مها جابر هي رائدة أعمال، رئيسة تنفيذية ومؤسسة شركة Digital & savvy واستراتيجية اتصالات لـWEB3.0. تملك خبرة عالميّة في مجال الاتصالات تعود لأكثر من 30 عام في تقديم المشورة للشركات العالمية الكبيرة، الشركات التقنية الناشئة، الحكومات العليا والأفراد من أصحاب الثروات الماليّة العالية. كذلك، تساعد الأشخاص والعلامات التجاريّة في سرد القصص لبناء هويّتهم وحمايتها.
ما الذي حفّزكِ للبدء بعملكِ الخاصّ؟
السبب الأساسّي وراء إطلاق شركتي الخاصّة، أنّني كنت أرغب فعلاً بأن أكون مسؤولة عن وقتي، وعمّا أنجزه خلال كلّ يوم لي. أحبّ أن أكون صانعة محتوىً ذي قيمة، وأردت أن أخصّص وقتي لإنجاز مشاريعي مع العملاء وأن أعزّز قيمة ما أقدّمه لهم. لا أنكر أنّ الانطلاق بعمل خاصّ مقلق بعض الشيء، لا يخلو من الصعوبات. فهذا يتطلّب الاعتماد على النفس وتترتّب عنه مسؤوليّات كبرى. لكنّي لم أرغب بأن أفوّت هذه الفرصة، مهما كلّفني الأمر. أحبّ أن أساهم في مساعدة عملاء مختلفين وأن أعمل في مجالات عدّة، كما أحبّ فريق عملي وأعمل على تطويره وتنميته. لذلك أنا متحمّسة للغاية لأنّي انطلقت في هذه الرحلة كرائدة في مجال الأعمال. ليس بالأمر السهل، لكن ما أحقّقه هنا، يستحقّ العناء.
ما شعوركِ كسيّدة أعمال عربيّة؟
في الواقع، لا يختلف كوني سيدة أعمال في العالم العربي عمّا قد تكون عليه سيّدة أعمال في أيّ مكان آخر في العالم. في الوقت نفسه، كوني عربيّة، هذا أكثر أهميّة ويزيدني دفعاً. تحتلّ المرأة العربيّة مركز الصدارة في مجال الأعمال، عبر ما تقوم به من تأسيس مشاريع أعمال كبرى، وهي تساهم بشكل بارز في سوق العمل. إنتقلت من الولايات المتّحدة إلى مصر في عام 1997. آنذاك، لم تكن النساء اللّواتي على رأس شركات كثيرات. لا أتذكّر إلّا سيّدة كانت تدير وكالة إعلانات. لكنّ اليوم بفضل الإنترنت والنموّ الاقتصاديّ ونقل المعرفة، يعج الشرق الأوسط بالنساء الرائدات في مجال الأعمال. أن أكون محاطة بهنْ، مصدر إلهام لي. أمضي الكثير من الوقت في توجيه النساء الرائدات، وأكثر ما أركّز عليه معهنّ الأسلوب الذي يجب أن يخبرن به قصصهنْ، وكيف يستخدمن أصواتهنْ. بناء شبكة من رائدات الأعمال يساهم في جذب المزيد من الأشخاص إلى الساحة ويولّد أثراً إيجابيّاً أكبر.
مقابلة مع الكاتبة السعودية لينا الذكير
برأيك، ما السمات المطلوبة لتكوني رائدة أعمال ناجحة؟
السمة الأولى، هي الرغبة الدائمة في التعلّم واكتشاف وسائل جديدة لإنجاز الأمور. هذا ما شكّل دفعاً لي دوماً كسيّدة أعمال. بتعلّم أمور جديدة، أنا قادرة على تقديم قيمة إضافيّة لفريق عملي، شركائي والعملاء أيضاً. أمّا السمة الثانية، فهي التعاطف! هي مطلوبة بكثرة في عالم الأعمال اليوم. فأعضاء فريق العمل في مراحل متفاوتة من مسيرتهم المهنيّة، ولكلّ منهم طموحات وأهداف مختلفة. عليكِ إدارة كلّ منهم بشكل مختلف، مع ضرورة نشر التعاطف في نمط العمل المتّبع. الريادة الناجحة تعني التفكير في ما يلهم ويحفّز ويشكّل دفعاً لفريق العمل. يجب التفكير بالإنسان كاملاً في العمل وبكيفيّة دعمه خارج إطار لائحة "أولويّاته". أركّز دائماً على كيفيّة تقديم قيمة إضافيّة كقائدة لفريق العمل، للعملاء ولشركاء العمل. فمن هنا يأتي التطوّر في هذا المجال.
وما التحدّيات التي واجهتِها كامرأة في مجال الأعمال وفي حياتكِ المهنيّة عامّةً؟
التحدّيات كثيرة، فالرحلة لم تكن سهلة. أعتقد أنّ كثراً يدركون واقع أنّه على المرأة أن توفّق بين حياتها المهنيّة ودورها كأمّ وزوجة . تواجه النساء كرائدات أعمال صعوبات كبرى، من تأمين التمويل، إلى إثبات الموهبة وأيضاً في مستوى الأجر التنافسيّ وفي تأمين الدعم من نساء أخريات. على المرأة أن تبذل جهداً أكبر، ليصل صوتها ولتجعل الآخرين يقرّون بما لها من أثر. ممّا لا شك فيه، أنّ السوق قد تبدّل وتطوّرت الأمور، لكن لا يزال الطريق طويلاً أمامنا.
لماذا تعتبر ريادة الأعمال مهمّة للتمكين الاقتصاديّ للمرأة والتنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة بشكل عام؟
أعتقد أنّ ذلك يسمح للشابّات الأصغر سنّاً بأن ينظرن إلى من يتمثّلن به. فالمرأة التي تقوم بهذا العمل، لا تؤثّر بشكل آنيّ فحسب، بل الأثر الذي تتركه بعيد المدى، ويساعد في تمكين أجيال في المستقبل. من خلال ما نقوم به، نثبت أنّ المرأة قادرة على تحقيق النجاح، فيما تحافظ على أسرتها وعلى التقاليد ومعتقداتها. تلعب المرأة دوراً في غاية الأهميّة في المنزل، وفي مجال العمل أيضاً. في الوقت نفسه، هي تطرح رؤية مختلفة في مجال الأعمال، ليس في حلّ المشكلات وفي الريادة فحسب، إنّما أيضاً في تطوير المنتج. المرأة صانعة القرار في الأسرة، وبالتالي مساهمتها تذهب إلى أبعد من المقاييس الاقتصاديّة، ولها قوّة شرائيّة كبرى.
ما النصيحة التي تسدينها للنساء اللّواتي يتطلّعن إلى بناء حياتهنّ المهنيّة؟
أعتقد أنّ النصيحة الأهمّ هي بناء شبكة علاقات، لأنّها كفيلة بتأمين الدعم للمرأة في الأوقات الصعبة. تخشى المرأة غالباً طلب المساعدة عندما تكون لديها أسئلة في الحياة المهنيّة أو عندما تواجه مشكلات. العلاقات أثمن ما يمكن أن نمتلكه في الحياة المهنيّة، ومن المهمّ الاستثمار فيها ورعايتها. علاقاتي هي أثمن ما لديّ. يسألني كثر كيف استطعت أن أبني هذه العلاقات، وأؤكّد أنّي أمضيت وقتاً طويلاً في ذلك. ما من طرق مختصرة لبناء العلاقات والحفاظ عليها. أقدّر شبكة الدعم التي لديّ، وأعمل جاهدة في الحفاظ عليها وفي تقديم الدعم لها أيضاً.
كيف ترين مشهد ريادة الأعمال في منطقتنا مستقبلاً؟
أرى مشهداً مشرقاً للغاية. النموّ يأتي في مجالات وصناعات مختلفة. تتّخذ المزيد من النساء خطوات لبناء مشاريعهنّ الخاصّة في مجال الأعمال، وفي المراهنة على نجاحهنْ. تدرك النساء في المنطقة أنهنّ يحتجن إلى بناء علاماتهنّ التجاريّة الخاصّة وأن يستثمرن في أنفسهنْ. ما من شيء أهمّ من بناء علامتكِ الخاصّة كرائدة أعمال. فالمستقبل لا يتطلّب ذلك فحسب، بل يتطلّع إليه أيضاً. الناس يتبعون الأشخاص، وليس الشركات. يمكن لرائدات الأعمال اللّواتي يستثمرن في علاماتهنّ التجاريّة الخاصّة جذب المواهب والاحتفاظ بها، وجذب المستثمرين ووضع أنفسهنّ في مركز ناجح، من خلال كسب العملاء والحفاظ عليهم. أعمل على توجيه العديد من النساء المؤسّسات للأعمال كمحرّك نمو لأعمالهن، ويسعدني حقّاً التفكير في الشغف، الطاقة، الدافع وفي طموح النساء العربيّات.