close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية
لولوة الحمود: الإبداع هويّة وفكر!
play icon

لولوة الحمود: الإبداع هويّة وفكر!

 سينتيا جعجع
05 ديسمبر 2025

لولوة الحمود، فنّانة ورائدة أعمال سعوديّة، ومن أبرز الأسماء على الساحة الفنيّة المعاصرة في المملكة والعالم العربيّ. هي مؤسّسة LAHAF Art Foundation التي تسعى إلى دعم المواهب الشابّة وتمكين الجيل الجديد من الفنّانين من استكشاف طاقاتهم الإبداعيّة وصقل لغتهم البصريّة. تعرّفي إليها أكثر، واكتشفي في هذا الحوار فنّها، فلسفتها وقدرتها على تحويل الإبداع إلى مساحة للتأمّل والتعبير والهويّة.

مقابلة خاصّة مع لولوة الحمود

درستِ علم الإجتماع قبل الانتقال إلى الفنّ والتصميم، فكيف أثّرت هذه الخلفيّة على رؤيتكِ للفنّ؟

دراسة علم الاجتماع شكّلت رؤيتي للفنّ من خلال منحي فهماً أعمق للمنطق الاجتماعيّ والوعي الإنسانيّ. هذا المجال قدّمني إلى الفلسفة، التي أصبحت الأساس في الطريقة التي أفكّر بها حول المعنى والتفسير. فعلم الاجتماع مرتبط بكلّ جوانب الحياة الإنسانيّة، ومن خلاله تعلّمت أن أرى الفنّ ليس فقط كوسيلة للتعبير الفرديّ، بل كمرآة للتجارب الجماعيّة. ساعدني على فهم أسباب ظهور أنماط جماليّة معيّنة ضمن مجتمعات محدّدة، وأنّ الحاجة إلى التعبير، سواء كانت شخصيّة أم جماعيّة، تنبع غالباً من الديناميكيّات الاجتماعيّة والثقافيّة.

لولوة الحمود: الإبداع هويّة وفكر!
play icon

عُرضت أعمالكِ في لندن وسيول والرياض، كيف يتفاعل الناس في أماكن مختلفة مع فنّكِ؟

يحمل فنّي رسالة عالميّة تتجاوز الحدود الثقافيّة. الهندسة التي تشكّل أساس أعمالي، هي لغة تجريديّة تعبّر عن علاقتنا بالكون. لطالما أثار اهتمامي تفاعل الجمهور في كوريا ولندن والسعوديّة مع الفنّ من خلال عدساتهم الثقافيّة وتجاربهم الشخصيّة. لكن، رغم اختلاف الخلفيّات، ينجذب الناس إلى الانسجام الروحيّ والعاطفيّ في الأشكال. حتى في السعوديّة، حيث للفنّ الهندسيّ جذور عميقة، وجد المشاهدون في أسلوبي تجديداً لافتاً، فأنا لا أتبع الأنماط التقليديّة حرفيّاً، بل أُعيد تفسيرها برؤية عصريّة ترتكز على الإحساس والحدس.

أيّ معرض أو متحف كان الأهم بالنسبة لكِ، ولماذا؟

زرتُ معارض ومتاحف كثيرة حول العالم، بعضها ترك أثراً عميقاً في نفسي، كمعرض Picasso وMatisse في Tate Modern، ومعرض Van Gogh وAnselm Kiefer. كلا المعرضين استكشفا الحوار بين الفنانين وكيف أثّروا وتفاعلوا مع بعضهم البعض عبر الزمن. أنجذب إلى المعارض التحليليّة التي تكشف عن رؤى جديدة تجاه أمور نعتبرها بديهيّة. وأُقدّر تلك التي تتجاوز عرض الأعمال الفنيّة، لتعمّق فهمنا للعمليّة الإبداعيّة، وتسلّط الضوء على العلاقات التي شكّلت تطوّر الفنّ عبر العصور.

ما الذي ألهمكِ لإطلاق مؤسّسة LAHAF الفنيّة التي تدعم الفنّانين الشباب؟

LAHAF هي وليدة حدسي ورحلتي الشخصيّة كفنّانة. لسنواتٍ طويلة بحثت عن لغتي البصريّة ومساري الإبداعيّ، ومن خلال البحث العميق والتجريب، وجدت في النهاية شغفي وهدفي. وبعد أن اكتسبت خبرةً دوليّة كفنّانة وقيّمة معارض، رغبت في نقل هذه المعرفة إلى الجيل الجديد. أصبحت LAHAF منصّة للإرشاد والإبداع والإلهام، ومساحة للفنّانين الشباب ليستكشفوا ويتعلّموا ويتفاعلوا مع غيرهم من الفنّانين. أستمتع جداً بتوجيه الشباب، وأؤمن بأنّ لكلّ فنانٍ قوّة فريدة، ودوري هو مساعدته على اكتشافها وتنميتها.

لولوة الحمود: الإبداع هويّة وفكر!
play icon

كيف ترين الجيل الجديد من الفنّانين السعوديين اليوم، وما النصيحة التي تقدّمينها لهم؟

أرى أنّ الجيل الجديد من الفنّانين السعوديين محظوظ جداً. فهم يعيشون في زمن يشهد ازدهاراً فنيّاً غير مسبوق، ودعماً ثقافيّاً كبيراً من الدولة. ومع ذلك، فإنّ كثرة الفرص قد تجعل من الصعب أحياناً العثور على الصوت الفنّي الخاصّ بكلّ فنّان. نصيحتي لهم: "لا تتسرّعوا. خذوا وقتكم للنموّ والتعلّم والتقدّم بخطى ثابتة. الأهم هو بناء العمق، عمّقوا معارفكم، واستكشفوا أفكاركم بصدق، ودعوا الإلهام يقودكم من دون تقليد. الأصالة تحتاج وقتاً، لكنّها تخلق في النهاية هويّة فنيّة حقيقيّة ودائمة".

الحروف العربيّة عنصر أساسيّ في فنّكِ. هل تشعرين بمسؤولية الحفاظ على هذا الإرث؟

أرى الحروف العربيّة كرموزٍ تحمل معاني تتجاوز الشكل. ليس من الضروريّ أن تكون مقروءة، ما يهمّني هو كيف تعبّر هذه الحروف من خلال التكوين، الإيقاع واللون. اللغة البصريّة قادرة على نقل المشاعر والروحانيّات دون الحاجة إلى القراءة المباشرة. أعمالي تدعو المشاهد إلى التفاعل والتأمل ومحاولة فكّ طبقات المعنى، الذي يتكشّف تدريجيّاً، تماماً كما يحدث في لحظة تأمّل أو تفكير عميق.

لولوة الحمود: الإبداع هويّة وفكر!
play icon

برأيكِ، هل يستطيع الفنّ الحفاظ على قدسيّته في عالم بات فيه كلّ شيء مكشوفاً؟

أعتقد أنّ الفنّ يُمكن أن يعبّر عن أفكارٍ مقدّسة دون أن يكون مقدّساً بحدّ ذاته. في عالم اليوم السريع والماديّ، الحاجة إلى الارتباط الروحيّ أصبحت أقوى من أيّ وقت مضى. والفنّ يُقدّم مساحة لذلك، فهو لحظة توقّف وتأمّل. هو يذكّرنا بقدرتنا على الإحساس والتواصل والتفكير بما يتجاوز الحياة اليوميّة.

لو كان فنّكِ جملة، ماذا ستقول؟

لو كان فنّي جملة، لهمس قائلاً: "أنظري أعمق، فستجدين القوانين الخفيّة للطبيعة، حيث يكمن جوهر الفنّ الأسمى".

ما العادة الصغيرة التي تحافظيشن عليها وسط زحمة الحياة والمشاريع وتعتبرينها مساحة شخصية للتأمّل؟

أحياناً أكتبُ لنفسي فقط، لا للعالم. في تلك اللحظات، أجد مساحة هادئة أستطيع أن أتنفّس فيها وأحوّل مشاعري إلى كلمات. أؤمنُ أنّ في الكتابة سحر، يمنحني توازناً وسط ضجيج الحياة.

لولوة الحمود: الإبداع هويّة وفكر!
play icon

أسئلة سريعة

المدينة السعوديّة المفضّلة لديكِ.

العُلا.

لو لم تكوني فنانة، لكنتِ...

مهندسة معماريّة.

قهوة، شاي، أم شيء آخر يُحفّز الإبداع؟

الاسترخاء في الجبل.

أمر قد يُفاجئ الناس عند معرفته عنكِ؟

أنا عفويّة جدّاً، وأبحث دائماً عن التوازن من خلال فنّي.

اختبار الشخصية

أي قطعة مجوهرات تعكس أسلوبكِ للإحتفال بأعياد نهاية العام؟
play icon

أي قطعة مجوهرات تعكس أسلوبكِ للإحتفال بأعياد نهاية العام؟

قومي بالإختبار