"نبحث عن شخص لديه القدرة على العمل تحت الضغط." بالطبع تقرَئين هذه الجملة عشرات المرّات في إعلانات التوظيف عندما تبحثين عن وظيفة جديدة. ولكن، هل تساءلتِ يوماً ما ماذا تعني فعلاً هذه العبارة؟ أكملي قراءة المقال لمعرفة ما هي مهارات العمل تحت الضغط، وكيف يمكنكِ تعزيز مهارات العمل تحت الضغط.
قائمة المحتويات
ما هي مهارات العمل تحت الضغط؟
مهارات العمل تحت الضغط أوWork under pressure هو مصطلح يعني أن الموظّف يملك القدرة على التعامل مع الضغوطات التي تواجهه في وظيفته من دون أن يؤثر ذلك سلباً على انتاجيّته أو قدراته. قد تحدث الكثير من الضغوطات في بيئة العمل في أيّ وقت، لذا نجد أنّ أرباب العمل يبحثون على الدوام عن موظفين يحسنون العمل تحت الضغط، مع الحفاظ على إنتاجيتهم وأدائهم. على سبيل المثال:
- قد يسبّب مرض أحد الموظفين في شركة كبيرة ذات بيئة عمل منشغلة، ضغطاً كبيراً على بقية الموظفين. وهنا تظهر الحاجة لأولئك الذين يحسنون العمل تحت الضغط، إذ سيتمكّنون من القيام بأعمالهم وأعمال الموظّف الغائب من دون أن يؤثر ذلك على حسن سير العمل.
- قد تحتاج الشركة إلى أخذ الكثير من المشاريع في الوقت نفسه، لذلك إن كان الموظف يستطيع العمل تحت الضغط سوف يتمكن من القيام بكافة المهام المطلوبة خلال المهلة الزمنية المحدّدة.
- قد يتطلّب من الوظّف القيام بالكثير من الأعمال المتخلفة في الوقت نفسه لإنجاز مشروع ما في الشركة، مثل التنسيق بين العّمال، إجراء اتصالات مع المسؤولين، تفقّد حسن سير العمل على الأرض، رفع التقارير للإدارة، حل المشكلات التي تطرأ. وحده الموظف الذي يمتلك مهارات العمل تحت الضغط يمكنه التعامل مع هذه الظروف.
أهميّة التمتّع بمهارات العمل تحت الضغط
تنعكس إمكانيّة العمل تحت الضغط بشكل إيجابي على كل من الموظف والشركة. من جهة، الموظفون الذين يستطيعون العمل تحت الضغط يكتسبون ثقة مدراءهم، وتقديرهم مما يجعلهم يتقدّمون في الوظيفة بشكل أسرع ويحصلون على مناصب ورواتب عالية. من جهة أخرى، الموظفون الذين يستطيعون العمل تحت الضغط يرفعون من إنتاجية الشركة ككلّ، ويخفضون تكاليفها لأنهم يستطيعون القيام بأعمال كثيرة في الوقت نفسه مما يغني الشركة عن توظيف أشخاص آخرين.
أمّا في حال الفشل في التعامل مع ضغط العمل، والمواقف الصعبة فيه، فإنّ ذلك يؤثر سلباً على أداء الموظف وإنتاجيته، وبالتالي إنتاجية الشركة ككلّ، وقد يسبّب لها خسائر فادحة لا تعوّض. كما وأنّ عدم القدرة على العمل تحت الضغط قد يؤخر بشكل كبير تقدّم الموظف في الشركة وتحسّن راتبه.
كيف يمكنكِ تعزيز مهاراتك في العمل تحت الضغط؟
1- حافظي على هدوئك في الوظيفة
أجل، قد يكون هذا الأمر صعباً، لكن كلّما تمرّنت عليه أكثر، كان ذلك أفضل. حافظي على هدوء أعصابك مهما حصل، حيث إنّ فعل ذلك سيظهر للآخرين مدى قدرتك على التحكّم بمشاعرك وإتمام أعمالك على أكمل وجه حتى في ظلّ الظروف الصعبة. يمكنك القيام بما يلي لاستعادة هدوئك:
- ضعي لنفسكِ تحفيز مثلاً قولي: "عندما أنهي هذا المشروع سوف أذهب في إجازة إلى البحر."
- خذي نفساً عميقاً لعدّة مرّات قبل أن تبادري بالقيام بأيّ شيء.
- عدّي للعشرة قبل أن تقومي بأي ردّ فعل، أو تتفوّهين بأيّة كلمة حول الموقف الذي أنت فيه.
- فكّري بأمر مضحك، أو شاهدي مقطعاً مضحكاً، أو قومي بأي شيء ينسيك للحظات الموقف الذي أنت فيه.
كيف تتعاملين مع الزملاء السلبيين في العمل؟
2- ابقي في الحاضر ولا تقلقي حول المستقبل
الافراط في التفكير حول الموقف سوف يشلّ قدراتكِ على العمل، لذلك ابقي في الحاضر ولا تقلقي حول إن كنت تستطيعين القيام بهذا العمل أو لا. مثلاً، لا تفكّري أن الوقت يداهمكِ ولن تتمكّني من إنهاء المشروع في الوقت المطلوب، بل استفيدي من الوقت الذي تملكينه الآن لإتمام أكبر قدر ممكن من المهام، ومع مرور الأيام ستتراكم المهام المنجزة وسوف تتمكّنين من تسليم العمل في الوق المطلوب.
3- امنحي نفسك دعماً إيجابيّاً
ذكّري نفسك أنك تعاملت مع مواقف صعبة في الماضي وتمكّنتِ من تخطيها والنجاح. لذلك لا تقلقي وكوني واثقة أنّ بإمكانكِ العمل تحت الضغط مرة جديدة وسوف تنجحين في إتمام المهام المطلوبة منكِ.
4- حافظي على التركيّز للتمكن من العمل تحت الضغط
التركيز هو من أهم مهارات العمل تحت الضغط، لأنّ التركيز وحده يخوّلكِ انجاز أكبر قدر ممكن من المهام في وقت قصير. من هنا سوف نقدم لكِ فيما يلي مجموعة من النصائح تساعدكِ على التركيز:
- حدّدي أهدافك وأولوياتك لليوم واكتبيها في مكان ظاهر أمامك، على جهازك أو فوق مكتبك.
- افصلي نفسك عن العالم من حولك من خلال وضع سماعات الأذن، أو إغلاق باب مكتبك.
- تخلّصي من الملهيات، كأن تضعي هاتفك على الوضع الصامت، واوقفي تنبيهات البريد الإلكتروني على حاسوبك.
- حدّدي لنفسك فترات عمل متواصلة تتراوح بين 30 إلى 90 دقيقة، واجعلي بينها استراحات لمدّة عشر دقائق.
5- قومي بترتيب الاولويات
إذا طُلب منك أكثر من عمل لتنفذه في الوقت نفسه، فلا تتوتّري، بل نظميها تبعاً لأهميتها واعرضي ذلك على رئيسك وخذي موافقته وابدئي التنفيذ طبقاً لجدول زمني تحدّدينه لنفسك حتى تنهي في الوقت المحدّد.
تطبيقات إلكترونية تساعدكِ في تنظيم العمل
6- اذهبي إلى العمل في وقت مبكر
إن كان دوامكِ يبدأ عند الساعة التاسعة مثلاً، فاحرصي على الذهاب أبكر من ذلك إلى المكتب. (ليس كل يوم، ولكن على الأقل حين يكون لديك الكثير من الضغط في العمل). الذهاب باكراً إلى المكتب يسمح لكِ بالتركيز بشكل أكبر واتمام مهام أكثر، إذ يمنحك فرصة للعمل من دون وجود أشياء تلهيكِ مثل التحدث مع الزملاء. كما وأن المكتب سوف يكون هادئ أكثر.
7- اعتني بنفسك للتمكن من تحمل ضغط العمل
للتمكن من تحمّل العمل تحت الضغط يجب أن تعتني بصحتكِ النفسيّة والجسديّة، ويمكنكِ القيام بالكثير من الأشياء للتخفيف من آثار الإجهاد على جسمك منها:
- النوم لمده كافية لكي يرتاح الجسم
- تناول أكل صحي للحفاظ على الحيويّة
- تخفيف من شرب القهوة لأن الكافيين يرفع من نسبة التوتر
- ممارسة الرياضة وأبرزها اليوغا
- أخذ قسط من الراحة خلال النهار مثل المشي لعشر دقائق الأمر الذي يساعد على تحريك الدورة الدمويّة
- الترفيه عن النفس من خلال القيام بنشاطات تحبّينها في عطلة نهاية الأسبوع
8- اطلبي المساعدة من قبل باقي أعضاء الفريق
العمل تحت الضغط لا يعني أنه يجب عليكِ القيام بكافة المهام لوحدكِ لكي تثبتِ نفسكِ، فقد يكون هناك مهام صغيرة يمكن إعطاؤها لأعضاء آخرين من الفريق لكي يصبح لديكِ وقت أكثر للتركيز على المهام الصعبة.
9- استغلّي إجازاتك جيّداً
خطّطي لإجازاتك بذكاء، واحرصي على أخذها في الأوقات التي لا تشهد فيها شركتك ضغط عمل كبير. أمّا في الأوقات التي يكون فيها الضغط كبيراً، فالأفضل أن تتجنّبي أخذ الإجازات، سيقدّر لك مديرك هذه اللفتة، ومن يدري فقد يؤدي التزامك ه ا إلى حصولك على ترقية في عملك أو مكافأة مالية جزاءً لحسن تعاملك مع الضغط.
10- ابتعدي عن التذمّر
التذمّر كل يوم لمديركِ أنّ لديكِ الكثير من العمل، والوقت غير كافي، وأنك متعبة سوف يزعج المدير من جهة، وسيؤثّر سلباً عليكِ من جهة أخرى لأنه سوف يملأ رأسكِ بالأفكار السلبيّة والقلق. من هنا، عدم التذمّر يساعد في العمل تحت الضغط، ركّزي على المهمة التي تقومين بها ولا تفكّري بأن لديك الكثير من الأشياء وأن ليس لديك الوقت الكافي.