بـambivert، وهذا يُطلق على الأشخاص الذين يتمتّعون بصفات السمتين معاً ويتغيّرون حسب الأجواء والأهداف والحالات. على عكس ما يظنّه الكثيرون، يشكّل الـambiverts نسبةً كبيرةً من العالم.

هل من السهل التحوّل من شخص انطوائيّ إلى شخص منفتح؟ سأخبركِ قصتي بالتفاصيل

"تتهرّب من الجموع وتفضّل البقاء في غرفتها لوقت طويل، ولم يهمّها للتعرّف إلى أشخاص جدد": بهذه العبارات كان يُعرَّف عنّي في السابق، وهو بالفعل صحيح! بالنسبة إليّ، كانت لديّ صديقة وحيدة، وكان هذا كافياً. لن أقول إنّ الموضوع كان سهلاً، إذ بالإضافة إلى كوني انطوائيّةً، أنا شخص ينتابه القلق بشكل دائم إزاء جميع الأمور التي تحصل معه وتدور من حوله والتواجد بمفردي لفترات طويلة يزيد قلقي بما أنّ الأفكار في رأسي تصبح صاخبةً جداً! لذلك، وبعد أن خسرتُ العديد من المعارك النفسية بيني وبين نفسي، وبعد أن استولت أفكاري كلّها عليّ وأخذت تلتهمني بشكل متباطئ بسبب بقائي بمفردي معظم الأوقات، قرّرت وضع حدّ للموضوع.

ما دعم قراري بشكل مباشر هو الأمر الذي كرهه العالم بأسره: ظهور جائحة الكورونا التي عزلتنا في منازلنا لفترة لا تقلّ عن الـ3 أشهر. خلال هذه المدّة، قلت بيني وبين نفسي إنّني لن أخرج من الحجر كما دخلته؛ لم أعُد أتحمّل التواجد في غرفتي بمفردي، وفي حين كنتُ أستمتع برفقة نفسي، إلّا أنّ فترة الكورونا طالت كثيراً وبدأ شعور الوحدة والانفصال عن العالم الخارجيّ يؤثّران عليّ بشكل مقلق، وأصبحت لا أطيق صبراً للخروج والتفاعل مع الآخرين. بدأت بالاستفادة من هذا الانعزال ورحت أقرأ مقالات عديدة على الإنترنت عن طرق التحوّل إلى شخص اجتماعيّ.

بعد انحسار جائحة الكورونا وعودة المياه إلى مجاريها والخروج من جديد، قرّرت تطبيق كلّ ما قرأته خلال هذه الفترة. بدأت أتفادى البقاء بمفردي وأنتبه على سكوتي الطويل عند تواجدي بين الجموع. مرّة بعد مرّة، أصبحت أتحدّث مع الآخرين أكثر، وأندمج بشكل أسرع، والغريب هو أنّني استمتعت بذلك. بالتالي، تغيّرتُ بعد إصرار منّي، والنتيجة؟ كبرت مجموعة أصدقائي وزادت علاقاتي، كما ولاحظت تغيّراً كبيراً في طريقة تعاملي مع الجميع وتحسناً في مهاراتي في التواصل، وأصبحت أستمتع بالحياة أكثر وأشعر بأنّني أعيشها كما أحبّ!

لن أقول إنّني لم أحبّ نفسي عندما كنت انطوائيةً في السابق، بل كان ذلك أمراً عادياً بالنسبة إليّ بما أنّني أستمتع برفقة نفسي. كما وأنّني لن أنكر أنّني لا أحبّ انفتاحي الحاليّ وقدرتي على التواجد مع الآخرين لوقت طويل، فلكلّ واحدة منهما حسناتها وسيئاتها، لا على الصعيد الشخصيّ وحسب بل على الصعيد الاجتماعيّ أيضاً. ما أسعدني أكثر هو أنّني استطعت تحويل فترة الكورونا من سيئة إلى مفيدة، فسمحت لي هذه المدّة بتقدير التواصل الاجتماعي بشكل أكبر، وبالتالي، اتّخذت الإجراءات اللّازمة لتطوير العديد من السمات في داخلي. لكنني سأقول التالي: القراءة ليست كالتطبيق أبداً! لم يكُن التنفيذ خلال هذه الرحلة سهلاً، بل كانت طويلة واستغرقتُ حوالي السنة لكي أصبح الشخص الذي أريده.

خطوات تساعد على الانتقال من شخصية انطوائيّة إلى شخصية اجتماعيّة

لكي أساعد نفسي على التواجد مع الآخرين براحة والخروج أكثر، إليكِ بعض الخطوات التي اتّبعتها:

  • الاستماع إلى الآخرين وإظهار الاهتمام لحديثهم
  • من الصعب التغيّر بين ليلة وضحاها، لذلك، قد ينجح التمرّن على الأفعال ومرّة بعد مرّة، تصبح طبيعية
  • المراقبة والتعلّم و... المحاولة
  • محاولة المشاركة في المواضيع (قدر المستطاع)
  • استضافة الأشخاص والمجموعات في المنزل
  • تحديد هدف واحد معيّن كلّ يوم مثل إجابة الزملاء في العمل بأكثر من كلمة واحدة
  • تخصيص بعض الوقت بمفردكِ لشحن الطاقة من خلال الابتعاد عن الجميع خصوصاً في الفترات الأولى
  • عدم استخدام الهاتف المحمول خلال التواجد مع الآخرين

مفاتيح