لطالما انجذبت ليا صفير للحرفيّة التي تقف وراء كلّ قطعة فاخرة أو تصميم. التفاصيل والساعات الطويلة التي يمضيها الحرفيّون في العمل لتقديم عمل كامل، من الأمور التي أثارت فضولها خصوصاً أنّها عرفت جيّداً أنّ سرّ الرفاهية يكمن في التفاصيل الخفيّة. أبعدها عشقها لتنسيق الموائد عن مجال دراستها في الحقوق، وازداد شغفها وإبداعها مع الوقت، حتى باتت تنسّق الموائد للعلامات الفاخرة.
مقابلة مع منسقة الموائد ليا صفير
ما سبب هذا الانتشار المستجدّ الذي نشهده في فنّ تنسيق الموائد؟
أعتقد أنّه ثمّة سببان رئيسيّان لذلك:
1- وسائل التواصل الاجتماعيّ: ففي كلّ اجتماع حول مائدة، لحظات رائعة وصورة. بشكل عام، يعتبر التصوير والنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ أوّل الخطوات التي يُقدم عليها كلّ من يصل إلى حفل عشاء لإحدى العلامات أو إلى حفل زفاف.
2- وباء كورونا: أرغمت الجائحة الجميع على المكوث في المنازل وعلى الطهو، الإبداع والاجتماع حول مائدة، ما ساهم في بروز العديد من الفنّانين في عالم السيراميك. إنطلاقاً من ذلك، توجّه العديد من المصمّمين والعلامات إلى إطلاق خطوط جديدة من أواني الموائد.
ما الاستراتيجيّات التي تتّبعينها في تنسيق مائدة؟
أبدأ ببعض الأبحاث وبتطوير فكرتي. بعد ذلك، أحدّد مزاجاً عامّاً للمائدة التي أنوي تنسيقها. أودّ أن أشير هنا، إلى أنّي أعشق النقوش، فما إنْ أرى أحدها، حتى يلهمني لأبتكر آخر، كما أعشق مزج الأنسجة والتركيبات المختلفة. على سبيل المثال، لا يعتبر مزج الإناء الورقيّ مع إناء البورسلين شائعاً ولا كلاسيكيّاً. الأهمّ، هو إيجاد التوازن المناسب، حفاظاً على الانسجام والأناقة في تنسيق المائدة. فحتى الطاولة العصريّة والمبتكرة يجب أن تبقى أنيقة، تماماً كما في تنسيق المظهر.
8 تطبيقات تساعدكِ في تصميم ديكور للمنزل
ما الذي يضيفه تنسيق المائدة إلى تجربة تذوّق الطعام؟
يمكن أن نقارن ذلك بحفل راقص مبهر. ألا يضيف فستان رائع سحراً على الحفل؟ هذا مؤكّد! فالاعتناء بالمظهر، هو أيضاً نوع من التكريم للضيوف، وهذا مشابه تماماً لتنسيق الموائد. أنسّق المائدة لأكرّم الضيوف وأنقلهم في رحلة مميّزة إلى عالم الفنّ، الحرَف والتاريخ من خلال التنوّع. هذا ما يضيف سحراً إلى الحفل.
هل يمكن اعتبار تنسيق المائدة بمثابة طقس يغذّي الروح؟
لا بدّ لنا من اعتباره كذلك! علينا أن نبذل جهداً في تنسيق المائدة، لأنّ الأكل بحدّ ذاته من الطقوس التي نتبعها. هذا لا يعني أنّه يجب علينا أن نعمل على تنسيق مائدة يوميّاً في نمط حياتنا السريع، إنّما إذا كنّا نستقبل أصدقاء أو أفراد عائلة في اجتماع حول المائدة، فلِم لا نُشعر ضيوفنا بالسعادة ونخلق لهم لحظات لا تنسى؟ ما يمكن أن أؤكّده، أنّ حفل عشاء جميل نُسّقت فيه المائدة، لا يُنسى، فهو غذاء للروح والعينين.