تخيّلي نفسكِ الآن على شاطىء البحر، مستلقيةً تحت أشعة الشمس الدافئة وتنعمين بهدوء لا مثيل له. قد يبدو لكِ أنّكِ في حالة من الراحة الكاملة والإسترخاء التام. ولكن عند العودة إلى المنزل، تصيبكِ موجة من الإرهاق المفاجئ، فلا تستطيعين أن تُبقي عينيك مفتوحتين بسبب التعب الذي يغمركِ من دون سابق إنذار🥱. أنا واثقة بأنّكِ مررتِ بهذا الموقف من قبل، أليس كذلك؟ إن الشعور بالتعب بعد يوم تقضينه تحت أشعة الشمس الساطعة، هو أمر طبيعي تماماً. فبالرغم من أن التمدّد والإسترخاء تحت الشمس يبدو وكأنّه نشاط بسيط، إلّا أن جسمكِ يقوم بمجهود كبير لمواجهة تأثيرات الشمس وضبط درجة حرارته. إكتشفي معنا الأسباب التي تجعلكِ تشعرين بالتعب بعد التعرّض لأشعة الشمس.
اسباب الشعور بالتعب بعد التعرّض لأشعة الشمس
1- جفاف الجسم
أحد الأسباب الكبيرة التي قد تجعلكِ تشعرين بالإرهاق بعد يوم على الشاطئ هو جفاف الجسم ولو بشكل بسيط. في الواقع، إن التعرّض لأشعة الشمس يزيد من درجة حرارة الجسم، ممّا قد يؤدّي إلى التعرّق وفقدان السوائل والكهارل (Electrolytes) مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم. من هنا، يمكن أن يسبّب الجفاف وفقدان الإلكتروليتات التعب، لأن هذه المكوّنات ضرورية لإنتاج الطاقة. لذلك، احرصي على أن تتناولي الكثير من الماء عندما تكونين تحت أشعة الشمس لتجنّب الجفاف، فهذا قد يساعدكِ في المحافظة على نشاطكِ أكثر.
2- نقص العناصر الغذائية في الجسم
إن قضاء الوقت في الشمس يزيد من استخدام الطاقة والتمثيل الغذائي. هذا الأمر قد يؤدّي إلى استنزاف مخزون الجسم من العناصر الغذائية والمعادن الأساسية، ممّا يساهم في التعب.
3- حاجة الجسم للعمل بجهد كبير، حتى ولو كنتِ مستلقية فقط
نظراً لأنّ التعرّض لأشعة الشمس يرفع درجة حرارة الجسم، يجب على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارة داخلية مستقرّة، وذلك من خلال التعرّق بشكل خاص. هذا الأمر قد يؤدّي إلى التعب، حتى ولو كنتِ مستلقية فقط ولا تفعلين شيئاً.
4- التعرّض لحروق الشمس
قد تؤدّي حروق الشمس إلى التعب، إذ إنّها ترفع درجة حرارة الجسم وتسبّب النعاس. هذا إلى جانب مواجهة البشرة المُصابة بحروق الشمس، صعوبة في الإحتفاظ بالرطوبة، ممّا يؤثر على التعرّق ويزيد من خطر الإصابة بالجفاف.
5- حدوث تغييرات كيميائية في الجسم
يمكن أن تؤدّي الأشعة الضارّة إلى تغييرات كيميائية في الجسم، مثل التلف الناتج عن الشمس، والتي قد تسبّب لكِ الإرهاق. عادةً يعمل الجسم على إصلاح التلف في الجلد، من خلال توسّع الأوعية الدموية والسماح بوصول الأكسجين والمواد المغذية. هذا الأمر، يؤدّي إلى استهلاك المزيد من الطاقة والشعور بالتعب، خصوصاً أن الزيادة في تدفّق الدم إلى الجلد المحروق بالشمس يسبّب فقدان الماء، وبالتالي المزيد من الجفاف والإرهاق.
ما الحلّ إذاً؟
هناك بعض الأشياء التي يمكنكِ القيام بها، لتفادي التعب أو الحاجة إلى قيلولة بمجرّد عودتكِ إلى المنزل بعد يوم مشمس.
1- تجنّب أشعة الشمس بين الساعة 10 صباحاً والثانية ظهراً
تكون أشعة الشمس في أقوى حالاتها بين الساعة 10 صباحًا والساعة الثانية ظهرًا. لذلك، احرصي على أن تتجنّبي هذه الأوقات للتعرّض لأشعة الشمس، من خلال الإستقاء تحت المظلّة أو الدخول إلى صالة فيها مكيّفات. كذلك ابتعدي عن الأنشطة المُتعبة خلال الساعات الأكثر حرارة في اليوم.
2- شرب الكثير من الماء
لمنع الجفاف أثناء التعرّض لأشعة الشمس، لا تنسي أن تتناولي كميات كافية من من الماء. طبعاً باستطاعتكِ أيضاً أن تسمتعي بالعصائر الصحية الممزوجة بالفواكه المنعشة.
3- تناول الأطعمة الغنية بالإلكتروليتات
حاربي التعب بالأطعمة التي تحتوي على إلكتروليتات، مثل البطيخ والموز. هذا الأمر سيزوّدكِ بالطاقة أثناء التعرّض لأشعة الشمس.
4- الحدّ من تناول الكافيين
طبعاً لا نعني أنّه ليس باستطاعتكِ أبداً تناول الكافيين خلال التعرّض لأشعة الشمس، ولكن لا تبالغي في ذلك. الكافيين قد يزيد من كمية التبوّل، وإلى جانب التعرّق، قد يؤدّي ذلك إلى تسهيل الإصابة بالجفاف.
5- تطبيق واقي الشمس باستمرار
بشكل عام، يُنصح بإعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين. إذا كنتِ تتعرضين للتعرق كثيراً أو تسبحين، فقد تحتاجين إلى إعادة وضعه بشكل متكرّر أكثر. يجب أن يكون واقي الشمس واسع النطاق، ممّا يعني أنه يحمي من الأشعة فوق البنفسجية فئة A والأشعة فوق البنفسجية فئة B (الأولى يمكن أن تسبّب شيخوخة الجلد، والأخيرة يمكن أن تؤدّي إلى حروق الشمس).