الخلايا الجذعية، مستقبل الطب! فقد بيّنت الأبحاث أنها تساعد في علاج العديد من الأمراض وتجديد الأنسجة التالفة، ومع التقدم المستمر في هذا المجال، تفتح آفاقاً كثيرة للطب التجديدي. في هذا الإطار، أجرينا مقابلة مع سارة الحاج علي وعالية عبد الرزاق، مؤسّستَي Cell Save Arabia، للحديث عن مستقبل الخلايا الجذعية وفوائدها في الرعاية الصحية، والتحديات التي تواجهها النساء في مجال الإبتكار الصحي.
مقابلة مع سارة الحاج علي
1. كيف توازنين بين خلفيتك العلمية والجوانب التجارية اللازمة لقيادة شركة في مجال الرعاية الصحية؟
التوفيق بين الخلفية العلمية والجوانب التجارية لإدارة سيل سيف هو تحدٍ مستمر يتطلب المزج بين الخبرة العلمية والرؤية التجارية. بصفتي باحثة علمية، أستخدم معرفتي التقنية لتوجيه تطوير تقنيات الخلايا الجذعية لدينا، مع التركيز على الإبتكار والتميّز في مجال الطب التجديدي. في المقابل، تساعدني خبرتي التجارية على فهم اتّجاهات السوق وتلبية الاحتياجات التشغيلية واتخاذ قرارات استراتيجية لضمان نمو مستدام ومتوازن يركّز على مهمّتنا الأساسية.
للتميّز في القطاع الصحي، من الضروري الإلتزام بالمعايير التنظيمية والإعتبارات الأخلاقية لضمان بناء الثقة والمصداقية. التعاون مع الخبراء والتعلّم المستمر يدعمان جهودنا في تحقيق التكامل بين أهدافنا العلمية وخططنا التجارية. هذا التوازن يمكّننا من التكيّف مع المشهد المتغيّر للرعاية الصحية مع التزامنا بتطوير الطب التجديدي.
في سيل سيف، نفتخر بأن فريقنا يتألف بنسبة 90% من النساء، ممّا يخلق ديناميكية فريدة تساهم في نجاحنا. نشجّع بيئة عمل مبنية على التعاون والدعم المتبادل، مما يساعدنا على تحقيق التوازن بين حياتنا المهنية والشخصية، وضمان نجاحنا على الصعيدين العلمي والتجاري.
2. كرائدة أعمال في مجال متخصص للغاية، ما أبرز التحديات التي تواجهها النساء في قطاع الابتكار الصحي؟
من أبرز التحديات هو التحيّز الجنسي المستمر الذي يؤثر على مختلف الجوانب، بدءاً من الحصول على التمويل وحتى الاعتراف بالنساء كقائدات يتمتّعن بالمصداقية. تجد النساء أنفسهن مضطرات لبذل جهد مضاعف لإثبات كفاءتهن وقدراتهن، خاصةً في القطاعات التي يسيطر عليها الرجال مثل قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية.
إلى جانب ذلك، يمثّل تحقيق التوازن بين الطموحات المهنية والتوقعات المجتمعية والثقافية تحدياً كبيراً، خصوصاً في المجتمعات التي تُلزم النساء بإعطاء الأولوية لمسؤوليات الأسرة. هذا يخلق ضغوطًا إضافية على أولئك الذين يسعون إلى التفوّق على المستوى المهني والشخصي.
أيضاً تمثل محدودية الوصول إلى الشبكات المهنية وبرامج الإرشاد عائقاً كبيراً أمام النساء. في كثير من الأحيان، تظلّ الأماكن التي تُصاغ فيها القرارات الهامة غير شاملة بشكل كافٍ، مما يضعف إمكانية النساء في بناء علاقات مهنية فعّالة أو الاستفادة من نماذج نسائية رائدة في المجال.
رغم ذلك، هناك إمكانيات واعدة لإحداث تغيير حقيقي. النساء يضفن منظوراً إنسانياً للابتكار الصحي، وغالباً ما يعملن على تحقيق حلول شاملة ومتمحورة حول المرضى. من خلال تعزيز الشمولية ودعم بعضنا البعض وتعزيز الإرشاد، يمكننا خلق بيئة تزدهر فيها النساء وتدفع التقدم في هذا المجال. أنا شخصياً ملتزمة بتمكين النساء في مجال الرعاية الصحية للمساعدة في تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر إنصافاً وابتكاراً.
مقابلة مع عالية عبد الرزاق
3. ما الذي ألهمك لاختيار العمل في قطاع الرعاية الصحية، وما هو الجانب الأكثر تأثيراً في مسيرتك المهنية حتى الآن؟
بدأت رحلتي في قطاع الرعاية الصحية عبر شغف عميق بالعلوم، إلّا أن تجربتي الأولى في البحث العلمي لم تمنحني الإحساس بالإثارة الذي كنت أتطلع إليه، فقد شعرت أن البحث يفتقر إلى الأثر العملي الذي أردت تحقيقه. لكن التحوّل الحقيقي حدث عندما انضممت إلى سيل سيف، وفّرت لي هذه الفرصة بيئة عمل تجمع بين الإبتكار العلمي والإدارة، ما سمح لي بتطبيق معرفتي العلمية بطرق مؤثرة على نتائج قطاع الرعاية الصحية بشكل مباشر، بالإضافة إلى تعزيز مهاراتي القيادية والاستراتيجية.
أما الجانب الأكثر تميزاً في مسيرتي المهنية هو القدرة على الربط بين العلم وعالم الأعمال. في سيل سيف، أعمل على تطوير وإحراز تقدّم مذهل في مجال الطب التجديدي، مع قيادة العمليات التي تضمن ريادتنا في تلك الصناعة التي تتطور بوتيرة سريعة.
4. كيف ساعدتك مهاراتك في مجال الرعاية الصحية على تقديم خدمات جديدة مثل معالجة وتخزين الخلايا الجذعية والعلاجات التى توفرها؟
منحتني خبرتي في قطاع الرعاية الصحية فهماً عميقاً لاحتياجات المرضى وللتطورات المستمرة في المجال الطبي. ما لعب دور محوري في تقديم خدمات مبتكرة مثل معالجة وتخزين الخلايا الجذعية. تمكنت أيضاً من خلال متابعة أحدث التطورات العلمية والاتجاهات الصناعية من تحديد الطلب المتزايد على العلاجات المتقدمة، وأهمية العلاج بالخلايا الجذعية وقدرتها على معالجة العديد من الأمراض المتنوعة.
كما مكنتني خلفيتي المهنية من بناء علاقات استراتيجية مع كبار الباحثين والمتخصصين الطبيين ومزودي التكنولوجيا، مما ساعد في تقديم حلول مبتكرة وموثوقة لمعالجة وتخزين الخلايا الجذعية، بما يتماشى مع أعلى معايير الجودة والفعالية والأمان.
نحن الآن في طليعة تشكيل مستقبل الرعاية الصحية من خلال خدمات معالجة وتخزين الخلايا الجذعية، مما يفتح أبواب الأمل لعلاج أمراض متعددة مثل: الأمراض المناعية، وأمراض القلب، والاضطرابات العصبية، والطب التجديدي، وغيرها. مكّنتني مهاراتي أيضاً من سد الفجوة بين التطورات العلمية واحتياجات المرضى، وذلك لضمان توفير خدمات موثوقة ومتطورة تغير حياة الناس نحو الأفضل.
5. ما الذي دفعكِ للدخول في مجال الخلايا الجذعية، وكيف تطورت رؤيتكِ للشركة على مر الزمن؟
في عام 2011، أتيحت لي الفرصة للعمل في المركز الألماني لأبحاث السرطان (DKFZ)، هناك بدأت أتعرف على الإمكانيات الهائلة للخلايا الجذعية. انجذبت على الفور لفكرة أن الخلايا الجذعية هي "الخلايا الأساسية" في الجسم، القادرة على التحول إلى أي نوع من الأنسجة، مما يوفر إمكانيات علاجية استثنائية. أدى ذلك إلى ولادة شغف قوي بداخلي تجاه هذا المجال العلمي الواعد.
لاحقاً، بدأت عملي في قطاع الخلايا الجذعية في الأردن، حيث تمكنت من اكتساب خبرة عملية تعزز إهتمامي. عندما سنحت لي الفرصة، انتقلت إلى دبي وبدأت مسيرتي مع سيل سيف، حيث ساهمت في تطوير أكبر مختبر للخلايا الجذعية في الإمارات.
مع مرور الوقت، تطورت رؤيتي تماشياً مع تطور هذا المجال. ما كان في البداية شغفاً بمعالجة وتخزين الخلايا الجذعية أصبح اليوم رؤية أكبر، تهدف إلى جعل علاجات الخلايا الجذعية أكثر انتشاراً وسهلة الوصول. أطمح إلى توسيع حدود الإبتكار في هذا المجال، وتقديم علاجات فعّالة ومبتكرة تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة المرضى، وتوفر طرق استباقية للحفاظ على صحتهم.
أسئلة عامة
6. ما هي توقعاتكما لمستقبل علاجات الخلايا الجذعية، وما التغيرات التي تتوقعهما في مجال الطب التجديدي خلال السنوات الـ10 القادمة؟
إن مستقبل علاجات الخلايا الجذعية واضح، فهي الركيزة الأساسية لعلاج العديد من الأمراض غير القابلة للعلاج، مثل باركنسون، السكري بنوعيه، التصلب المتعدد، الزهايمر، إصابات الحبل الشوكي، وغيرها. ومع استمرار الأبحاث والتطورات العلمية، ستصبح هذه العلاجات أكثر تطوراً ودقة وفعالية، مما يوفر حلولاً مبتكرة للأمراض التي لطالما كانت خارج نطاق العلاجات التقليدية.
خلال السنوات العشر القادمة، أتوقع تقدمات كبيرة في مجال الطب التجديدي، تشمل تحقيق اختراقات في علاج اضطرابات العظام وتجديد الغضاريف، وتجديد المبيض، وعلاجات مكافحة الشيخوخة، وعلاج حالات مثل الفشل المبكر للمبيض. كما ستصبح العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية أكثر انتشاراً، مع تحسينات في عمليات استخراجها وتخزينها وتطبيقها. ستسهم هذه التحسينات في جعل هذه العلاجات أكثر فعالية وبتكلفة معقولة ومتاحة لشريحة أوسع من المرضى.
7. ما هي المزايا الرئيسية لعلاجات الخلايا الجذعية بالمقارنة مع العلاجات التقليدية لأمراض مثل اضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب؟
تتميز علاجات الخلايا الجذعية بعدة فوائد رئيسية مقارنة بالعلاجات التقليدية لأمراض مثل اضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب. فعلى عكس العلاجات التقليدية التي تركز غالباً على تخفيف الأعراض، تمتلك علاجات الخلايا الجذعية القدرة على تجديد الأنسجة والأعضاء التالفة، مما يستهدف جذور المرض بدلاً من تخفيف آثاره.
بالنسبة لاضطرابات المناعة الذاتية، تساهم الخلايا الجذعية في تصحيح وظائف الجهاز المناعي، أما بالنسبة لأمراض القلب، فقد تساهم في تجديد أنسجة القلب المتضررة. علاوة على ذلك، تتميز علاجات الخلايا الجذعية بكونها أكثر تخصصاً، حيث تُصمم وفقاً لاحتياجات الفرد، كما أنها غالباً ما تكون أقل تسبباً في الآثار الجانبية، خاصة إذا كانت الخلايا مأخوذة من جسم المريض نفسه.
إضافة إلى ذلك، يمكن لعلاجات الخلايا الجذعية أن توفر حلولاً طويلة الأمد، مما يجعلها خياراً علاجياً فعالاً للحالات المزمنة التي قد تكتفي العلاجات التقليدية بإدارتها فقط.
8. ما الذي يميز سيل سيف عن غيرها من الشركات في مجال الخلايا الجذعية، وما الذي يجعل خدماتكم فريدة؟
ما يميّز سيل سيف عن الشركات الأخرى في مجال الخلايا الجذعية هو الجمع الفريد بين الخبرة الكبيرة والابتكار والرعاية الشخصية. باعتبارنا أول وأكبر مختبر للخلايا الجذعية في الإمارات، نحن الخيار الموثوق لأطباء النساء والتوليد وأولياء الأمور الذين يعتمدون علينا في حفظ الخلايا الجذعية لأطفالهم. مع خبرة تمتد لـ19 عاماً في هذا المجال، نقدم مستوى عالياً من المعرفة والاحترافية لكل عميل.
نحن المؤسسة الوحيدة في الشرق الأوسط المعتمدة من AABB والمسجلة لدى FDA، مما يعزز مصداقيتنا وجودة خدماتنا. تقنيتنا الخاصة "بنك الخلايا الجذعية الرئيسي" تتيح توفير إمدادات غير محدودة من الخلايا الجذعية الوسيطة لتلبية الاحتياجات المستقبلية، ما يضمن حلاً آمناً ومستداماً.
9. ما هي أهم الخطوات المستقبلية لـسيل سيف؟
نسعى في سيل سيف لتعزيز مكانتنا الريادية في مجال الطب التجديدي من خلال توعية المجتمع بفوائد تخزين الخلايا الجذعية. نواصل الاستثمار في التقنيات الحديثة لتحسين عمليات جمع ومعالجة وتخزين الخلايا الجذعية للمواليد، مع ضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة، كما نهدف إلى توسيع خدماتنا لتشمل مناطق جديدة خارج الإمارات، بما يتيح لنا خدمة شريحة أوسع من المرضى، وتوطيد الشراكات مع المراكز الطبية والمؤسسات البحثية لاستكشاف تطبيقات جديدة للخلايا الجذعية المخزنة. يعتبر التعليم أهم أولوياتنا دائماً، إذ نركز على إبراز إمكانيات الخلايا الجذعية المخزنة في العديد من المجالات مبتكرة مثل التجميل ومكافحة الشيخوخة.
مع اقترابنا من عام 2025، نحن متحمسات لإطلاق خدمات معالجة وتخزين الخلايا الجذعية للبالغين، مما يتيح للأفراد فرصة حفظ خلاياهم الجذعية لاستخدامها مستقبلاً في العلاجات الطبية والتجديدية. هذه الخدمة الجديدة ستجعل حفظ الخلايا الجذعية متاحاً لشريحة أوسع، مما يقدم لهم أداة استباقية لتعزيز صحتهم واستكشاف فوائد الطب التجديدي.
بفضل ريادتنا في هذا المجال، نلتزم في سيل سيف بمواصلة تقديم حلول متقدمة تضمن مستقبل أكثر صحة ورفاهية للأفراد والأسر. معاً، نصنع ملامح جديدة لمستقبل الطب التجديدي.